نبض أرقام
07:57 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

هل تنتقل العدوى من الأسواق الناشئة إلى "وول ستريت"؟

2018/09/10 أرقام

دخلت الأسهم الصينية إلى نطاق السوق الهابط، وانهارت العملة التركية، وتعثر الاقتصاد الجنوب إفريقي، وحتى خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي البالغة قيمتها 50 مليار دولار لا تبدو كافية لوضع نهاية للتدهور في الأرجنتين، ما يجعل المشهد العام للأسواق الناشئة أكثر تشاؤمًا، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".

 

تشكلت أصول العاصفة التي تهز الأسواق الناشئة الآن في واشنطن، فتراجع قيم عملات هذه البلدان جاء مدفوعًا في المقام الأول برفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة وتشديد سياساته، فيما كان تبني الرئيس "دونالد ترامب" للحمائية التجارية بمثابة سكب البنزين على النار.

 

 

ما يشغل الأسواق الآن، هو احتمال انتشار العدوى إلى مزيد من المناطق أو حتى "وول ستريت"، تمامًا كما حدث قبل عقدين من الزمان أثناء الأزمة المالية الآسيوية، وقد ظهرت بعض المقدمات لذلك، حيث انخفضت الأسهم الإندونيسية 4 في المائة دفعة واحدة خلال جلسة الخامس من سبتمبر/ أيلول، وهبطت الروبية الهندية إلى أدنى مستوياتها، ومُني الريال البرازيلي بخسائر حادة.

 

ومع ذلك، لا توجد إشارة تذكر –حتى الآن- حول احتمال انتقال العدوى إلى "وول ستريت"، خاصة في ظل المقومات الاقتصادية القوية للولايات المتحدة، ومع تداول الأسهم الأمريكية قرب مستويات قياسية، وانخفاض مؤشر الخوف "فيكس" إلى 14 نقطة، بعدما بلغ ثلاثة أمثال هذا المستوى خلال فبراير/ شباط الماضي.

 

رسائل متضاربة

 

- تراجع صندوق الاستثمار المتداول "آي-شيرز إم إس سي آي" للأسواق الناشئة بنسبة 11 في المائة هذا العام، ويتداول الآن قرب أدنى مستوياته في 14 شهرًا، فيما هبط مؤشر الأسهم الصينية "شنغهاي" المركب بنسبة 18 في المائة، وانخفضت الليرة التركية بمقدار النصف تقريبًا مقابل الدولار، ورفعت الأرجنتين أسعار الفائدة إلى 60 في المائة، وأظهرت المعادن الصناعية أيضًا بعض الضعف، وفقد النحاس الذي يعد مقياسًا عن القوة الاقتصادية، خُمس قيمته منذ أوائل يونيو/ حزيران.

 

 

- تعليقًا على هذه الاضطرابات قال كبير محللي الاستثمار لدى "بلاك روك" "ريتشارد تورنيل" إن الأسواق المالية تبعث برسائل متضاربة وبدلًا من القلق بشأن الأوضاع الاقتصادية في تركيا، يركز المستثمرون على تحقيق أرباح قوية من الشركات الأمريكية.

 

- ارتفعت أرباح الربع الثاني للشركات المدرجة بمؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 25 في المائة، وهي أعلى وتيرة منذ عام 2010، وفقًا لـ"فاكتست"، ولم يكن هذا النمو وليد التخفيضات الضريبية فقط، وإنما جاء مدفوعًا بزيادة المبيعات بأسرع وتيرة خلال سبع سنوات، وهو ما يأتي متزامنًا مع تسجيل الاقتصاد الأمريكي نموًا نسبته 4.2% خلال الربع الثاني.

 

الحرب التجارية لا تساعد

 

- كانت مشكلة الأسواق الناشئة مدفوعة بمجموعة من العوامل، بما في ذلك الاضطرابات السياسية المحلية، لكن واحدة من القوى الرئيسية هي تحركات الاحتياطي الفيدرالي، حيث شجع ارتفاع أسعار الفائدة وخفض الميزانية العمومية للبنك المركزي الأمريكي، تدفق الأموال إلى الولايات المتحدة من الاقتصادات الأخرى.

 

- تسبب ذلك في رفع سعر الدولار أمام عملات بلدان مثل تركيا، التي تحتاج إلى العملة الأمريكية لسداد ديونها، في ما يبدو أنها حلقة مفرغة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تعميق الأزمات المتعلقة بالعملة.

 

 

- الحرب التجارية التي أشعلها "ترامب" تزيد الأمور تعقيدًا، وقد أدت الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى تباطؤ النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولم تشكل ضغطًا على بكين فحسب، بل طالت البلدان المجاورة التي تعتمد عليها، كما عمقت التعريفات على المنتجات التركية من مشاكل الليرة.

 

- الخطر هو أن سياسات "ترامب" قد تتسبب في أزمة واسعة النطاق في الأسواق الناشئة، خاصة أن أحدث بيانات حول حركة التجارة أشارت إلى ارتفاع العجز التجاري للولايات المتحدة بأكبر وتيرة منذ عام 2015، وهو ما قد يدفع "ترامب" نحو مزيد من الإجراءات الحمائية.

 

هل يقوم الفيدرالي بعملية إنقاذ؟

 

- يعول البعض على تدخل الفيدرالي، ومن الناحية النظرية يمكن للبنك المركزي الأمريكي إبطاء وتيرة رفع الفائدة لتهدئة الأسواق الناشئة، إذ يرى محللون أنه لا يرغب في التسبب في أزمة بهذه الأسواق.

 

- تطلب الأمر تدخل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لوقف الأزمة المالية الآسيوية في أواخر التسعينيات، حتى أن الاحتياطي الفيدرالي أعد خطة لإنقاذ صندوق التحوط الأمريكي "لونج تيرم كابيتال مانجمنت".

 

 

- على أي حال يبدو أن "وول ستريت" بمنأى عن العدوى هذه المرة، ويقول كبير محللي الاستثمار لدى "ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز" "مايكل أرون" إنه لا ينبغي القلق حيال تكرار هذه الحادثة، ويرى أن مخاوف انتشار العدوى "مبالغ فيها"، وأنه على المستثمرين الدخول إلى الأسواق الناشئة مقابل أسعار رخيصة، مع انخفاض المعنويات فيها.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.