لم تكن عشرات آلاف القطع من النقانق والمعجنات والكعك كافية لتنجح إدارة مصرف "دويتشه بنك" في تهدئة قاعدة المستثمرين الغاضبين خلال اجتماع المساهمين الذي شهد اضطرابات حادة الشهر الماضي، بحسب تقرير لـ"التلغراف".
أحد المستثمرين الناشطين صرخ خلال اللقاء الذي استمر تسع ساعات قائلاً: "إذا كان حتى البابا بنديكت السادس عشر يمكن أن يستقيل، فلماذا لا يمكن لرئيس مجلس إدارة المصرف "بول أخليتنر" فعل ذلك".
ولعل الغضب العارم الذي يسيطر على القاعدة الواسعة من المساهمين مبرر، حيث كان سقوط المصرف الذي عرف طويلًا كرمز للقوة الاقتصادية الألمانية، دراماتيكيًا، وأدى فشله في التعافي إلى بلوغ السهم أدنى مستوياته على مدار تاريخ البنك البالغ 149 عامًا.
حالة من الغليان الداخلي
- من المتوقع إعلان الرئيس التنفيذي "كريستيان سوينغ" خطة محكمة للمستقبل أثناء الكشف عن النتائج النصف سنوية للبنك خلال الشهر المقبل، وسيحاول في كلمته أيضًا منع مغادرة الموظفين أصحاب المواهب.
- قالت مصادر مطلعة إن الرئيس المشارك لأعمال أسواق رأس المال التابعة للمصرف "إد سانكي"، والذي يعمل في "دويتشه بنك" منذ 15 عامًا، استقال للذهاب إلى مكان آخر، مضيفة: يشعر الموظفون أن العجلة لا تدور في الاتجاه الصحيح.
- هناك قلق أيضًا من حدوث تعديل بالمناصب القيادية الداخلية بعدما أفادت "فاينانشيال تايمز" بأن البنك يدرس خطة إصلاح شاملة لعملياته التجارية، قد تنطوي على إنشاء وحدة لمعالجة الأصول غير المرغوب فيها والبالغة قيمتها 50 مليار يورو، وخفض حاد للوظائف في وحدة الأسهم والتداول الأمريكية.
- وفقًا للمصادر، فإن العاملين يشعرون بالضجر لعدم وجود تواصل داخلي مع الإدارة بعد تقرير "فاينانشيال تايمز"، ويقول أحد المصادر: يعرف الإعلام أكثر من الموظفين، نسمع نفس القصص مرارًا وتكرارًا، لذلك يفقد الجميع الاهتمام ويسعون للرحيل.
- في الوقت الذي فقد فيه الموظفون صبرهم تجاه عدم اليقين الذي يلوح في الأفق، فإنهم واجهوا احتمالات إجراء تخفيضات كبيرة في الوظائف هذا العام عندما بدأ المصرف محادثات للاندماج مع منافسه "كومرتس" ومع رغبة المستثمرين في رؤية بعض القرارات الحازمة الحاسمة.
التدهور بدأ مبكرًا والإصلاح تأخر
- الواقع القاسي للمصرف الآن بعيد ملايين الكيلومترات عما كان عليه قبل الأزمة المالية العالمية، عندما كانت أعماله مزدهرة وكان كل مصرفي يرغب في العمل لديه.
- يقول أحد التنفيذيين السابقين، الذي عمل في مقر البنك في فرانكفورت خلال أوائل التسعينيات: كان المصرف ناجحًا للغاية، لدرجة أن العاملين كانوا على ثقة من عدم قدرة أقرانهم الأمريكيين على تشكيل أي تهديد، كانوا يستاءلون "ما هو جولدمان ساكس؟".
- يرى موظفون سابقون أن تدهور أوضاع "دويتشه بنك" بدأت قبل الأزمة المالية بفترة طويلة، وتحديدًا بعد اغتيال رئيس مجلس الإدارة "ألفريد هيرهاوزن" عام 1989، حيث بدأ بريق المصرف يتلاشى ببطء مع تردي الإدارة التي تسببت في زلات بارزة نالت من سمعة المصرف.
- أما في السنوات الأخيرة، فشهد المصرف الذي يخضع للتدقيق بسبب علاقته بـ"دونالد ترامب" تباطؤا في الأداء، وتكبد مصاريف لإعادة الهيكلة والمنافسة مع أقرانه الأمريكيين الذين تفوقوا عليه منذ الانهيار المالي، كما عانى مع تحقيقات التورط في غسل الأموال وانتهاك العقوبات والتلاعب.
- يقول المحلل لدى "سي إم سي ماركتس"، "مايكل هيوسون": الأفكار المقترحة حاليًا ليست كافية لإصلاح المصرف، عملية التحول متأخرة بالفعل منذ عامين، كان يفترض نسخ نموذج "يو بي إس" و"كريدي سويس" والتركيز على إدارة الثروات منذ سنوات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}