نبض أرقام
11:44 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

كيف تشق طريقك؟ .. خيارات تمويل الشركات الناشئة

2018/11/30 أرقام - خاص

"فكرة رائعة وخطة جيدة وحماس قوي ورأس مال أولي".. هذا كل ما تحتاج إليه لكي تؤسس شركتك الخاصة.

 

ولكن إذا كانت مشكلتك هي العنصر الأخير (رأس المال الأولي) فسنخبرك في هذا التقرير – وهو الأخير في السلسلة الخاصة بالـ"ستارت آب" – من أين تحصل على التمويل لشركتك الناشئة.

 

 

عملياً، يحتاج أي نشاط تجاري إلى بعض المال لكي يبدأ. هذا المال يسميه رواد الأعمال رأس المال الأولي. ويعتمد مقدار ما ستحتاجه من مال على طبيعة نشاطك التجاري.

 

ابدأ بنفسك

 

عادة ما يلجأ رواد الأعمال إلى استخدام مدخراتهم الخاصة لبدء شركاتهم، وهي العملية التي تعرف باسم الـ" Bootstrapping". ويعني هذا المصطلح أن رائد الأعمال يعتمد بشكل كامل على موارده الخاصة لعدة أسباب من بينها على سبيل المثال:

 

- الرغبة في الاحتفاظ بالقدرة على التحكم الكامل في الشركة.

 

- الرغبة في أن يرى إلى أي مدى يمكنه أن يأخذ الشركة دون قروض أو استثمارات.

 

- الرغبة في إظهار الالتزام الشخصي تجاه المشروع.

 

 

إذا كان لديك ما يكفي من المال لإطلاق الشركة، فربما يجب عليك أن تفكر بجدية في البدء بأموالك الخاصة، لأنك بذلك لا تحمي نفسك فقط من التحكم الخارجي، ولكن في حالة الفشل أو الخسارة لن تجد نفسك مديناً لشخص آخر.

 

لكن لو افترضنا أنك لا تمتلك ما يكفي من المال لبدء الشركة أو لا ترغب في المخاطرة بكل أموالك، فيوجد أمامك خيار آخر وهو الملكية المشتركة. وهذا يعني ببساطة، قيامك ببيع حصة في شركتك إلى المستثمرين.

 

لكن يجب أن تدرك أن المستثمرين المستعدين للاستثمار في مشروع لا يزال في مرحلة الفكرة ليسوا كثيرين، ولكنهم في النهاية موجودون وإذا كنت تمتلك الصبر والعزم الكافيين ولديك ثقة بالمشروع وخطة عمل واضحة فستتمكن من إقناع أحدهم بسهولة.

 

المستثمرون الملائكة ورأس المال مغامر

 

يقودنا  ذلك إلى النقطة التالية وهي المستثمرون الملائكة. وهم أشخاص يتمتعون بمستوى عال من الدخل ويستثمرون أموالهم الخاصة في تطوير الشركات الناشئة مقابل الحصول على حصة فيها.

 

عادة، يضخ المستثمرون الملائكة أموالهم في الشركات الناشئة في مرحلة مبكرة من تطورها، وعادة ما يكون ذلك قبل اختبار الفكرة تجارياً أو قبل امتلاك الشركة لتصور كامل عن المنتج. فهؤلاء على استعداد لمواجهة المخاطر العالية المرتبطة بتنفيذ مثل هذه المشاريع.

 

يركز المستثمرون الملائكة عادة على مجال أو قطاع معين، وهو غالباً ما يكون المجال الذي يفهمون فيه. وهذا يعني أنهم لا يملكون الأموال فحسب، بل يملكون كذلك الخبرة المتخصصة التي يمكن أن تكون مفيدة جداً لرائد الأعمال في تأسيس شركته الوليدة.

 

 

هناك أيضاً شركات رأس المال المغامر، وهي عبارة عن صناديق تجمع المال من الأفراد والشركات قبل أن تقوم بضخها بغرض الاستثمار في الشركات الناشئة ذات إمكانيات النمو العالية.

 

إلى جانب حصولها على حصة مقابل توفير التمويل، عادة ما تشارك صناديق رأس المال المغامر في إدارة الشركات التي تمولها. كما أن هذه الصناديق لا تقدم المال فقط للشركات الناشئة، بل تعمل أيضاً كمستشار للمؤسسين، وتساعدهم على تطوير أعمالهم ووضع خططهم الاستراتيجية.

