نبض أرقام
07:28 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

لماذا يخفق الاقتصاديون في التنبؤ بقدوم الركود؟

2019/04/13 أرقام

في عام 1966، أي قبل أربعة أعوام من حصوله على جائزة "نوبل"، سخر "بول سامويلسون" كرجل اقتصاد محنك من فكرة أن هبوط الأسهم الأمريكية كان مؤشرًا دقيقًا للتنبؤ بركود الاقتصاد في الولايات المتحدة آخر خمس مرات، بحسب تقرير لـ"بزنس ويك".

 

لكن مع عودة الحديث عن الركود في الأسواق المالية وداخل أروقة البنوك المركزية، فإن الماضي يشير إلى أن أولئك الخبراء الذين يتلقون أجورهم لتحديد نقاط التحول في مسار النمو الاقتصادي، لديهم سجل حافل من عدم التوفيق.

 

إخفاقات خبراء صندوق النقد
 

- على عكس سوق الأسهم، فإن توقعات الاقتصاديين عادة ما تفشل في التنبؤ بقدوم الركود، وكان الحدث الأبرز الذي أخفقوا في توقعه هو الركود الكبير في أمريكا، والذي بدأ في ديسمبر عام 2007، قبل تسعة أشهر من إفلاس مصرف "ليمان براذرز".
 

- في فبراير الماضي، توصل كبير الاقتصاديين لدى شركة "فاثوم كونسلتنج" البريطانية، "أندرو بريدجن"، إلى أنه من بين 469 حالة ركود منذ عام 1988، استطاع صندوق النقد الدولي التنبؤ بقدوم 4 فقط منها خلال ربيع العام السابق.
 

- بالاقتراب قليلًا من الأزمة، تشير أبحاث "بريدجن" إلى أن صندوق النقد أجرى بدقة 111 توقعًا صحيحًا خلال ربيع نفس العام الذي شهد الركود، لكن ذلك يمثل أقل من ربع حالات الركود التي وقعت بالفعل.
 

 

- في مقال نشره على موقع الشركة، كتب "بريدجن": في حين أن اقتصاديي صندوق النقد الدولي الذين يتابعون غينيا الاستوائية، وبابوا غينيا الجديدة، وناورو، لهم سجل حافل من الدقة في توقع الركود إلا أن بقيتهم تعثروا.
 

- منذ عام 1988، لم يتنبأ صندوق النقد الدولي مطلقًا بحدوث ركود اقتصادي في البلدان المتقدمة قبل بضعة أشهر من وقوعه، لكن خبراء المؤسسة الدولية لم يكونوا وحدهم من أخفقوا في التنبؤ بالركود.

 

خبراء القطاع الخاص أيضًا..
 

- وفقًا لورقة عمل حديثة لصندوق النقد الدولي، فإنه من بين 153 حالة ركود في 63 دولة خلال الفترة من عام 1992 إلى 2014، نجح اقتصاديو القطاع الخاص في التنبؤ بالإجماع بخمس حالات فقط في أبريل من العام السابق للركود.
 

- إن أوجه القصور التي يواجهها الاقتصاديون دخلت إلى دائرة الضوء مرة أخرى حيث يظهر الاقتصاد العالمي علامات على التباطؤ بعد نمو قوي، في ظل تراجع معدل النمو في الصين وهشاشة الآفاق في أوروبا.
 

- دخلت إيطاليا في حالة من الركود الاقتصادي بالفعل، والتي قد تتكرر في ألمانيا وفرنسا أيضًا، ومن ناحية أخرى أرسل سوق السندات الأمريكية علامة تحذيرية رئيسية عندما انخفض عائد سندات الخزانة العشرية دون عائد نظيرتها لأجل 3 أشهر.
 

 

- هذا التطور في عائدات السندات (والذي يعرف باسم انقلاب منحنى العائد) عادة ما يتبعه حالة من الركود الاقتصادي، مع العلم أن المدة الزمنية قبل حدوث هذا الركود تختلف كثيرًا من حالة لأخرى.
 

- في الوقت نفسه، كشف استطلاع حديث للرابطة الوطنية الأمريكية لاقتصاديات الشركات، عن أن 42% من أعضائها يتوقعون ركود الاقتصاد الأمريكي العام القادم، و25% يتوقعون ركودًا في عام 2021 و10% يتوقعونه هذا العام.

 

ما سبب ضعف التوقعات
 

- السبب الرئيسي هو أنها ببساطة مهمة صعبة، فالمعلومات حول الاقتصاد غير كاملة وغالبًا ما تتوافر في وقت متأخر، والتغيرات الاقتصادية تميل إلى أن تكون مفاجئة، وبعضها ينتج عن صدمات مالية، مثل الذعر في سوق الأسهم والذي لا يمكن التنبؤ به.
 

- يقول الباحث لدى صندوق النقد الدولي "براكاش لونجاني"، إن نقص الحوافز قد يكون سببًا، فعلى عكس مديري المحافظ الاستثمارية، لا يتقاضى الاقتصاديون أموالًا نظير قدرتهم على التنبؤ بالركود.
 

 

- التفكير الجماعي هو عقبة أخرى، حيث يشعر الخبراء بمزيد من الأمان عندما يجمعون على رأي بدلًا من تبنيه بشكل فردي، ثم تأتي مشكلة التشبث بالتنبؤات رغم الأدلة معاكسة، وتظهر ورقة صندوق النقد أن فشل النبؤات كان أكثر بكثير من التحذير من ركود لم يحدث.
 

- على جانب آخر فإن إحدى الطرق المتبعة لتأكد الاقتصادي من عدم إخفاق توقعه، هي الغموض بشأن الموعد الزمني، وكانت إطالة المدة الزمنية حيلة شائعة، والتي غالبًا ما تراوحت بين 18 إلى 24 شهرًا.
 

- تأثرًا بالفشل في التنبؤ بالركود الأخير في أمريكا، أمضى الاقتصاديون العقد الماضي في دراسة كيفية انتهاء فترات التوسع ومناقشة أدوات السياسة التي قد تكون ضرورية لتحقيق الاستقرار في اقتصاد آخذ في التباطؤ.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.