تحت عنوان "ليس من صنع سامسونج أو هواوي" تناولت العديد من المواقع الإخبارية لا سيما المهتمة بالتكنولوجيا، الكشف عن أول جوال قابل للطي في العالم، في إشارة إلى السباق المحتدم بين الشركات الكبرى لإطلاق تقنية تسمح للمستخدم بالتعامل مع جواله كصحيفته اليومية، والاستمتاع بحجمين مختلفين وخصائص متنوعة في جهاز واحد.
وبكشفها عن جوال "فليكسباي"، ألقت شركة "رويول" الصينية -التي لم تكن تحظى بشعبية قبل هذا الإعلان- المزيد من الحطب في نار المنافسة، حيث عمدت شركات أخرى للتعجيل بالكشف عن مخططتها لإطلاق جهاز مشابه أو حتى الإفصاح عن بعض المعلومات حول مفهومها له، ومن المتوقع أن يشهد عام 2019 إطلاق مجموعة من الجوالات القابلة للطي.
ويتسم الجوال القابل للطي بقدرته على القيام بمهام الحاسوب اللوحي عند استخدامه بشكل طبيعي أو كجوال عند طيه، والآن تركز شركات مثل "سامسونج" و"هواوي" وحتى "آبل" على إطلاق نسخها المميزة لهذا المفهوم، في ما يعيد للأذهان المنافسة الشرسة التي اندلعت قبل أكثر من 10 سنوات مع إطلاق الجوالات الذكية، فهل يسفر هذا النمط من التكنولوجيا عن ثورة جديدة مشابهة في السوق؟
مفاجآت السوق
- في الواقع، كشفت "سامسونج" في سبتمبر عام 2017 عن نيتها لإطلاق جوال ذكي قابل للطي في 2018 يحمل علامة "جالاكسي"، لكنها أشارت في الوقت ذاته لوجود بعض العقبات (لم تحددها) في هذا الصدد، وهو ما أرجعه محللون إلى احتياج مثل هذه التقنية لوقت طويل كي يتم تصنيعها على نطاق واسع.
- على أي حال، كان الجميع يترقب إطلاق أول جوال قابل للطي من قبل "سامسونج" أو "هواوي" أو أي من العلامات الشهيرة في السوق (رغم أنه سبق لشركات مجهولة قبل ذلك الكشف عن مفهومها لهذا الجهاز)، لكن "رويول" الصينية المتخصصة في تصنيع الشاشات فاجأت العالم بتخطيها لكل الكبار.
- تبلغ شاشة جوال "فليكسباي" 7.8 بوصة، ما يجعله حاسوبًا لوحيًا كبيرًا عند استخدامه بالحجم الكامل، ومع طيه ينقسم إلى 3 شاشات (أمامية، خلفية، جانبية) ويزن 320 جرامًا، ويتراوح سعره بين 1290 دولارًا و1860 دولارًا، وذلك وفقًا لما جاء بالمؤتمر الذي عقدته "رويول" في بكين قبل أيام من مؤتمر "سامسونج" للكشف عن خططها لجوال مشابه.
- في أوائل نوفمبر الماضي، كشفت "سامسونج" عن مفهومها للجوال القابل للطي، والذي بلغت شاشته 7.3 بوصة، وقالت إن التقنية المستخدمة به تسمح بطيه مئات آلاف المرات دون أي مشاكل، لكنها لم تعلن عن اسمه أو سعره أو موعد طرحه أو حتى أي من خواصه، مكتفية بالإشارة إلى البدء في إنتاجه على نطاق واسع خلال أشهر.
- في الحادي والعشرين من يناير، كشفت براءة اختراع لـ"موتورولا" عن خطط الشركة لإطلاق جوالها الخاص القابل للطي، فيما كشفت براءة أخرى لشركة "سامسونج" عن خططها لطرح جوال ثان قابل للطي لاستخدامات الترفيه والألعاب فقط.
الجميع ينافس
- قبل سنوات بدا الحديث عن جوال يمكن طيه كصحيفة، ضربا من الخيال، وأحسن المتفائلين توقع آنذاك استغراق الأمر بعض الوقت لتظهر بوادره في عشرينيات القرن الجاري، لكن ها نحن أمام منافسة تزداد حرارة بعد إطلاق "فليكسباي".