 

الحاضنات والمسرعات .. كيف يتم الخلط بينهما؟

 

"حاضنات الأعمال" و"مسرعات الأعمال" .. هذان ربما هما أكثر مصطلحين يخلط بينهما الكثير من الناس، وذلك ربما بسبب وجود العديد من العناصر المشتركة بينهما، وهو ما يخلق حالة من الارتباك لدى الكثيرين بشأن الاختلافات بينهما.

 

أولاً، الفارق الأول والواضح يتعلق بالمرحلة التي يتم فيها قبول الشركة من حاضنة الأعمال أو المسرع.

 

فالحاضنات تقبل عادة الشركات الناشئة التي لا تزال في مرحلة الفكرة، في حين أن المسرعات لا تقبل إلا الشركات الناشئة التي تجاوزت مرحلة الفكرة ولديها نموذج أولي للمنتج. بعبارة أخرى، تركز الحاضنات على الشركات التي لا تزال في مرحلة الطفولة، في حين تركز المسرعات على تلك التي تعيش مرحلة المراهقة.

 

أما الفارق الثاني فيكمن في طبيعة الدعم الذي يتم توفيره للشركات الناشئة. فأشكال الدعم التي توفرها حاضنات الأعمال عادة ما تشمل توفير المساحات المكتبية والمشورة والإرشاد، والمساعدة في بناء شبكات الدعم والعلاقات مع المستثمرين، وتعليم المؤسسين كيفية بناء الأعمال التجارية من الصفر.

 

لكن النقطة المهمة التي يجب ملاحظتها هي أن معظم حاضنات الأعمال لا تقدم عادة أي تمويل للشركات التي ترعاها، كما أنها لا تستحوذ على أي حصص في تلك الشركات.

 

لكن في نفس الوقت، توجد هناك حاضنات أعمال توفر تمويلاً للشركات الناشئة وتحصل مقابله على حصة في ملكية الشركة. وهذا النوع من حاضنات الأعمال هو الذي يتم خلطه مع المسرعات.

 

 

بعد أن تنجح الشركات التي تم قبولها في حاضنات الأعمال في الوصول إلى النقطة التي تنجح فيها في بناء منتج أو نوع من التكنولوجيا ووضع خطة عمل وتشكيل فريق قوي من المؤسسين، ستجد نفسها في حاجة إلى بعض الخبرة والدعم لكي تنتقل إلى المرحلة التالية. وهنا يأتي دور مسرعات الأعمال.

 

المسرعات هي عبارة عن برامج توفر التوجيه والإرشاد والتدريب للشركات الناشئة التي تجاوزت مرحلة الفكرة بغرض مساعدتها في تحفيز نمو أعمالها وتوسيع نطاق تقنياتها. وعادة ما تترواح مدة البرنامج من 3 إلى 6 أشهر، تصبح بعدها الشركة الناشئة جاهزة لبدء جولة تمويل.

 

عادة ما توفر المسرعات تمويلا للشركات الناشئة التي تقبلها مقابل حصة في الملكية تتراوح نسبتها غالباً ما بين 7 إلى 10% من القيمة المقدرة للشركة.

 

في حين أن حاضنات الأعمال تعمل على توفير مجموعة واسعة من الموارد الأساسية لأعضائها، تميل المسرعات إلى التركيز على صناعة محددة أو نوع معين من التكنولوجيا، وبالتالي توفير المزيد من الموارد المتخصصة للشركات الناشئة.

 

وهذا يقودنا إلى الاختلاف الرئيسي الثالث بين الحاضنات والمسرعات، وهو أن الأولى عامة لا تختص عادة بقطاع معين، بينما نجد أن المسرعات تختص عادة بقطاع أو صناعة معينة.

 

كلمة أخيرة: أثناء بحثك عن تمويل لفكرتك أو شركتك الخاصة وإذا كنت لا تمتلك المال الكافي لتمويلها بنفسك، فكر أولاً في الخيارات التي لا تورطك في أي ديون. واعلم أن الاستثمار الخارجي له مميزاته، حيث يمكن للشركاء أو المستثمرين دعم شركتك الناشئة بما يمتلكونه من مهارات وخبرات وليس بأموالهم فقط.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.