تأسست "تكساس باسيفيك لاند تراست"، وهي بمثابة بنك عقاري مدرج بالسوق الأمريكي من رحم أزمة السكك الحديدية في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، وقفز سهمها بأكثر من 2200% منذ عام 2010، متفوقًا بذلك على منتجي النفط الصخري، ومقدمي الخدمات النفطية، وشركات التنقيب، وتبلغ قيمتها السوقية الآن ما يزيد على 5 مليارات دولار.
وتملك "تي بي إل" حقوق مساحات شاسعة من الأراضي الممكن التنقيب بها في الحوض البرمي، والذي يعد منطقة النفط الرئيسية الأكثر نشاطًا في العالم الآن، وتحقق الشركة إيراداتها من الرسوم التي تحصلها من شركات مثل "شيفرون" التي يتعين عليها الدفع مقابل إنتاج النفط من أراضيها، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
هناك البعض ممن استفادوا بشكل لا مثيل له جراء ثورة السهم، ففي عام 2008، اشترت "هورايزون كينيتكس" لإدارة الاستثمارات أسهمًا في "تي بي إل" بكثافة، وجمعت نحو 1.8 مليون سهم تصل قيمتها الآن إلى 1.2 مليار دولار، وهو ما يعادل 20 مرة قيمة حصتها الأصلية.
ميلاد جديد
- في القرن التاسع عشر، كانت شركة "تكساس آند باسيفيك ريالواي" تحاول بناء خط سكة حديد من مدينة مارشال في تكساس التي كانت تتخذ منها مقرًا لها إلى سان دييغو، وحصلت على أراضي المشروع بموجب ميثاق فيدرالي، لكن التأخير والصعوبات المالية أفضت إلى إفلاسها عام 1880.
- كان هذا الإفلاس قبل ازدهار أعمال النفط في تكساس التي بدأت عام 1901 باكتشاف "سبيندلتوب" الذي يرجع له الفضل في قيادة الولايات المتحدة إلى عصر النفط.
- تم منح 3.5 مليون فدان، وهي مساحة بحجم ولاية كونيتيكت، لحملة السندات، ووضعت عام 1988 في صندوق أشرف على بيعها بمرور الوقت لسداد التزامات الدائنين.
- في عام 1927 تم إدراج الصندوق كشركة في بورصة نيويورك، بتفويض يسمح لها بإعادة شراء الأسهم ودفع الأرباح كلما تم بيع المزيد من الأراضي، مع هدف نهائي هو تصفية نفسها.
- خلال المائة سنة الأولى لم تبع الكثير من الأراضي، ولا تزال الشركة تحتفظ بحوالي 900 ألف فدان، بالإضافة إلى حقوق التعدين في كثير من المناطق.
ثروة لم تكن في الحسبان
- حولت ثورة النفط الصخري في منتصف العقد الأول من القرن الحالي، هذه الأراضي غير المرغوبة، إلى أصول ثمينة، تجري شركات مثل "إكسون موبيل" و"إي أو جي ريسورسز" و"كاريزو" وغيرها عمليات تنقيب في الكثير منها.
- تعني حقوق التعدين والتنقيب أنه مقابل كل برميل نفط يتم ضخه من هذه الأراضي، تحصل الشركة على الأموال، وبقول آخر، فإن المزيد من الإنتاج أو ارتفاع أسعار النفط يعني جني أموال أكثر.
- كانت 2017 السنة الأكثر نجاحًا بالنسبة لـ"تي بي إل" في تاريخها الذي يمتد إلى 130 عامًا، حيث زاد الدخل الإجمالي إلى أكثر من الضعف، ليبلغ 132.4 مليون دولار، وفي الربع الأول من العام الجاري تضاعفت الإيرادات والأرباح مرة أخرى.
- بلغ سعر سهم الشركة نحو 20 دولارًا تقريبًا في عام 2000، لكنه ارتفع بثبات ليبلغ 233 دولارًا قبل انهيار أسعار النفط عام 2014، وخلال العامين الماضيين، مع نمو إنتاج الحوض البرمي 50%، قفز السهم إلى مستوى قياسي أعلى 677 دولارًا في السابع من مايو/ أيار.
- لاستفادة أكبر من ممتلكاتها الضخمة من الأراضي، والتي تشمل حقوق التنقيب عن المياه، أطلقت شركة متخصصة في هذا المجال العام الماضي، ويعتقد محللون أن هذه الأعمال سيكون لديها القدرة على تحقيق نجاح يفوق العمليات الحالية.
إشارات تحذيرية
- رغم هذه المسيرة، هناك علامات تحذيرية متعلقة بالأسعار الحالية، حيث يتم تداول السهم بمعدل "سعر إلى الأرباح" يبلغ 46.41%، أي أكثر من "آبل" و"فيسبوك" و"جوجل" و"ألفابت"، ويعيد للأذهان التقييمات المرتفعة خلال فقاعة "دوت كوم".
- ارتفع أجر المدير التنفيذي "تايلر غلوفر" بما يقرب من ثلاثة أضعاف، ليبلغ 724 ألف دولار، خلال العام الماضي، في حين حصل المدير المالي "روبرت باكر" على حزمة مدفوعات مماثلة تقريبًا.
- فيما تلقى رئيس مجلس الإدارة "موريس ماير" 4 آلاف دولار فقط، علمًا بأنه يمتلك أسهمًا قيمتها 44 مليون دولار في "تكساس باسيفيك لاند ترست".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}