في غضون بضعة أشهر، وإذا مضى كل شيء وفقًا للخطة، سيتم الانتهاء من تصاميم مزرعة الرياح "هولاند كوست زويد" التي ستبنى على بعد 22 كيلومترًا من ساحل هولندا، وبمجرد اكتمال الإنشاءات وبدء التشغيل، ستكون أول محطة رياح بحرية في أوروبا لا تعتمد على الدعم الحكومي.
وستزود المزرعة، التي من المتوقع أن تعمل بكامل طاقتها عام 2023، بنحو 90 توربينًا، وبقدرة إنتاجية تصل إلى 750 ميجاوات، وهو ما يكفي لتوفير الطاقة المتجددة لما يصل إلى مليوني منزل، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
ويرى كثيرون المناقصة التي فازت بها مجموعة الطاقة السويدية "فاتينفول" قبل أيام، علامة فارقة في صناعة الطاقة المتجددة، لكنها ليست الأولى حيث أصبحت "أورستد" الدنماركية و"إنرجاي بادن فورتمبيرغ" الألمانية العام الماضي، أول من تقدم مشاريع تعتمد على أسعار الطاقة السوقية، والتي ستدخل إلى حيز العمل في 2024.
التخلي عن الدعم اتجاه متزايد
- الزخم وراء مصادر الطاقة المتجددة التي لا تعتمد على الدعم، آخذ في الازدياد مع تراجع تكاليف التكنولوجيا بشكل كبير، وهو اتجاه لا يقتصر على الدول المذكورة سلفًا، وإنما يشمل بلدانا أخرى منها المملكة المتحدة.
- تتوقع "أورورا إنرجي ريسيرش" للأبحاث أن تصبح أعمال طاقة الشمس والرياح في بريطانيا قادرة على الانطلاق دون حاجة للدعم بحلول أوائل عام 2020، في حين ستحقق مزارع الرياح البحرية مستوى "تكافؤ الشبكة" بحلول 2030.
- المقصود بتكافؤ الشبكة هو عندما يتساوى (أو حتى عندما يقل) سعر الطاقة المولدة من مصدر بديل مع تكلفة الطاقة المشتراة عبر الشبكة العامة للكهرباء.
التحسن سريع والحذر واجب
- تغيرت الصناعة بسرعة مع تحسن اقتصاديات الطاقة المتجددة، لكن المديرين التنفيذيين وكذا المستثمرين يحذرون من التحديات المحيطة بالقطاع والتي تهدد قدوم عصر الطاقة غير المدعومة.
- لا يعني التخلي عن الدعم الأمر نفسه في جميع البلدان، نظرًا لاختلاف الأطر التنظيمية، ففي هولندا على سبيل المثال تتحمل الحكومة تكلفة الاتصال بالشبكة بعكس ما يحدث في المملكة المتحدة.
- التقدم التكنولوجي، لا سيما تطوير توربينات أكبر وأقوى بقدرة 13 إلى 15 ميجاوات مقارنة بـ9 ميجاوات في السابق، من الأمور الحاسمة أيضًا إذ يجعل بعض هذه المشاريع قادرة على تحقيق الأرباح.
- أحد مسببات عدم اليقين الرئيسية هو تقلب أسعار الجملة للطاقة، فتقدم الشركات إلى المناقصات يشبه المقامرة، لأنها ستحتاج بالتأكيد لأسعار جملة أعلى لتحقيق الربح، مع ذلك قد تكون مقامرة محسوبة نظرًا للتقدم التكنولوجي المتوقع.
- هناك افتراض بأن أسعار الطاقة سوف ترتفع بحلول أوائل العشرينيات المقبلة، مع بدء إغلاق عدد من محطات الفحم، وتعطيل ألمانيا لمفاعلاتها النووية، لذا ترى شركات مثل "فاتينفول" أن الاستثمارات المقترحة ما زالت مربحة.
- تعتزم "فاتينفول" استكشاف المزيد من الفرص المتاحة، مثل اتفاقيات شراء الطاقة، وهي عقود طويلة الأجل تلزم جهة بمد طرف آخر بالطاقة، ويعتبرها الكثيرون من أفضل الخيارات التي تمنح المستثمرين بعض الثقة.
مواجهة المخاطر
- تقول "أورورا": إذا وصل عرض الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة في شمال غرب أوروبا إلى 60 جيجاوات كما هو متوقع بحلول عام 2030، فينبغي على المستثمرين فهم مخاطر السوق.
- حتى الآن ما زال المستثمرون بمنأى عن صدمات الأسعار بفضل آليات كثيرة والدعم الحكومي، لذا فإن فهم مخاطر السوق ستكون ضرورة خلال المرحلة المقبلة، وربما تكون اتفاقيات شراء الطاقة مع الشركات والمصانع أحد الحلول.
- مع ذلك فإن صناديق المعاشات التقاعدية (التي تملك عادة رغبة أقل في المخاطرة) ستستغرق وقتًا أطول للعدول عن خوفها، فمن الصعب على المستثمرين الماليين تحمل مخاطر أسعار الجملة في هذه المشاريع الكبيرة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}