لاقت شركات النفط الكبرى ارتفاع أسعار الخام بنحو 50% خلال العام الماضي بالترحاب، في الوقت الذي أثار ذلك مخاوف وارتباك شركات رئيسية أخرى، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".
وأدت المخاوف مؤخرًا من انسحاب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من الاتفاق النووي الإيراني – الذي حدث الأمس بالفعل - إلى بلوغ أسعار النفط أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات، وحاليًا يعول "وول ستريت" بالفعل على الأرباح الضخمة لشركات مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"كونتيننتال ريسورسز".
مع ذلك فإن الارتفاع في أسعار النفط يقابله قلق واستياء شديدان، ليس فقط من قبل السائقين في الولايات المتحدة، وإنما من الرؤساء التنفيذيين لشركات مثل منتج الشوكولاتة "هيرشي" و"شيروين ويليامز" لمنتجات الطلاء والدهان، فزيادة التكلفة تعني تآكل الدخل الصافي.
وتتركز هذه المخاوف بشكل خاص في قطاع المواد الكيميائية الذي يستخدم النفط كمكون رئيسي في عمليات الإنتاج، لكنها تطال قطاعات أخرى من التغليف الورقي والتجزئة والنقل والأغذية المعلبة.
ووفقًا للمصرف الاستثماري "جولدمان ساكس" فإن شركات المواد الكيميائية والبلاستيك والدهانات مثل، "بوليون" و"يونيفار" و"كيه إم جي كميكالز" تتركز نصف تكلفة إنتاجهم في النفط ومشتقاته، فيما تنفق شركة "إيستمان كيميكال" و"هنتسمان" و"شروين ويليامز" نسبة مماثلة تقريبًا على مشتريات النفط.
ويعد الإنفاق على النفط أيضًا أحد بنود التكاليف الرئيسية لشركة "جوديير تاير آند رابر" لإطارات المركبات ومنتجي قطع غيار السيارات مثل "أوتوزون" و"أدفنس أوتو بارتس" و"أدينت".
وتتبع أيضًا شركات المنتجات الاستهلاكية بغضب ارتفاع أسعار المواد الخام، خاصة النفط، والذي يشكل ما لا يقل عن 18% من نفقات "هيرشي" و"إستي لودر" و"كلوروكس" و"موندليز" و"تشارش آند دويت"، حيث تشتري النفط ومنتجاته لأغراض التصنيع والتغليف والشحن، وفقًا لـ"جولدمان ساكس".
وحذر المديرون التنفيذيون في قطاع المنتجات الاستهلاكية، مؤخرًا من أنهم يكافحون بالفعل مع ارتفاع المواد الخام، خاصة الصلب والألومنيوم، ويقولون إن وصول النفط لحاجز 70 دولارًا سيزيد من الضغوط عليهم.
قد يشكل ارتفاع أسعار النفط ضربة مزدوجة للشركات الاستهلاكية، فلن يزيد التكلفة عليها فحسب، وإنما سيجعل الأمريكيين أقل إنفاقًا على الاستهلاك ما داموا سيعانون من ارتفاع في تكاليف الوقود، علاوة على استعداد الخطوط الجوية لزيادة تكلفة وقود الطائرات.
أشار الرئيس التنفيذي لشركة "أمريكان إيرلاينز" "دوجلاس باركر" في أواخر أبريل/ نيسان إلى أن ارتفاع أسعار النفط بنحو 60% عن الصيف الماضي يشكل زيادة كبيرة في التكلفة خلال مدى زمني قصير، مؤكدًا أنها ستؤثر ماديًا على جميع شركات الطيران.
على أي حال، تستخدم الشركات الكبرى وخاصة في قطاع الطيران، استراتيجيات التحوط ضد ارتفاع أسعار النفط، وهذا يعني أن الألم الناتج عن زيادة التكلفة لن يكون فوريًا، وستكون باقي الشركات قادرة على تمرير تكاليف الطاقة المرتفعة إلى عملائها، خاصة في ظل تمتع الاقتصادين الأمريكي والعالمي بصحة جيدة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}