نبض أرقام
06:59 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

عصر ما بعد "جوجل".. "بلوك شين" في سبيلها لتخطي "البيانات الضخمة"

2018/09/28 أرقام - خاص

في الوقت الذي تعد فيه "جوجل" (ألفا بيت) المرشح الأبرز للحاق بـ"أبل" و"أمازون" لتكون الشركة ذات القيمة السوقية التريليونية الثالثة، تصدر تحذيرات حول مستقبل ما تمثله الشركة من "البيانات الضخمة" في مواجهة تكنولوجيا "بلوك تشين".

 

 

أيام معدودة

 

ويحذر "جورج جليدر"، المستثمر والاقتصادي الأمريكي الشهير، في كتابه "عصر ما بعد "جوجل": إخفاق البيانات الضخمة وصعود تكنولوجيا "بلوك شين" حيث قال تحديدًا في كتابه: "أيام "جوجل" أصبحت معدودة للعديد من الأسباب أهمها تراجع أهمية "البيانات الضخمة" التي تمثلها".

 

ففي المستقبل القريب سيكون جهاز الحاسب الآلي عبارة عن هاتف جوال، أو جهاز في حجمه، وسيكون متصلًا بآلاف قواعد البيانات من خلال التطبيقات بشكل مباشر، ولن تكون هناك حاجة لـ"جوجل" بشكل كبير في ظل تواصل مباشر بين المستخدم وقواعد البيانات دون وساطة.

 

ففي عام 1994 كانت "جنرال إلكتريك" هي الشركة الأمريكية الأكبر وكانت "أمازون" في محل سخرية بسبب عنوانها الإلكتروني "amazon.org"، ووضعها لكلمة ".org" والخاصة بالمؤسسات، ولا شك أن الفارق حاليًا بين الشركتين يعكس إمكانية انقلاب أوضاع الشركات مع التطور.

 

فالتاريخ يثبت أن بعض الشركات التي ربما لا نعرفها عنها حاليًا قد تكون في صدارة الشركات العالمية بعد قليل، وهو ما ينطبق على الشركات التي تعمل في الوقت الراهن على تطوير تكنولوجيا "بلوك شين".

 

ومن الأسباب التي ستؤدي لتراجع "جوجل" اعتماده كموقع على تقديم خدماته -في غالبيتها- مجانًا، فإذا لم تكن الشركة قادرة على الحصول على عائدات مباشرة فستظل معتمدة بصورة كبيرة على الإعلانات وإذا تراجعت الزيارات للموقع فإنه لن يكون قادرًا على توليد نفس العائدات.

 

"وادي السيليكون" في خطر

 

وتنطبق الحالة في "جوجل" على الكثير من الشركات في "وادي السيليكون" –مقر غالبية الشركات التكنولوجية الأمريكية- وذلك نتيجة لاعتماد تلك الشركات على نفس التكنولوجيا القائمة دون محاولات للتطوير في ظل تقدم تقنية "بلوك تشين".

 

 

وتشير العديد من التقارير الاقتصادية إلى استمرار نمو "بلوك شين" المتسارع على شبكة الإنترنت حتى أنه في الكثير من الأشهر يكون التكنولوجيا الأسرع نموًا على شبكة الإنترنت على الإطلاق، وذلك لما يتضمنه من حفاظ على معلومات وسرية المستخدمين، خلافًا لـ"جوجل" والشركات المشابهة.

 

ومن ضمن أسباب تراجع الشركات التكنولوجية هي "النزعة غير الأخلاقية" التي تعمل بها من خلال الاستمرار في الترويج للذكاء الصناعي والروبوتات، مما سيتسبب في زيادة الرفض الشعبي ولها ولمنتجاتها في ظل شعور الناس برغبة تلك الشركات في استبدال العمالة البشرية بأخرى آلية.

 

كما أن الشركات التي تعتمد على تكنولوجيا "البيانات الضخمة" مثل "جوجل" تعاني بالفعل، إذ تصل نسبة إفلاس الشركات الناشئة في هذا المجال إلى 90% وهي ضعف النسبة بالنسبة لبقية الشركات التكنولوجية في الولايات المتحدة، بما يؤشر لصعوبات في العمل تعترض تلك الشركات.

 

منافس خلال عقد

 

بل ويعد "ساتوشي ناكاموتو" بمثابة أول من أدرك حتمية تخطي مرحلة "جوجل" التكنولوجية، وذلك من خلال تطويره لتكنولوجيا "بلوك تشين" ولعملة "بيتكوين" التي قدم من خلالها مفهومين هامين يتخطيان مرحلة "البيانات الضخمة" وهما: "الأمان أولا" و"اللامركزية الاقتصادية".

 

كما أن شركة عملاقة مثل "آي.بي.إم" بدأت بالفعل الاستثمار في تكنولوجيا "بلوك شين" في ظل تقديرها بأن تنخرط 65% من البنوك العالمية في تلك التكنولوجيا بحلول 2020، حتى أن عدد الموظفين العاملين في الشركة على "إنترنت الأشياء" والذي تشكل "بلوك شين" جزءًا منها يتخطى الألف موظف في الوقت الحالي.


 

وعلى الرغم من اعتراف "جليدر" في كتابه بأن استبدال "بلوك شين" بـ"البيانات الضخمة" لم يتم بعد وأنه سيستغرق وقتًا ليس بالقصير، غير أن معدلات نمو "بلوك شين" وتطبيقاتها السريعة للغاية تجعل من الصعب التنبؤ متى ستكون منافسًا حقيقيًا لـ"جوجل" وأخواتها.

 

ولكن تقديرات الكاتب تشير إلى أنه لن يمر العقد المقبل قبل تحول "بلوك شين" إلى منافس حقيقي يسعى لصدارة العالم في تبادل البيانات، لتنتهي في وقت لاحق مرحلة "جوجل" و"البيانات الضخمة".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.