شهد عام 2017 نهوض وهبوط العملات الرقمية بشكل حاد وإقبالا من أفراد ومؤسسات على شرائها الأمر الذي نتج عنه ظهور نوع جديد من الأثرياء ربما من ضربة حظ.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه البعض يحاول فهم "بتكوين" وأخواتها في النصف الثاني من العام الماضي، فإن البعض لم ينتظر ضياع الفرصة واشترى عند الانخفاض لتحقق تلك العملات قفزات قياسية لاحقا.
ووفقا لتقرير نشرته "فاينانشيال تايمز"، أثيرت أقاويل كثبرة عن هوس "بتكوين" وفقاعات العملات الرقمية وتم تشبيهها بفقاعات أخرى شهيرة مثل "التوليب" و"دوت كوم" بعد ملاحظة أن أشخاص يصبحون مليونيرات ومليارديرات بين ليلة وضحاها، ولكن ماذا بعد بالنسبة لهؤلاء الأثرياء الجدد؟
ما بعد تحقيق الثروات
- لم تقتصر أنشطة الأثرياء الأفراد من العملات الرقمية على تحقيق ثروات فقط، بل إنهم أطلقوا شركات وأعمال تجارية ذات صلة بهذا السوق لجذب آخرين للمضاربة في هذا السوق خاصة من صغار السن.
- لم يهتم الكثير من مضاربي العملات الرقمية بالتكنولوجيا الكامنة وراءها "بلوك شين"، ولكنهم يرون السوق بديلا لرؤوس الأموال التقليدية وأصولا من نوع جديد.
- عام 2012، كان أحد الأطفال ويدعى "إريك فينمان" عمره 12 عاما، وحصل على ألف دولار كهدية من جدته، ولكنه اشترى بها "بتكوين" التي كان سعرها وقتها 10 دولارات فقط، وبعد ذلك بثلاث سنوات، تسرب من التعليم لتركيزه على الارتفاعات الملحوظة في العملة الرقمية.
- عندما بلغ "فينمان" 18 عاما، أصبح مليونيرا وأسس شركة خاصة لتداول العملات الرقمية مشيرا إلى أن يقضي أوقاته الآن في الاستثمارات والسفر والعمل على مشروعات مع وكالة "ناسا" بشأن الثقافات المستقبلية للأجيال الجديدة.
- لم يتوقف حائزو الثروات من العملات الرقمية عن العمل والاكتفاء بالثراء المفاجيء الذي حققوه حيث إنهم يواصلون الاستثمار في هذا السوق واستكشاف الأجواء المحيطة به بوصفه نوعا جديدا من التكنولوجيا اللامركزية.
- يحاول الكثير من أثرياء العملات الرقمية الترويج لها من أجل جذب المزيد من الاستثمارات لسوقها دون النظر إلى التحذيرات والقيود التنظيمية المضادة لها.
- قال أحد رجال الأعمال في قطاع الاتصالات الأمريكي "دان كونواي" الذي وصف نفسه بالمسؤول التنفيذي الفاشل وتحول مؤخرا إلى أحد مليونيرات العملات الرقمية إنه لم يكن يقصد التداول في هذا السوق من أجل تحقيق الثراء بل لتوصيل رسالة.
- أضاف "كونواي" أن رسالته – عندما استثمر أموالا في "إثيريوم" عام 2016 وكان سعرها دون 10 دولارات وقتها – كانت إثبات أن العملات الرقمية تشكل خطورة شديدة على الأسواق والشركات في العصر الحديث.
- أشار "كونواي" إلى أن استثماراته كانت تهدف لتحقيق انتصار معنوي بالنسبة للفاشلين أمثاله – على حد قوله – الذين ساروا على القواعد ولم يحققوا أموالا من عملهم التقليدي.
- يعكف "كونواي" حاليا على تأليف كتاب عن أنشطته التجارية ومحاولته الصعود والفشل ثم تحقيق ثروة من العملات الرقمية بعيدا عن "وول ستريت" وأسواق المال الأخرى.
ليس طريقا مفروشا بالورود
- يظن البعض أنه بعد تحقيق ثروة من لاشيء عند المضاربة في العملات الرقمية أن الطريق أصبح ممهدا ومفروشا بالورود نحو عيش حياة مليئة بالنجاح.
- انتشرت أخبار عديدة عن اختطاف مديري بورصات عملات رقمية وطلب فدية كما تعرضت بعض البورصات للاختراق والدعاوى القضائية ضدها فضلا عن عمليات غسل الأموال المحيطة بها.
- من أسوأ الأزمات التي يتعرض لها مضاربو سوق العملات الرقمية تذبذباتها الحادة، فقد أنهت عام 2017 قرب حاجز عشرين ألف دولار، ولكنها انخفضت مؤخرا دون عشرة آلاف دولار.
- أعرب البعض من حائزي العملات الرقمية عن رغبتهم في البقاء مجهولين مشيرين إلى أن أكثر ما يميز هذا السوق كونه غير معلوم البيانات بفضل تكنولوجيا "بلوك شين"، وينتج عن ذلك استغلاله في تمويل أنشطة إجرامية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}