على ما يبدو، يقترب حقل الإنتاج المحوري في طفرة النفط الصخري – الحوض البرمي الذي يغطي مناطق غربي تكساس ونيومكسيكو – من ذروة نموه بالتزامن مع تطورات في صناعة الطاقة والأسواق العالمية، واعتبر الحقل أيضا أحد أهم محركات الإنتاج في السوق العالمي ليتنافس مع منتجين في العراق وإيران كما أسهم بشكل كبير في زيادة الإنتاج الأمريكي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
ومن المتوقع ارتفاع إنتاج الحوض البرمي من ثلاثة ملايين برميل يوميا إلى أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا في غضون عامين كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية مضاعفة إنتاجه بحلول 2023.
رغم ذلك، بدأ منتجو الحوض البرمي في مواجهة مشكلات تتعلق بتكدس خطوط الأنابيب بالخام ونقص في العمالة الأمر الذي أثار الشكوك بين مسؤولي صناعة الطاقة بخصوص التوقعات بزيادة إنتاج الحقل لتتساءل "وول ستريت جورنال" في تقرير عما إذا كانت طفرة النفط الصخري قد وصلت إلى عنق الزجاجة.
تقلبات مرتقبة
- في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى استمرار ارتفاع الإنتاج في الحوض البرمي، إلا أن تراجعه من هذا الحقل يمكن أن يؤثر سلبا على السوق العالمي بالتزامن مع جهود "أوبك" لتقليص تخمة المعروض.
- علاوة على ذلك، قلصت العديد من شركات الطاقة استثماراتها وأجلت مشروعات تنقيب وإنتاج في بعض المناطق نتيجة تراجع أسعار الخام، وبالتالي، فإن أي هزة في إنتاج الحوض البرمي يمكن أن تصبح مصدرا للتقلبات في الأسعار.
- قال مدير "فيديليتي سيليكت إنيرجي" "جون دود" إنه من المنطقي أن يشهد الحوض البرمي تذبذبا في الإنتاج ، فمن غير السهل زيادة إنتاج النفط بمليون برميل يوميا في أمريكا.
- بعد هبوط أسعار الخام من أكثر من مائة دولار للبرميل عام 2014 إلى أقل من 30 دولارًا بعد ذلك بعامين، أغلقت شركات منصات تنقيب وقلصت الإنفاق والاستثمارات والعمالة في العديد من المناطق.
- على النقيض، لم يتوقف الإنتاج قط في الحوض البرمي، بل زاد عقب تعافي أسعار الخام حتى قفز بحوالي 800 ألف برميل يوميا عام 2017.
- من بين المشكلات التي تواجهها الشركات المنتجة من الحوض البرمي أن خطوط الأنابيب أصبحت متخمة بالخام، ويتم بيع النفط بخصومات في الأسعار في عدد من الولايات الأمريكية.
- ربما يمثل ذلك مشكلة للشركات التي تتكبد المزيد من التكاليف في شحن النفط إلى الأسواق، ومن الممكن أن يضطر المنتجون لوقف التنقيب، كما أن خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز الطبيعي من الآبار تواجه بعض المشكلات أيضا.
- بالطبع، تحاول صناعة الطاقة إيجاد مخرج لذلك والمضي قدما في الإنتاج وإيجاد عمالة كافية للتشغيل مع توفير احتياجاتهم.
تحديات
- قلصت العديد من الشركات الرئيسية العاملة في الحوض البرمي العام الماضي توقعاتها بخصوص الإنتاج وذكر البعض منها أن الأمر يتعلق بالطقس والتغيرات المناخية، بينما تحدث البعض الآخر عن ضعف تقنيات التنقيب وقيود على الخدمات ملمحين إلى أن عنق الزجاجة ستكون أشد مما يظن الكثيرون.
- خفضت شركة "بيونير" العاملة في الحوض البرمي توقعاتها للإنتاج لعام 2017 في أغسطس/آب الماضي نتيجة تحديات لوجيستية لن ترقى بالإنتاج إلى مستوى التوقعات والأهداف.
- يتوقع مشغلو الحوض البرمي زيادة تكاليف الإنتاج إلى 15% في أنشطة التنقيب البحرية، وهو ما سيؤثر سلبا على أرباحهم حتى مع ارتفاع أسعار النفط.
- سيراقب المستثمرون عن كثب أي تقارير أو نتائج أعمال من جانب الشركات في الأسابيع المقبلة، وبدأت أقاويل تتحدث عن صعوبات في الإنتاج والإنفاق.
- يتوقع عدد من المحللين هبوط الأسعار في منطقة غربي تكساس ونيومكسيكو – الحوض البرمي – قبل وصول خطوط أنابيب جديدة عام 2019.
- تواجه الشركات في المنطقة نقصا حادا في العمالة الكافية للتنقيب والإنتاج من المياه والرمال التي تتطلب جهدا هائلا، كما أن هناك نقصا في المعدات اللازمة نتيجة استخدام 87% منها في الحوض البرمي بالفعل.
- بالتزامن مع ذلك، تقترب بعض الشركات المنتجة من بلوغ ذروة إنتاجها في الحوض البرمي في غضون أشهر قليلة.
- يضطر بعض المنتجين إلى استقدام عمالة من ولايات أخرى، وهو ما يتطلب بناء منازل وخدمات ومرافق لهم، أي تكاليف أعلى على تلك الشركات لا سيما أن سعر الإقامة في فنادق في المنطقة قفز إلى 600 دولار للفرد في الليلة.
- نتيجة جميع هذه التحديات، بدأ البريق يتلاشى من طفرة الخام الصخري التي أسهمت فيها شركات الحوض البرمي بشكل كبير، وتراجعت حصص الشركات الخمس عشرة الكبرى بنسبة 1% هذا العام.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}