- أبدت "جوجل" التزامها بتحديث نظام "آندرويد" ليتواءم مع التصميمات القابلة للطي، وهو ما اعتبره موقع "سي نت" إشارة إلى تزايد انخراط شركات الجوالات في هذه التقنية، وبجانب "رويول" و"سامسونج" فإن شركات عدة أخرى كشفت عن خططها للحاق بالركب.
- من المتوقع أن تطرح "سامسونج" جوالها القابل للطي تحت اسم "جالاكسي إكس" أو "جالاكسي إف" في مارس المقبل، فيما أكدت "هواوي" أن أول جوال لها يعمل بتقنية الجيل الخامس والذي سيطرح في يونيو المقبل، سيكون مزودا بشاشة قابلة للطي.
- كشفت "شاومي" أيضًا عن مفهومها للجوال القابل للطي، وقالت إنها تفاضل بين اسمين مقترحين له هما "دوال فلكس" أو "ميكس فلكس"، وتشير شائعات إلى عمل شركات أخرى مثل "لينوفو" و"إل جي" و"موتورولا" على تطوير نسخها الخاصة من هذا النمط.
- في مارس عام 2018، أفادت "سي إن بي سي" بأن "آبل" تعمل سرًا على تطوير جوالها القابل للطي، لكنها قالت إن صانعة "آيفون" لن تستطع طرح هذا الجهاز في الأسواق قبل عام 2020، وهو ربما ما يفسر التزام الشركة الأمريكية الصمت تجاه المنافسة المشتعلة بين كبرى الشركات.
جدوى هذه التقنية
- رغم أن أيًا من المتسابقين في هذا المضمار التكنولوجي لم يكشف عن تفاصيل معمقة حول جواله باستثناء "رويول"، يقول موقع "ذا فيرج" إن أفضل جوال قابل للطي تم الكشف عنه حتى الآن هو "دوال فلكس" من "شاومي"، والذي استعرض رئيس الشركة إمكانياته الأساسية في مقطع فيديو لم يتجاوز الدقيقة.
- تأتي الجوالات القابلة للطي في وقت تسعى فيه الشركات لتقديم منتج جديد يمكنه جذب المستهلك حيث تعاني من تراجع المبيعات، وقد تابعنا مؤخرًا أنباء تراجع إيرادات كل من "سامسونج" و"آبل" خلال الربع الرابع من عام 2018.
- في مجال سريع التطور، وقفت الشركات عاجزة منذ سنوات على إدخال تغيير جذري في التصميم، باستثناء بعض التعديلات الطفيفة على نسبة مساحة الشاشة من حجم الجهاز وعدد المستشعرات والكاميرات، لكن يعتقد محللون بحسب صحيفة "هندوستان تايم" أن بمقدور الجوالات القابلة للطي كسر رتابة التصميم.
- يقول محلل التكنولوجيا "براتسانتو روي": لا أرى هذا النمط كمستقبل لصناعة الجوالات، لكنه أحد أفرع التطور المنتظر، أعتقد أنه استعراض للقدرات التكنولوجية، ودعم لبعض التطبيقات التي تشمل الترفيه، وبالمقام الأول قد ينفع الجوال أشخاصا أمثال الأطباء والمحاسبين الذين يحتاجون عادة للتحول إلى شاشة كبيرة يمكن حملها في الجيب.
- في ظل الشعبية المتنامية للبث عبر الإنترنت ومقاطع الفيديو، فإن هذا النمط من الجوالات قد يحظى باهتمام الكثيرين، فالشاشة الأكبر حجمًا التي يمكن الوصول إليها عبر جوال في الجيب تشكل ميزة كبيرة لمحبي المحتويات المرئية والترفيه مثل الألعاب.. فما ظنك بهذه التقنية، هل تشعل ثورة جديدة في عالم الجوالات الذكية أم ستنتهي إلى لا شيء كمحاولة يائسة لتعزيز المبيعات؟
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}