يواجه المستثمرون في سوق "الكوبالت" والليثيوم مشكلة خلال السنوات الأخيرة تكمن في أن الأسعار التي يمكن التعويل عليها يندر الحصول عليها، وزاد الاهتمام بهذين المعدنين بشكل كبير نتيجة التوقعات بنمو الطلب عليهما بالتزامن مع التوسع المتسارع في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
وقفز حجم سوق "الكوبالت" و"الليثيوم" – يستخدمان في صناعة البطاريات – إلى حوالي عشرة مليارات من أربعة مليارات دولار قبل عامين وسط توقعات ببلوغه عشرين مليار دولار بحلول عام 2025.
ووفقا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال"، لا يتم تداول عقود آجلة نشطة للكوبالت أو الليثيوم على عكس المعادن الأخرى، وهو ما يعني أن المستثمرين مضطرون للاعتماد على خدمات مكلفة تمنحهم أسعارا تقديرية تختلف بين المصنعين وشركات التعدين.
تذبذبات حادة بالفعل
- من الصعب تحديد أسعار دقيقة للكوبالت والليثيوم، وهو ما يعد أنباء سيئة لهذا السوق الذي يشهد تقلبات حادة بالفعل تؤثر سلبا على أسهم الشركات العاملة في إنتاج المعدنين.
- هبط سهم شركة "جلوبال إكس ليثيوم أند باتري تك" بنسبة 16% هذا العام بعد ارتفاعه بنسبة 59% عام 2017، وتتحرك عوامل العرض والطلب للكوبالت والليثيوم بشكل سريع تزامنا مع مدى التكهنات بإقبال المستهلكين على السيارات الكهربائية التي لا تزال الصناعة فيها في مراحلها الأولية.
- تزيد هذه العوامل المخاطر بخصوص تقلبات غير متوقعة في الأسعار، ففي الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون للنمو وجني مكاسب بعد سنوات من خفض الفائدة في الولايات المتحدة، يقلل الغموض في السوق من الثقة مما يدفع شركات مثل "سوفت بنك" و"تسلا" للإحجام عن ضخ استثمارات.
- أفاد أحد المحللين بأن شركات لإدارة الأصول مثل "فيرا كابيتال" قد عزفت عن ضخ استثمارات في شركات منتجة نتيجة ضعف معايير التكهن بالعرض والطلب وأسعار الكوبالت والليثيوم.
- مع ذلك، يستفيد لاعبون كبار في أسواق السلع من حالة عدم اليقين، ومن بينهم "جلينكور" – أكبر مورد للكوبالت في العالم – و"سوسيداد كيميكا واي مينيرا دي تشيلي" التشيلية و"ألبيرمال".
- تخارجت هذه الشركات من أنشطة مع مصنعي بطاريات ومنشآت لتنقية الكوبالت والليثيوم متركزة في الصين التي تعد بدورها لاعبا مهيمنا على الصناعة بوجه عام.
- في الوقت الذي يمتلك فيه لاعبون كبار في صناعة التعدين بعض المعلومات عن أنشطة استخراج الكوبالت والليثيوم وبيانات عن الطلب على السيارات الكهربائية وبطارياتها، لا يزال من الخطورة على المنتجين والمستثمرين الصغار دخول سوق المعدنين الذي تحدده رهانات ومضاربات كبيرة.
- يؤثر ذلك سلبا بالطبع على الاستثمارات في سوق الكوبالت والليثيوم، وفي نفس الوقت، من الصعب تحديد مدى الطلب على مواد البطاريات دون الذهاب إلى الصين.
التحدي في البيانات
- من الصعب الحصول على أسعار دقيقة للكوبالت والليثيوم يمكن الاعتماد عليها في الاستثمار، وهو أمر يمثل تحديا كبيرا للمستثمرين في صناعة التعدين مقارنة بسلع أخرى كالحديد والألمنيوم.
- ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن الكوبالت والليثيوم يجب تكريرهما إلى مواد كيميائية مثل كبريتات الكوبالت وهيدروكسيد الليثيوم حيث إن هذه النواتج تختلف أسعارها عن الخام.
- واجهت بورصة لندن للمعادن مشكلة في إطلاق عقود آجلة للكوبالت والليثيوم للفشل في تسعيرهما بشكل شفاف ومعياري.
- يعتمد بعض المضاربين في سوق الكوبالت والليثيوم على عقود تقديرية في بورصة لندن كما صرح مسؤول بالبورصة العام الماضي بأنه يمكن إطلاق عقود نقدية للنيكل والكوبالت والليثيوم.
- أكدت المتحدثة الرسمية باسم بورصة لندن على أن هذه الأفكار قد تم تجاهلها بسبب نقص الطلب على عقود مركبات "هيدروكسيد الليثيوم" و"كبريتات الكوبالت" الكيميائية.
- بالتزامن مع ذلك، هناك قلق بشأن وفرة الإمدادات من الليثيوم والكوبالت هذا العام في ظل استقرار الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية بشكل كبير.
- يأخذ المستثمرون في اعتبارهم وجود فجوات محتملة في تسعير الكوبالت والليثيوم رغم دفعهم أموالا لشركات مزودة للبيانات مثل "ميتال بوليتين" و"بنشمارك مينيرال إنتلجينس" أو "سي آر يو جروب".
- بعد الحصول على هذه البيانات من الشركات المشار إليها، يظل المستثمرون قلقين ومترددين بشأن أسعار المعدنين وينتابهم الحذر في ضخ استثمارات أو مضاربات في سوق الكوبالت والليثيوم فضلا عن عدم وجود دقة في التوقعات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}