قفزت مخزونات النفط الخام لدى الولايات المتحدة بمقدار 6.7 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي في السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني، في أول زيادة تكشف عنها بيانات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية منذ ثلاثة أشهر تقريبًا.
ورغم أن هذه الزيادة المتزامنة مع نمو الإنتاج الأمريكي قد تربك المسيرة الصعودية للأسعار، لكن من الضروري هنا الإشارة إلى أن ارتفاع المخزونات في هذا الوقت من العام أمر معتاد ومتوقع، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".
زيادة متوقعة غير مؤثرة
- وضعت هذه الزيادة نهاية لعشرة أسابيع متتالية من التآكل المستمر في مخزونات الولايات المتحدة من الخام، وربما يشكل ذلك اختبارًا لارتفاع أسعار النفط التي بلغت أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات مؤخرًا قبل تراجعها قليلًا.
- لكن مصافي التكرير غالبًا ما تجري عمليات صيانة دورية في الفترة من فبراير/ شباط حتى مارس/ آذار، لتعيد تأهيل مرافقها قبيل الأشهر الأكثر دفئًا، والتي عادة ما تشهد ارتفاع الطلب تزامنًا مع موسم القيادة.
- توقع معظم المحللين لدى اللاعبين الرئيسيين بما في ذلك "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة، نمو المخزونات الأمريكية في هذا الوقت من العام، فمن الطبيعي زيادة مخزون الخام مع تراجع طلب المصافي.
- لم تكن هذه الزيادة من قبيل الصدفة، حيث انخفض طلب المصافي من 17 مليون برميل يوميًا خلال الأسبوع المنتهي في التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني إلى 16.67 مليون برميل يوميًا خلال الأسبوع التالي.
- أشار مصرف "ستاندرد تشارترد" إلى أن الزيادة لم تكن كبيرة حتى على أساس موسمي، ورغم ارتفاع المخزونات لكنها لم تزد فعليًا مقارنة بمتوسط الخمس سنوات.
لاعبون آخرون
- قال "ستاندرد" في مذكرته: ما يكسب المراهنون على الاتجاه الصعودي مزيدًا من الراحة، انخفاض مخزونات البنزين على غير المعهود في هذا الوقت، بجانب التراجع الحاد في مخزونات كوشينغ إلى ما دون متوسط الخمس سنوات.
- قد يعني انخفاض عمليات التكرير تأثيرا متناقضا في الطلب على الخام، لكنه أيضًا يعني أن المصافي لن تدعم مخازن البنزين التي فقدت 1.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في السادس والعشرين من الشهر الماضي.
- بعبارة أخرى، لا يشكل ارتفاع مخزونات النفط بالضرورة خبرًا سلبيًا يدفع الأسعار للهبوط، خاصة إذا كان من المتوقع بشكل كبير ارتفاعه خلال هذه الفترة بالفعل.
- علاوة على ذلك، لا ينبغي النظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها نجمة المشهد الوحيدة، فالمخزونات النفطية آخذة في الانخفاض عبر أغلب بلدان العالم، تزامنًا مع استقرار الإمدادات خارج أمريكا الشمالية بل وتراجعها في بعض المناطق.
- ليس بالضرورة أن يعكس السوق الأمريكي حقيقة صناعة النفط خلال الوقت الراهن، فأوضاع الإمدادات في أماكن أخرى وقوة الطلب ستؤدي إلى تسارع تآكل المخزونات العالمية من النفط.
موجة صعودية جديدة
- قال محللو مصرف "جولدمان ساكس" إن جهود إعادة التوزن في سوق النفط تحقق مرادها بالفعل، وبدلًا من التركيز على المخزونات الأمريكية فإن "أوبك" تستهدف مخزونات بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
- سيواصل إنتاج الولايات المتحدة ارتفاعه بما يدفع مخزونات البلاد للزيادة بشكل ملحوظ هذا العام، لكن هذا ليس هو الحال في باقي أنحاء العالم، فحتى بيانات البلدان خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تظهر تسارع الطلب.
- يرى "جولدمان ساكس" أن مستوى المخزونات في الوقت الحالي أقل بكثير مما يعتقده أغلب المحللين، وبينما سينتظر الجميع طويلًا لبيان حقيقة الوضع، يعتقد المصرف أن مرحلة توازن السوق المنتظرة حان ميعادها أخيرًا.
- ستبقي "أوبك" على سياسة كبح الإمدادات، ومن المرجح هبوط المخزونات أدنى متوسط الخمس سنوات قبل حتى أن تكشف البيانات ذلك، وهو السبب الذي ربما يدفع خام "برنت" أعلى 80 دولارًا خلال الأشهر الستة المقبلة.
- لكن قبل ذلك، ستكون الصورة غامضة بعض الشيء، حيث سترتفع إمدادات ومخزونات الولايات المتحدة وهو ما قد يصحبه خطر هبوط الأسعار إذا ما اعتبر المشاركون في السوق هذه العلامات دليل تباطؤ.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}