نبض أرقام
04:01 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

بعد تحولين رئيسيين في تاريخه.. كيف ستقود "بلوك شين" ثورة ثالثة في قطاع الشحن البحري؟

2018/05/07 أرقام

وفرت العولمة أكثر شبكات التجارة تطورًا في العالم، مع سفن ضخمة وسريعة وموانئ تشغلها الروبوتات وقواعد بيانات حاسوبية هائلة، لكن كل ذلك لا يزال يعتمد على الملايين من الوثائق الورقية.

 

بيد أن هذا النظام الذي يعود إلى القرن التاسع عشر بات على وشك التداعي، كنتيجة طبيعية للتحركات الأخيرة للأطراف ذات المصلحة، مثل تعاون شركة "إيه بي مولر ميرسك إيه/ إس" وغيرها من مشغلي خطوط شحن الحاويات، مع شركات التكنولوجيا لتطوير شبكة الخدمات اللوجيستية الأكثر تعقيدًا في العالم، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

 

وسُيحدث التغير المستهدف ثورة في التجارة العالمية على نطاق لم تشهده منذ الانتقال إلى الحاويات القياسية في ستينيات القرن الماضي، لكن كي يعمل، سيتعين على عشرات خطوط الشحن وآلاف الشركات في جميع أنحاء العالم التعاون في وضع بروتوكول يمكنه دمج جميع الأنظمة الجديدة في منصة واحدة واسعة النطاق.

 

وإذا نجحت هذه الجهود، فإن الوثائق التي تستغرق أيامًا سيتم الانتهاء منها في دقائق، والكثير منها لن يحتاج إلى مدخلات بشرية، وبالتالي يمكن أن تنخفض تكلفة نقل البضائع عبر القارات بشكل كبير، مما يضيف قوة دفع جديدة لنقل مواد التصنيع والسلع الخارج.

 

 

ويقول المحلل لدى "بلومبرج إنتلجنس" للأبحاث في سنغافورة "راهول كابور": سيكون هذا أكبر ابتكار في صناعة الشحن منذ اعتماد النقل بالحاويات، إنه بالأساس يوفر المزيد من الشفافية والكفاءة، ويدفع قطاع الشاحنات للخروج من قوقعته واللحاق بركب التطور التكنولوجي.

 

وسيكون مفتاح هذه المنظومة الجديدة تكنولوجيا "بلوك شين" أو دفتر الأستاذ الرقمي الذي يسمح بالتحقق من المعاملات بشكل مستقل، والذي لا تقتصر فوائد استخدامه على عملية الشحن فقط، وإنما سيسهم في تحسين الاتصالات وما يعرف بـ"إدارة الحدود" بما يولد تريليون دولار إضافية من حركة التجارة العالمية، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي.

 

من جانبها أعلنت شركة "إيه بي إل" المملوكة لثالث أكبر مشغل خطوط حاويات في العالم، بالتعاون مع "آنهيسر بوش إن-بيف" و"أكسنتشر" ومنظمة الجمارك الأوروبية وجهات أخرى، اختبار منصة تقوم على تكنولوجيا "بلوك شين".

 

أجرت أيضًا شركة الشحن البحري الكورية الجنوبية "هيونداي ميرشانت مارين" عدة تجارب العام الماضي، لنظام طورته بالتعاون مع "سامسونج إس دي إس كو".

 

 

وتبدأ رحلة المستندات الورقية في أعمال الشحن بمجرد حجز مالك البضائع مساحة على متن سفينة نقل، حيث يجب ملء الوثائق والموافقة عليها قبل دخول أو مغادرة الشحنة للميناء، ويمكن أن تحتاج الشحنة الواحدة مئات الأوراق التي ينبغي تسليمها بشكل فعلي لعشرات الهيئات والبنوك ومكاتب الجمارك والكيانات الأخرى.

 

في عام 2014، تتبعت "ميرسك" حاوية مبردة مليئة بالورود والأفوكادو من كينيا إلى هولندا، ووجدت أن ما يقرب من 30 شخصًا ومنظمة شاركوا في معالجة مستنداتها، واستغرقت الرحلة 34 يومًا من المزرعة إلى تجار التجزئة منها 10 أيام في انتظار معالجة الوثائق.

 

وبحسب "ميرسك" التي تعد أكبر شركة شحن حاويات في العالم، فإن الأعمال الورقية والعمليات الإجرائية الحيوية للتجارة العالمية تعد أكبر أعبائها، ما شجع الشركة على التعاون مع "إنترناشونال بزنس ماشينز" لتطوير خاصية تعقب الشحنات والوثائق لحظة بلحظة باستخدام "بلوك شين".

 

بعد جهود "ميرسك" في تسليط الضوء على المجهود المطلوب لمعالجة هذا الكم الهائل من الأوراق، تبين أن هذه الطريقة القديمة تسببت في تخلف صناعة الشحن عن القطاعات الأخرى التي انتقلت إلى النماذج الإلكترونية، مع الأخذ في الاعتبار أن تنوع اللغات والقوانين والمنظمات جعل التوحيد القياسي عملية بطيئة وصعبة المنال.

 

 

تركز اعتماد صناعة الشحن البحري على التكنولوجيا في تحسين كفاءة عمليات التحميل والتفريغ، واستبدال سفن "كليبر" الشراعية الكبيرة بالبواخر ومن ثم السفن الحديثة التي تعمل بالوقود النفطي ومنها حاليًا أكبر شاحنات عرفتها المحيطات.

 

في خمسينيات القرن التاسع عشر، كان يستغرق الأمر أكثر من 3 أشهر لنقل صناديق الشاي من جنوب الصين إلى لندن، بينما اليوم تتم هذه العملية في 30 يومًا تقريبًا.

 

وجاء التغيير الثاني الأكبر في ستينيات القرن الماضي، عندما تبنى القطاع الصناديق المصنوعة من الصلب ذات الحجم القياسي الرائجة اليوم (الحاويات)، بدلًا من الصناديق الخشبية والأكياس البلاستيكية أو المصنوعة من القماش وغيرها من الأنماط التي هيمنت على حركة الشحن لقرون.

 

 

لكن على أي حال، يشكل الانتقال إلى نظام رقمي موحد تحديات كبرى، خاصة أنه حتى الآن لا يتشارك جميع أصحاب المصلحة الرغبة في اعتماد نفس الحل باستخدام "بلوك شين" وفقًا لـ"إيه بي إل"، كما ستحتاج خطوط الشحن إلى إقناع الموانئ وغيرها من المنظمات المعنية بتداول البضائع لتبني أنظمتها.

 

مع ذلك هناك بعض مؤشرات التعاون، حيث قالت "ميرسك" إن الشركة السنغافورية "بي إس إيه إنترناشونال" لتشغيل الموانئ و"إيه بي إم ترمينالز" التي تتخذ من لاهاي وهولندا مقرًا لها، ستستخدمان منصتها.

 

فيما قالت "إيه بي إل" إنها تخطط لاختبار منصتها بحلول نهاية هذا العام بالتعاون مع "إكستنشر" التي أكدت اختبار تقنيتها بنجاح خلال رحلات شحن رئيسية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.