يتقاضى عمال منصات التنقيب عن النفط في "بحر الشمال" رواتب عالية نظراً لحرفيتهم والعمل في ظروف صعبة وشاقة تستدعي البقاء في مناطق منعزلة عن أوطانهم وعدم العودة إليها إلا بعد فترات زمنية متفاوتة، وفقاً لتقرير نشرته "الإيكونوميست".
أعمال شاقة
- يضطر بعض العاملين في بحر الشمال – الذي يتميز ببرودة طقسه – للغوص حتى عمق 150 متراً تحت سطح البحر ويتحركون في الظلام على القاع للحفاظ على كفاءة وفاعلية خطوط الأنابيب ومنصات التنقيب فضلاً عن تحمل معدلات ضغط عالية مما يعرضهم للإصابة بالأمراض.
- يبدو العمل في شركات الطاقة ببحر الشمال محفوفاً بالمخاطر، فأي خرق لأعمدة صلب يمكن أن يؤدي إلى وفاة عاملين سريعاً كما أن الأمور تحت الماء أكثر خطورة.
- بالطبع في ظل هذه المخاطر، يجب تعويض العمالة في هذه المنطقة بأجور أعلى من نظرائهم في مناطق أخرى على اليابسة، ويصل متوسط الرواتب إلى 200 ألف جنيه إسترليني (حوالي 260 ألف دولار) سنوياً.
- يأتي ذلك في الوقت الذي انتعشت فيه أنشطة الطاقة في بحر الشمال لتنافس نظيراتها في مناطق أخرى حول العالم، وذلك بعد هبوط أسعار النفط بحدة بين عامي 2014 و2016 انخفض فيها سعر "برنت" من 115 دولارا إلى أقل من 30 دولارا للبرميل.
- شهدت أنشطة التنقيب في بحر الشمال أقل وتيرة سنوية منذ عام 1965، وهو ما أدى إلى انخفاض أعداد الوظائف التي وفرتها شركات النفط والغاز البريطانية بحوالي 40% في 3 سنوات من 460 ألفاً عام 2014 إلى 280 ألفاً في 2017.
- يعمل في بحر الشمال عمالة حرة رغم خبرتهم الكبيرة نظراً لتقلبات أنشطة الطاقة في المنطقة، فهم يعملون تحت الطلب بناء على احتياجات الشركات وبالتزامن مع تحركات أسعار النفط.
في المياه العميقة
- مع عودة سعر "برنت" مؤخراً إلى 70 دولاراً للبرميل وزيادة بوادر عودة الاستثمارات، شهدت منطقة "بحر الشمال" أكثر من عشرة مشروعات تطوير حقول عام 2018 وسط توقعات بالمزيد من الأنشطة هذا العام.
- رغم ذلك، لا يرى غالبية الغواصين تفاؤلاً في زيادة أعمال التنقيب في بحر الشمال هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية الأمر الذي يؤثر على وظائفهم المؤقتة بالإضافة إلى حاجتهم للمال للإنفاق على معيشتهم وأيضاً على الشهادات والوثائق اللازمة لصقل مهاراتهم.
- يشكو البعض من عدم الحصول على أي زيادة في الراتب منذ سنوات، بل يفكر بعضهم أيضاً في تنظيم إضراب ضد الشركات.
- يقبل المزيد من المتدربين على العمل كغواصين لدى شركات النفط في "بحر الشمال" رغم نقص الوظائف، ويضطر البعض منهم للعمل في مزارع ومصائد سمكية بأجر ضعيف للحصول على المال وقت عدم طلبهم من شركات الطاقة.
- رغم أن حقول بحر الشمال قديمة، إلا أن شركات الطاقة ترى أنها ستواصل توفير إمدادات نفطية لأكثر من عشرين عاماً، ورغم طفرة الاعتماد على الروبوت، إلا أن بعض المهام الشاقة لا يمكن تنفيذها سوى بعمالة بشرية.
- ما دام استمرت طفرة صناعة الطاقة في بحر الشمال، سيظل الغواصون يحصلون على رواتب كبيرة نظير أعمالهم الصعبة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}