على بعد كيلومترات من مقر "فيسبوك"، يوجد مركز شركة "شلومبرجيه" التكنولوجي في "ليفي مينلو بارك"، ويعمل موظفو المركز على إيجاد أفكار جديدة وتصميمات من شأنها إحداث نقلة تقنية في صناعة الطاقة، واختارت الشركة مهندسين من وكالات وشركات بارزة مثل "ناسا" و"HBO".
ما تفعله "شلومبرجيه" هو استغلال تقنيات "وادي السيليكون" والعقول من أجل زيادة إنتاجها من النفط والغاز وخفض التكاليف في نفس الوقت، ويعد مركزها ضمن منشآت أخرى مماثلة عكفت شركات الطاقة على إطلاقها من أجل مواجهة تحديات الصناعة فضلا عن استخدام الإبداع وتكنولوجيا المعلومات في تلك المراكز لتحليل التشكلات الصخرية في حقول وآبار الإنتاج واستكشاف مناطق واعدة بشكل أكثر أمنا، وفقا لتقرير نشرته "فاينانشيال تايمز".
يأتي ذلك وسط تحديات تواجهها صناعة النفط مثل السيارات الكهربائية وزيادة تكاليف الإنتاج والصعوبات في استخراج النفط والغاز الطبيعي.
البيانات والنفط
- تحاول صناعة النفط منذ عقود استكشاف تكنولوجيا المعلومات للاستفادة منها في العديد من أنشطتها، وأكد المدير التنفيذي السابق لـ"بي بي" "جون براون" على أن الشركة استغلت التكنولوجيا منذ ستينيات القرن الماضي.
- من بين الشركات في صناعة الطاقة التي تستخدم الحواسب الخارقة لاستكشاف الاحتياطيات النفطية ووضع تصور لأنشطتها في التنقيب "إيني" و"توتال" و"بتروليوم جيو سيرفيسيز".
- يختلف الأمر الآن في ظهور عصر الحوسبة السحابية وخدماتها التي جعلت من السهل تخزين وتحليل البيانات بتكاليف أقل وفتح آفاق جديدة على إمكانات وتطبيقات أمام الشركات.
- تستغل شركات النفط خدمات الحوسبة السحابية في تحليل بيانات الحقول النفطية ومعرفة عوامل الضغط ودرجات الحرارة وتحليل الصور والكميات بشكل أدق.
- تتراجع تكاليف مستشعرات جمع البيانات تزامنا مع ارتفاع دقتها ومراقبتها لجوانب أنشطة التنقيب والاستخراج، ورغم كل ذلك، لا تستغل شركات الطاقة كافة البيانات التي تجمعها سوى بنسبة قليلة للغاية.
- أظهر مسح أجري العام الماضي على مسؤولين تنفيذيين بشركات نفط عالمية أن 70% منهم توقعوا استثمار المزيد في التكنولوجيا الرقمية وخدمات تحليل وتخزين البيانات لتحويلها بمعنى أدق إلى "نفط".
- وقعت "مايكروسوفت" العام الماضي اتفاقيتين مع "هاليبيرتون" و"شيفرون" للاستفادة من تحليل البيانات، كما وقعت "نفيديا" شراكة مع "بيكر هيوز" لاستخدام الذكاء الصناعي في استخراج النفط والغاز الطبيعي.
تقنيات حديثة وفرص واعدة
- أكد محللون على أن التقنيات الحديثة توفر فرصا واعدة لشركات الطاقة حيث تعمل شركات مثل "شلومبرجيه" على اتخاذ إجراءات باستخدام البيانات من شأنها دراسة الصخور تحت سطح الأرض وفهم خرائط الاحتياطيات النفطية.
- عام 2017، أطلقت "شلومبرجيه" منظومة جديدة تسمى "دلفي" يمكن بواسطتها دراسة آبار النفط بشكل أفضل وزيادة إنتاجيتها من خلال تحليل بياناتها على نحو أفضل.
- انتعش الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري مؤخرا بفضل الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في خفض تكلفة الإنتاج والتنقيب والتكسير الهيدروليكي، وأكد خبراء على أن استغلال البيانات وتكنولوجيا المعلومات في قطاع الطاقة يقلل التكلفة ويزيد الإنتاج، ومن ثم سيدعم ذلك أسعار النفط عند مستويات معقولة.
- على غرار "شلومبرجيه"، اختارت "جنرال إلكتريك" استغلال بعض العمليات الرقمية في منطقة خليج "سان فرانسيسكو" لتطوير روابط مع شركات تكنولوجية بالتعاون مع جامعة "ستانفورد".
- تمتلك "بيكر هيوز" مركزا تكنولوجيا رقميا في "وادي السيليكون" لمشاركة البيانات مع "جنرال إلكتريك" والاستفادة من التقنيات الحديثة في التنقيب عن النفط والغاز لا سيما الخام الصخري في أمريكا الشمالية.
- يوفر تحليل البيانات فرصة واعدة للتجارب بشكل علمي ودعم الإنتاجية والحصول على نتائج أكثر دقة للاستكشافات الأولية، وتكون ثمار هذه الاستخدامات ضخمة.
- أوضح أحد مسؤولي شركات النفط الصخري في أمريكا أن 26 شخصا يعملون على حفارة التنقيب، وفي غضون خمسة أعوام، ربما يهبط العدد إلى خمسة فقط ما يعني خفض تكاليف العمالة بفضل التكنولوجيا الحديثة.
- رغم تقليص الوظائف المتوقع على حفارات التنقيب في شركات الطاقة، إلا أن التكنولوجيا الحديثة ستجذب مهارات من نوع آخر في البرمجيات وتحليل البيانات وتعليم الآلات، كما أن ذلك من شأنه إحداث تغيير في هياكل الشركات.
- ستسهم مراكز البيانات أيضا في دعم أنشطة شركات الطاقة في مواجهة تنامي تهديدات المصادر المتجددة والسيارات الكهربائية، وذلك بالتزامن مع زيادة الكفاءة وخفض التكاليف.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}