انتشرت العديد من التقارير التي تحدثت عن أن الروبوت والأتمتة والذكاء الاصطناعي سيعرضون ملايين الوظائف للخطر، ولكن ذلك سيعتمد على مدى التفاؤل والتشاؤم بخصوص الهيمنة التكنولوجية كما سيعتمد أيضا على التنوع في شكل الوظائف نفسها في المستقبل.
وتناولت "بي بي سي" في تقرير كيفية مواجهة الروبوت والذكاء الاصطناعي واحتمالات هيمنتهما على الوظائف من خلال سرد تجارب حقيقية لما أحدثته الثورة الصناعية والتكنولوجية من تغيير، على سبيل المثال، وظيفة السراج في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ومع انتشار السيارات في أوروبا، بدأت هذه الوظيفة في التراجع.
تكيف مع التغيرات
- أوضح التقرير أن السراجين طوروا من أنفسهم لمواكبة العصر الحديث وانتشار السيارات في بريطانيا، فمنهم من عمل في صناعة كرة القدم الجلدية والحقائب والأمتعة وغيرها.
- بمرور الوقت، جرت الأمور على ما يرام، وتكيف السراجون مع المتغيرات الجديدة واتجهوا إلى صناعات وأعمال أخرى، وهذا هو المراد عند استيلاء الروبوت والأتمتة على وظائف البشر..فإما التكيف..أو الموت.
- مما لا شك فيه، تختلف الروبوتات والذكاء الاصطناعي عن ثورة السيارات، فالخوارزميات والتقنيات الحديثة تدر أصولا بمئات المليارات من الدولارات على الأسواق المالية.
- بدأت العديد من الشركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الرد على العملاء دون الاستعانة بموظف اتصالات بشري، وبمرور الوقت، ستكون السيارات والطائرات ذاتية القيادة، وهو ما سيؤثر سلبا على وظائف السائقين.
- تنفذ الروبوتات أعمالا شاقة بدلا من البشر في المصانع منذ عقود، ولكن التحدي الآن أنها أصبحت تصنع البرجر والشطائر وتستخدم في تغليف وفرز السلع والتعرف على الوجوه والصور وفتح الأبواب وغيرها من المهام العديدة، كما ظهرت الطابعات ثلاثية الأبعاد أيضا لتصميم المنازل في أوقات قياسية.
- قال الاتحاد الدولي للروبوت إن القطاعات الصناعية تعتمد حاليا على 74 وحدة روبوت مقابل كل عشرة آلاف عامل بشري في المتوسط مقارنة بـ66 وحدة عام 2015، وتم تسجيل المعدل الأعلى في الصين على وجه الخصوص.
- أوضح مسوؤلو الاتحاد أن أتمتة البرمجيات وتعليم الآلات والذكاء الاصطناعي سوف يكون لها أثر كبير على سوق العمل والوظائف خاصة على العاملين ذوي المهارات الضعيفة.
- أشار المسؤولون إلى أن البشر غير مستعدين بعد لمواجهة هذه التحديات، فمراكز خدمة العملاء يمكن أن تستبدل بالذكاء الاصطناعي في غضون عشر سنوات.
- يمكن للمعاون الافتراضي الآن التعامل مع من 60% إلى 80% من محادثات العملاء دون الحاجة لتدخل بشري، ومنذ خمس سنوات كانت النسبة تتراوح بين 25% و30%.
- توقعت شركة "جارتنر" البحثية أنه بحلول عام 2020، سيمكن الرد على 85% محاثات العملاء بواسطة المعاون الافتراضي، وبالتالي، يمكن أن تختفي مائة ألف وظيفة في قسم خدمة العملاء لدى شركة "إيه تي آند تي" على سبيل المثال.
خفض التكاليف
- لا يمكن للشركات الكبرى تجاهل التكاليف الضخمة التي ستوفرها حال الاعتماد على الروبوت في الكثير من أنشطتها فضلا عن رضا العملاء دون مشكلات من تدخل العنصر البشري.
- في مسج أجرته شركة "Accenture" الاستشارية، أكد 81% من المسؤولين التنفيذيين لدى بعض الشركات أنه في غضون عامين، سيعمل الذكاء الاصطناعي بجانب البشر بشكل عادي.
- أفادت "ماكينزي جلوبال" في تقرير حديث بأن ثلثي الوظائف سوف تتعرض للهيمنة من جانب الذكاء الاصطناعي والأتمتة بحلول عام 2030، وهو ما يمكن أن يؤثر على مئات الملايين من الوظائف.
- أكدت "ماكينزي" في نفس الوقت على أن هذه التكنولوجيا ستوجد أيضا نوعا جديدا من الوظائف لم تكن موجودة من قبل مثل مطوري الجوالات والتطبيقات ومعلمي الآلات وغير ذلك.
- اجتاحت الثورة الصناعية منذ أواخر القرن السابع عشر الكثير من الصناعات بواسطة الآلات مثل الزراعة التي تعتمد الآن على العنصر البشري بشكل طفيف للغاية.
تحول رقمي
- حدثت تغيرات جوهرية في الاقتصاد العالمي في العقود الأخيرة، ففي السنوات الثلاثين الماضية، وقع تحول رقمي مع ظهور عصر الإنترنت والعولمة.
- أظهرت بيانات من البنك الدولي أن البطالة العالمية انخفضت من 6.1% عام 1991 إلى 5.8% في 2017 رغم نمو السكان في تلك الفترة من 5.4 مليار نسمة إلى 7.6 مليار نسمة.
- أوضح مسؤولو مجموعة "لويدز" أن شكل ونوع الوظائف نفسها سوف يتغير، ومع تحوله، ستظهر أنواع أخرى من الوظائف يمكن بواسطتها التخلص من التكرار والأنشطة المملة في الخدمات والصناعات.
- بالنسبة للمتفائلين، فإن الأتمتة والذكاء الاصطناعي لن تقضي على الوظائف، بل يمكنها تعزيزها بشكل يزيد الإبداع والتخلص من عمالة غير منتجة.
- رأت المديرة التنفيذية في شركة "بولي كوم" "ماري ماكدويل" أن الروبوت سوف ينظم اجتماعات افتراضية للمسؤولين وسيستخدم تكنولوجيا التعرف على الوجوه وسينفذ أنشطة وإحصائيات كبيرة.
- أضافت "ماكدويل" أن الاجتماعات ستكون أكثر إنتاجية وإبداعية وتحريرا للأفكار بدلا من تلك المملة في الوقت الحالي التي تضيع الوقت والجهد.
- رغم ذلك، لم ينكر الخبراء احتمالية اختفاء الوظائف التي لا تحتاج لمهارات، وبالتالي، على البشر التكيف وتعلم مهارات جديدة لتعويض ذلك الأمر الذي ربما يوجه إلى مسؤولي الجهات التعليمية لتدريب الطلبة والخريجين على متطلبات سوق العمل الجديدة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}