نبض أرقام
02:10 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

بعد أشهر من حروب التعريفات والتصريحات.. العجز التجاري الأمريكي يتسع والنفط بريء

2019/03/07 أرقام - خاص

منذ يومه الأول في السلطة، لم يوار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" سخطه إزاء الوضع التجاري للولايات المتحدة مع باقي دول العالم، والذي يشهد عجزًا كبيرًا منذ سنوات، ووصفه بغير العادل حتى مع أقرب حلفاء واشنطن على الصعيدين الجغرافي والسياسي.

 

 

لم يترك "ترامب" شريكًا لبلاده تقريبًا إلا وانتقد سلوكه التجاري مع الولايات المتحدة، بما في ذلك كندا والمكسيك وبلدان الاتحاد الأوروبي والصين، وأعاد التفاوض بشأن الصفقات التجارية مع بلدان أمريكا الشمالية ومنطقة آسيا والهادئ وخاض سجالا طويلا بشأن واردات السيارات الأوروبية.

 

وأشعل الرئيس الذي يستعد لبدء سباق الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها العام القادم، حربًا تجارية شعواء مع الصين، فرض فيها كل جانب رسومًا جمركية على منتجات الآخر، ولم يقف "ترامب" عند هذا الحد، وانتقد أسعار النفط كثيرًا باعتبارها مرتفعة بشكل مبالغ فيه.

 

والآن وبعد أشهر طويلة من هذه الجلبة والصراعات التجارية، بدأت واشنطن تسوي بعد الخلافات، حيث توصلت إلى اتفاق مع كندا والمكسيك، وفي طريقها لصياغة اتفاق مشترك مع الصين، وتبدو لهجة الخلاف مع الاتحاد الأوروبي أهدى كثيرًا، فماذا حقق "ترامب"؟

 

الفجوة آخذة في الاتساع

 

- كشفت البيانات الرسمية الصادرة الأربعاء عن ارتفاع العجز التجاري للولايات المتحدة خلال عام 2018 بنسبة 12.5% إلى 621 مليار دولار، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2008 عندما سجل 709 مليارات دولار.

 

- وتبين من تقرير وزارة التجارة أن هذ الفجوة جاءت مدفوعة بالأساس بعجز الميزان السلعي للبلاد الذي بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق عند 891.3 مليار دولار، ويرجع ذلك إلى تصدير بلدان مثل الصين والمكسيك وأوروبا سلعًا أكثر إلى الولايات المتحدة.

 

- في الوقت الذي يلمح فيه مسؤولون أمريكيون (على رأسهم "ترامب") إلى قرب توصل واشنطن وبكين إلى اتفاق تجاري عادل بين البلدين، بعد أشهر من حرب الرسوم الجمركية والتصريحات والتهديدات بمزيد من التصعيد، أظهرت البيانات عجزًا قياسيًا في تجارة أمريكا مع الصين.

 

 

- بلغ العجز التجاري الأمريكي مع الصين 419.2 مليار دولار خلال عام 2018، وهو مستوى قياسي (مع العلم أن واشنطن بدأت فرض رسوم جمركية على وارداتها من الصين منذ منتصف العام)، وبلغ عجزها التجاري مع الاتحاد الأوروبي 169.3 مليار دولار.

 

- في تقرير حمل عنوان "لماذا لا يستطيع ترامب خفض العجز التجاري"، أرجع موقع "بوليتيكو" أسباب  العجز إلى النمو القوي للولايات المتحدة والذي يقدر بنحو 2.9% خلال 2018، وانخفاض معدل الادخار بين الأمريكيين، إضافة إلى قوة الدولار التي تجعل السلع الأمريكية أغلى.

 

- يضيف التقرير أن "ترامب" استخدم الأداة الخطأ لمعالجة أزمة صنعتها عوامل عالمية، علاوة على أن واردات الصين من الولايات المتحدة منخفضة مقارنة بصادراتها، وهي أزمة ربما تتفاقم مع تباطؤ النمو في الصين.

 

النفط بريء

 

- منذ العام الماضي أطلق "ترامب" عدة تغريدات عبر حسابه بموقع "تويتر" قال فيها إن أسعار النفط (رغم أنها سلعة عالمية تخضع للتداول الحر) مرتفعة بشكل مصطنع ومبالغ فيه، بما يثقل بلاده ومواطنيه بالمزيد من الأعباء.

 

- لكن البيانات الصادرة أمس أوضحت أن السبب الرئيسي وراء هذا العجز الهائل هو شراء الولايات المتحدة للمزيد من السلع، وبالتدقيق في بيانات الميزان السلعي تبين أن المنتجات غير النفطية هي التي قادت أيضًا هذا الارتفاع الكبير مؤخرًا.

 

 

- بحسب موقع "ماركت ووتش" فإن العجز التجاري الأمريكي يواصل الارتفاع رغم تلاشي ما كان يعرف في السابق بـ"تأثير الواردات النفطية"، فقد تسببت موجات ارتفاع أسعار النفط في السابق (خاصة الفترة بين 2006 و2008) بتعاظم العجز التجاري.

 

- لكن واردات الولايات المتحدة من النفط في عام 2018 شكلت نسبة ضئيلة للغاية من العجز التجاري الأمريكي بلغت 6.1%، وهي أقل حصة لها منذ عدة عقود، ومقارنة بـ47% خلال 2008، و67% في عام 1991.

 

- خلال عام 2018، بلغ الفارق بين واردات وصادرات الولايات المتحدة من النفط 53.3 مليار دولار لصالح الواردات، لكنه مستوى منخفض للغاية مقارنة بما كان عليه قبل 10 سنوات عند 386 مليار دولار.

 

السباق الانتخابي

 

- من جانبها قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن ارتفاع العجز التجاري الأمريكي إلى هذا المستوى، يشكل ضربة لطموحات الرئيس "دونالد ترامب" لمعالجة أوجه الخلل التي وصفها بالتهديد الرئيسي للاقتصاد الأمريكي.

 

 

- ربما تشكل هذه البيانات المخيبة للآمال نقطة ضعف سياسية لـ"ترامب" الذي يستعد لخوض سباق إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة في 2020، خاصة مع انخفاض معدل تأييده بالفعل والمنافسة الشرسة من قبل الديمقراطيين.

 

- يقول موقع "بزنس إنسايدر": في حين أن معظم الاقتصاديين يرفضون النظر إلى العجز التجاري كمقياس لقوة الاقتصاد الأمريكي، فإن "ترامب" نفسه جعل خفض هذا العجز مؤشرًا لتقييم الحرب التجارية التي أشعلها.

 

- هذه البيانات تشكل إحراجًا كبيرًا للرئيس الأمريكي، كونه صرح مرارًا بأن العجز التجاري يعد "كارثة سياسية" صُنعت بأيدي الساسة، وادعى أن بإمكانه تعديل المسار ومعالجة هذه المشكلة، بحسب صحيفة "ذا ويك".

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.