لو وضعت دول العالم هدفا لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي على المدى الطويل، فهناك أربع طرق لذلك الأولى تقليص أو (إنهاء) استخدام الوقود الأحفوري والثانية مواصلة استخدام الوقود الأحفوري لكن مع إزالة ثاني أكسيد الكربون بعد معالجته والثالثة زراعة نباتات تمتص الانبعاثات الضارة من الغلاف الجوي والرابعة استغلال هذه الانبعاثات.
ووفقا لتقرير نشرته "أويل برايس"، فإن محللين يرون تكنولوجيا "الهندسة الجيولوجية" الخيار الأمثل لخفض معدلات ثاني أكسيد الكربون ومعالجة التغيرات المناخية الناجمة عن هذه الانبعاثات.
بدائل متنوعة
- بدأت عدة حكومات على مستوى العالم في بحث وتجربة خيارات متنوعة لاستبدال الطاقة المتجددة بالوقود الأحفوري، وظهر ذلك جليا في المزيد من الخطط من جانب شركات السيارات للتحول إلى المحركات الكهربائية.
- مع ذلك، هناك شكوك حول هذا الخيار حيث إن الكهرباء التي تشحن بها بطاريات هذه السيارات الصديقة للبيئة ربما يتم توليدها من مصادر كالفحم الملوث للبيئة.
- مع زيادة رفاهية مليارات البشر حول العالم، فإن الكثيرين يريدون حياة فارهة أكثر عصرية مثل امتلاك أجهزة من مكيفات للهواء إلى غسالات للأطباق والثلاجات، والعديد من الدول – التي يتزايد فيها استهلاك هذه الأجهزة – تعتمد على الفحم في توليد الكهرباء.
- تشير التوقعات إلى أن المنشآت التي تولد الطاقة الكهربائية من مصادر الوقود الأحفوري كالفحم وغيره ستظل تعمل لعقود، وبالتالي، يكمن السؤال في كيفية خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ظل أجيال جديدة تزيد احتياجاتها للكهرباء.
- ثبت أن عمليات إزالة ثاني أكسيد الكربون أو عزله مكلفة للغاية ومثيرة للجدل، وحاولت ولايات أمريكية إطلاق مشروعات لخفض وإزالة هذه الانبعاثات من أجوائها، ولكنها اصطدمت بتكلفة بلغت مليارات الدولار ومنشآت معالجة لم تكتمل.
الهندسة الجيولوجية
- عندما تفشل خطط إطلاق منشآت لإزالة ثاني أكسيد الكربون بالطرق التقليدية المكلفة، يأتي دور العلم، ويكمن هنا في مشروعات هندسية ذات مستقبل مالي غير مؤكد.
- يشبه هذا الأمر دفن النفايات النووية عدا فكرة أن ثاني أكسيد الكربون عبارة عن غاز صعب السيطرة عليه مقارنة بالمواد الصلبة.
- تحدث علماء عن الحل الكامن في "الهندسة الجيولوجية"، وهو نهج طبيعي صديق للبيئة يعتمد على زراعة أشجار ونباتات لها الخاصية والقدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
- من الصعب الحكم على هذا الحل دون دراسة الخفض الفعلي لثاني أكسيد الكربون الذي سينتج عن الهندسة الجيولوجية.
- تتطلب الهندسة الجيولوجية العديد من الأبحاث والإجابة عن تساؤلات مثل: من سيحدد الكميات المخفضة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؟ وما تأثير هذه التجارب على إنتاج الغذاء؟ ومن سينفذها؟ ومن سيدفع تكلفتها؟
- حتى وقت قريب، لم يخرج الحديث بشأن الهندسة الجيولوجية عن الدراسات الأكاديمية، ولكن شركة سويسرية تحت اسم "كلايم وركس" افتتحت منشأتين في العام الماضي إحداهما في سويسرا والأخرى في آيسلندا.
- تقول "كلايم ووركس" إنه بإمكانها إزالة طن متري من ثاني أكسيد الكربون مقابل تكلفة لا تتجاوز 600 دولار، وتمكنت من خفض التكلفة لاحقًا إلى 100 دولار لكل طن.
- هناك شركة أخرى "كربون إنجنيرنج" يترأسها أحد الباحثين بجامعة "هارفارد" قد أطلقت مشروعا تجريبيا في ولاية أمريكية حيث أكدت أن تجربتها يمكن أن تؤدي إلى امتصاص طن متري من ثاني أكسيد الكربون مقابل تكلفة تتراوح بين 92 و232 دولارا، كما أن الانبعاثات التي تم امتصاصها يمكن استخدامها كوقود وبيعه لمنشآت صناعية.
- أما الباحثون في جامعة "تورونتو" بكندا، فقد طوروا فكرة فريدة لإزالة الانبعاثات الضارة عن طريق استغلال الطاقة المتجددة بشكل كهروكيميائي لامتصاص وفصل ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى وقود حيوي (الإيثايلين والإيثانول)، ولم يحدد باحثو جامعة "تورونتو" التكلفة التقديرية لهذه الفكرة.
- صرح البنك الدولي أن تكلفة الهندسة الجيولوجية في إزالة ثاني أكسيد الكربون تتراوح حاليا ما بين 40 و80 دولارا للطن، وهو ما يمكن أن يحدث تغيرا جوهريا في مبادرات إزالة الانبعاثات المسببة للتغيرات المناخية.
- هذه التكاليف تعد أعلى بكثير مما دفع في أسواق تجارة الكربون العام الماضي والتي ناهزت عشرة دولارات فقط، ولكن يجب اعتبار خفض التكلفة من 600 دولار إلى 100 دولار للطن في عام واحد فقط بمثابة ثورة تقنية وأن الهندسة الجيولوجية ستكون الحل الأمثل لمعالجة مشكلة التغيرات المناخية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}