ستصبح حقائب وأحذية "هنري بندل" الفاخرة جزءًا من الماضي، بعد قرار الشركة الأم "إل براندز" إغلاق جميع متاجر السلسلة البالغ عددها 23 متجرًا، بما في ذلك المنفذ الرئيسي الشهير في نيويورك، بحلول يناير/ كانون الثاني، وذلك بعد تاريخ من النجاح امتد على مدار 123 عامًا، بحسب تقرير لـ"فوربس".
وفي بيان أصدرته "إل براندز" الخميس الماضي، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي "لي ويكسنر"، إن الشركة اتخذت قرارًا بإغلاق متاجر "هنري بندل" وعملياتها على الإنترنت، بهدف تحسين الربحية والتركيز على العلامات التجارية الأكبر والتي تملك إمكانات نمو أفضل.
الأخت الكبرى لـ"هنري بندل"، وهي سلسلة "فيكتورياز سيكريت" التي تضم ما يقرب من 1200 متجر وهي أكبر وحدات "إل براندز"، شهدت تراجعًا في الأرباح والمبيعات، حتى أن الطلب على بعض منتجاتها الأكثر تميزًا قد تعثر.
لكن "هنري بندل" نفسها تخسر المال، وتقدر "إل براند" تسجيل السلسلة مبيعات قدرها 85 مليون دولار خلال عام 2018، مع خسائر تشغيلية باستثناء تكاليف الإغلاق تصل إلى 45 مليون دولار.
وفي حين تبدو هذه الأرقام صغيرة مقارنة بمبيعات "إل براندز" التي وصلت إلى 12.6 مليار دولار العام الماضي، لكنها كانت كبيرة مقارنة ببنود أخرى، فمثلًا الوحدة المالكة لـ"هنري بندل" والسلسلة الكندية "لا سينزا" سجلت خسائر تشغيلية قدرها 93 مليون دولار منذ بداية هذا العام، متجهة لاختتام عامها الثالث من دون أرباح.
ويعادل ذلك نحو نصف أرباح "فيكتورياز سيكريت" التي بلغت 197 مليون دولار -بعد تراجع نسبته 42%- خلال الفترة نفسها، ونحو ثلث الدخل التشغيلي لسلسة "باث آند بودي ووركس" صاحبة الـ1700 متجر والذي بلغ 292 مليون دولار.
تعكس خسائر وإغلاق "هنري بندل" التحديات التي تواجه متاجر السلع الفاخرة، حيث تكافح من أجل المنافسة في ظل التحول المتزايد نحو عمليات البيع عبر الإنترنت، مثل "فارفتيك" التي تقدمت مؤخرًا بخطتها للاكتتاب العام الأولي، كما يعاني القطاع أيضًا من تغير أذواق المستهلكين باستمرار خاصة مع تحول تركيزهم للإنفاق على منتجات فاخرة أخرى بخلاف الأزياء، مثل أجهزة "آيفون" وغيرها من الأدوات الإلكترونية.
وعلى مدار الفترة من عام 2012 حتى 2017 تراجعت مبيعات المتاجر الفاخرة في الولايات المتحدة بنسبة 23% إلى 5 مليارات دولار، وفقًا لـ"يورومونيتور" للأبحاث السوقية، ورغم إغلاق العديد من متاجر التجزئة في البلاد خلال السنوات القليلة الماضية، فإن إغلاق "هنري بندل" ربما يعيد تشكيل خريطة القطاع مرة أخرى خاصة في بعض المناطق الأكثر حيوية مثل مدينة نيويورك.
فعلى مسافة ليست بالبعيدة من متجر "هنري بندل" بشارع الجادة الخامسة في نيويورك، سيغلق متجر "لورد آند تايلور" الشهير أبوابه نهائيًا بعد عطلة الأعياد هذا العام، ليكون ذلك ثاني إغلاق رئيسي تشهده المنطقة المليئة ببائعي الأزياء والسلع الفاخرة.
ويعود تاريخ "هنري بندل" إلى العام 1895، عندما افتتح مؤسسه الذي حمل نفس الاسم متجرًا في إحدى القرى التابعة لمدينة نيويورك، ثم اشترى "ويكسنر" السلسلة في عام 1985، قبل أن يفتح الفرع الرئيسي الحالي في الجادة الخامسة عام 1991.
وتعد علامة "هنري بندل" واحدة من أعرق وأشهر العلامات التجارية للأزياء الفاخرة في الولايات المتحدة، وصاحبة أول متجر في الجادة الخامسة، وأول من يقدم تخفيضات نصف سنوية، وأول من يقدم عروض أزياء، بحسب البيانات المتاحة عبر الموقع الإلكتروني للمتجر.
وفي عام 2008، بدأت "هنري بندل" التوسع خارج مدينة نيويورك، وحينها صنف "ويكسنر" السلسلة بأنها واحدة من الأعمال الواعدة التي يملكها، لكن صاحب الواحد وثمانين عامًا ليس غريبًا عليه تصفية العلامات التجارية التي يرى أنها لم تعد مناسبة لاستراتيجيته، وقد سبق له التخلص من علامات رئيسية أخرى في أمريكا إلى جانب وقف عمليات الملابس الخاصة بـ"هنري بندل" للتركيز على منتجات التجميل والمجوهرات وغيرها من المتعلقات الثمينة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}