ستتجاوز القيمة السوقية لشركة "آبل" حاجز التريليون دولار، في حال ارتفع السهم بحوالي 9%، بدعم من مبيعات قوية لـ"آيفون"، ولا يبدو أن هناك حدودا لاستمرار نمو الشركة، ولكن التاريخ يقول عكس ذلك.
تحدثت "الإيكونوميست" عن ضرورة حذر مستثمري ومسؤولي "آبل" بأنها قد دخلت منطقة خطرة، فمن الناحية التاريخية، لن تصبح الشركة المنتجة لـ"آيفون" أكبر قيمة بشكل مبالغ فيه، ولا ينطبق الأمر عليها فقط، بل أيضا على عمالقة التكنولوجيا الآخرين في أمريكا والصين مثل "أمازون" و"علي بابا".
حدود من الباطن
- تم اجتياز حاجز التريليون دولار سابقا، ففي عام 2007، بلغت قيمة "بتروتشاينا" الصينية هذا المستوى لمدة 15 يوما فقط، ولكن هذا الحدث أسفر عن هزة في بورصة "شنغهاي".
- لا توجد حدود قانونية لتتوقف الشركات عندها، إلا أن هناك شعورا لدى الأسواق بوجود حدود خشية أن تكون هذه القيمة الضخمة بمثابة دولة داخل الدولة وتصبح خطرا على التنافسية ومؤثرا في أحداث سياسية.
- هناك حالات من التاريخ تسلط الضوء على شركات أصبحت ضخمة بما يكفي لاستدعاء تدخل حكومي.
- عام 1911، قضت المحكمة الدستورية الأمريكية بتفكيك "ستاندرد أويل" الأمر الذي تسبب في موجة شعبوية في البلاد كما لاحقت السلطات "آي بي إم" عام 1969، ثم سعت السلطات لتفتيت "إيه تي آند تي" عام 1974، وفي عام 1998، قاضت وزارة العدل "مايكروسوفت".
- يرى محللون أن الحكومات تراقب عن كثب مدى نمو وأرباح الشركات في القطاعات المختلفة وقياس ذلك بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي للدولة التي تحوي الشركة.
- لم توجد بيانات أو أرقام رسمية قبل الحرب العالمية الأولى تتحدث عن ضرورة التوقف عند حد لقيمة الشركة وتدخل الحكومة عند بلوغ قيمتها مستويات بعينها، فقط مجرد تقديرات أكاديمية.
- بالنسبة لـ"ستاندرد آند أويل"، تم الاعتماد على وثائق برلمانية وقضائية لمعرفة بيانات نموها وليس الاعتماد على تقارير الشركتين.
ملاحظات واضحة
- بالنظر إلى الوراء، يمكن استنتاج ثلاث ملاحظات واضحة أولها أن الشركات المذكورة تعرضت لمشكلات عندما بلغت أرباحها ما بين 0.08% و0.54% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة التي تضمها الشركة.
- الملاحظة الثانية أن بعض الشركات التكنولوجية وغيرها في الصين وأمريكا قريبة من المنطقة الخطرة، وبلغت أرباح "آبل" 0.28% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
- أما الملاحظة الثالثة، فهي أن القيم السوقية للشركات التكنولوجية الكبرى تشير ضمنيا إلى أن أرباحها ستواصل الارتفاع، وحال تحققت توقعات مستثمرين، فإن أرباح كل من "أمازون" و"آبل" و"ألفابت" و"مايكروسوفت" ستتجاوز الحد التاريخي (0.24%) بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي، كما أن "فيسبوك" و"علي بابا" و"تنسنت" ليست ببعيدة.
- ربما يرى محللون أن شركات التكنولوجيا ليس عليها القلق من حجم قيمها السوقية بعد نظرا لأن تلك الكيانات أصبحت عالمية عن ذي قبل، وبالتالي، هناك مبالغة في مقارنة أرباحها بالناتج المحلي الإجمالي لأمريكا أو الصين.
- تبدو المؤسسات السياسية في أمريكا والصين أقل فسادا في الوقت الحالي عما كانت عليه الحال في بريطانيا والولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر، وبالتالي، من غير المرجح أن تكون الشركات الكبرى قادرة على التحكم في السلطة.
- في يومنا هذا، تحصل شركات التكنولوجيا على أرباح من عملائها بشكل يزيد عما كانت تحققه الشركات المحتكرة للنفط في السابق.
ماذا لو تفككت عمالقة التكنولوجيا الآن؟
- بحسب أحد المساهمين البارزين، لو تفككت شركة عملاقة، فإن الأمر يفيد المستثمرين في بعض الأحيان، ففي حالة "ستارندرد أويل"، زادت قيمة الوحدات المنفصلة للشركة بعد قرار المحكمة الأمريكية عام 1911 بتفتيتها.
- في الحالات الأخرى، بالنسبة لـ"يو إس ستيل"، لم تتفكك لكن بعد سطوع نجمها أثناء الحرب العالمية الأولى، انحسرت عنها الأضواء لاحقا.
- أما "ستاندرد أويل"، فإن الشركات الناتجة عن تفكيكها مثل "إكسون" و"شيفرون" تمتلك إجمالي أرباح أقل عما كانت عليه قبل التفكك بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي.
- يعد أداء "إيه تي آند تي" أفضل من الحالات السابقة نظرا لأن الوحدات الناتجة عنها "فيريزون" و"إيه تي آند تي" تتفوق على عدد من منافسيها في قطاع الاتصالات وتحقق الوحدتان أرباحا إجمالية تشابه نظيرتها الأم عام 1974، أما "مايكروسوفت"، فقد تخطت عقبة احتمالات تفكيكها وتضاعفت قيمتها تقريبا.
- لا يمكن اعتبار الماضي مرشدا للمستقبل في "وادي السيليكون" وشركات التكنولوجيا الصينية، ولكن في ذروة نموها ونجاحاتها، يجب على تلك الشركات الحذر بشأن مستقبلها.
- عندما تنجح الشركات بشكل مبالغ فيه، يتم التضخيم من مسؤوليها أو مؤسسيها، ففي عام 1909، قالت "ستاندرد أويل" للقضاء الأمريكي إن مؤسسيها لديهم مهارات لانهائية ونجحوا في تطوير الشركة كما لو كانت منجم ذهب.
- من الضروري وضع القيم السوقية لعمالقة التكنولوجيا في الأذهان بشكل مستمر نظرا لأن أسهمها تتجه نحو مستويات قياسية قفزت بقيمتها إلى عتبات لم يتخيلها البعض منذ عامين فقط.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}