نبض أرقام
08:14 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

"اقتصاد الخبرة" وإعادة تعريف الندرة.. جيل الألفية يُفضل الرحلات والحفلات لا الذهب والسيارات

2019/01/26 أرقام - خاص

"إنه اقتصاد ينمو بالتأكيد، ولكن يبقى التحدي في تمكن الجميع من الاستفادة منه" هكذا اعتبر منتدى الاقتصاد العالمي "اقتصاد الخبرة"، والذي يقصد به حصول الناس على خبرات مقابل دفع الأموال بدلًا من الحصول على سلع ملموسة.

 

 

جيل الألفية
 

ولذا يشمل هذا الاقتصاد الرحلات والحفلات الموسيقية والتخييم في الطبيعة وممارسة الرياضات ذات الطبيعة الاستثنائية كالتزلج على الجليد أو صعود الجبال والغطس وما إلى ذلك، ويعتبر نقيض "اقتصاد الأشياء" الذي يقوم على اقتناء السيارات والجوالات والمنازل وغيرها.
 

وكشفت دراسة للمنتدى أن 78% من أبناء جيل الألفية (مواليد 1980-1998) يفضلون الحصول على خبرة مبهجة أو تجربة مفيدة عن الحصول على سلعة مادية، في مقابل 52% فحسب في الأجيال الأكبر عمرًا بما يعكس أن الاقتصاد سيواصل النمو مستقبلًا.
 

ويتأكد هذا الأمر مع إشارة 55% من جيل الألفية عن اعتقادهم بأنهم سينفقون أكثر وأكثر على التجارب الحياتية من إنفاقهم على شراء الأشياء، وإعراب 82% عن أن شعورهم بـ"السعادة" بالتجارب التي يخوضنها يفوق كثيرًا السلع التي يمتلكونها.
 

وتكشف دارسة لجامعة "يل" أن الشعور بالسعادة الناجمة عن التجارب يمكن استعادته بـ"كافة" تفاصيله أو أغلبها لدى ثلاثة أرباع الناس تقريبًا، بينما لا تتوفر هذه المتعة إلا لدى 7% فقط من الناس فيما يتعلق بالسلع الملموسة، التي غالبًا ما تعطي شعورًا مؤقتًا بالسعادة ينتهي بانتهاء صلاحية الشيء للاستخدام، أو حتى بالتوقف عن استخدامه فحسب.
 

شبكات التواصل الاجتماعي تدعم
 

ويستفيد "اقتصاد الخبرة" أيضًا من الانتشار المحموم لشبكات التواصل الاجتماعي، فوفقًا لدراسة لجامعة "هارفرد" فإن استفتاء للرأي كشف أن 84% من الناس لا يجدون غضاضة في مشاركة تجاربهم الحياتية مع أصدقائهم على وسائط التواصل الاجتماعي، بينما تنخفض النسبة إلى 17% فحسب في حالة الأشياء المادية.
 

وتقدر دراسة لمركز "أيفينت برايت" أن 70% من أبناء جيل الألفية مصابون بمرض "فومو" أو الخوف من فوات الأحداث على وسائل التواصل الاجتماعي، بما يجعلهم أكثر ميلًا للحصول على تجارب تثري صفحاتهم الشخصية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي أيضًا، ويثري اقتصاد الخبرة بطبيعة الحال.
 


 

بل واعتبر 60% من أبناء جيل الألفية أن مشاركتهم لتجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعي تجعلها أفضل، بينما تقل النسبة تدريجيًّا بين الأعمار السنية الأكبر حتى تصل 17% لهؤلاء من هم فوق الخامسة والستين من العمر.
 

ويمهد نمو اقتصاد الخبرة لزيادة مضطردة في السياحة على سبيل المثال، والتي يتوقع أن تشكل 10.6% من الناتج العالمي بحلول عام 2025، و11.4% بحلول عام 2030، وفي الوقت الذي يدعم ذلك تلك الصناعة الحيوية فإنه ينعكس إيجابا أيضا على العديد من النشاطات الاقتصادية الأخرى التي توفر الخبرة أكثر مما توفر السلعة الملموسة.
 

تقاليع اقتصاد الخبرة
 

وهناك أشكال غريبة من أشكال الاعتماد على اقتصاد الخبرة، ومنها تدشين شركة في هونج كونج لعدد من المواقع التي يعيش فيها الرواد حياة اللاجئين بحيث يختبرونها لمدة 75 دقيقة مقابل ما يوازي 50 دولاراً لتلك الدقائق من المعاناة، التي تتسبب في بكاء بعض المشاركين وانهيارهم –رغم علمهم بأنهم ليسوا لاجئين حقيقيين.
 

كما أقامت تلك الشركة العديد على مستوى العالم أجمع، بما في ذلك بعض الدول العربية، لتجارب الاحتجاز في معمل أو سجن أو غواصة حربية، وتتراوح تكلفة تلك "التجارب" أو الألعاب بين 10 دولارات إلى 40 دولاراً في الساعة تقريبًا باختلاف الدول، ليبدو الاتجاه نحو "التجربة" مفيدًا لتلك الأعمال، حتى وإن كانت تعطي "مشاعر سلبية" للمساهمين فيها بالأساس.



 

وترى دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي أن هناك فائدة كبيرة ستعود على الاقتصاد العالمي من تقليص "تسليع الأشياء" لمصلحة اقتصاد الخبرة، يتمثل في حل جزئي لمشكلة الندرة، لا سيما إذا استمر جيل الألفية في اتجاهاته وتصاعدت في المستقبل.
 

وبناء عليه سيصبح الصراع على السلع أقل، وبالتالي الطلب أقل (باستثناء الضروريات بالطبع) مما سينعكس انخفاضًا في أسعار الكثير من السلع، ولا سيما سلع الرفاهية، مثل الذهب والماس، لحساب جيل الألفية الذي قد تؤثر اتجاهاته كثيرًا في الاقتصاد العالمي، ليصبح اقتصاد الخبرة المرحلة الرابعة بعد اقتصاد الزراعة فالصناعة  وأخيرا الخدمات.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.