هناك العديد من التساؤلات حول طموحات مليارديرات التكنولوجيا التي تصل إلى الاستقرار على المريخ، حيث قال عالم الفيزياء الشهير "ستيفن هوكينج" أننا لا نملك سوى 100 سنة على الأرض قبل فنائها، وهو ما يؤكد أن كوكب الأرض بات معرضًا للانهيار، لأسباب أكبر من تغير المناخ والتلوث أو حتى تدمير النظام الإيكولوجي الذي يهدد بقاء البشرية، وفقًا لما ناقشه تقرير "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
ماهية الصراع
- تزداد مخاطرة استبدال البشر بالآلات، من خلال وتيرة التقدم التكنولوجي المتسارعة بشكل زائد عن الحد، الأمر الذي يمثل مشكلة ضخمة، حيث يبلغ إجمالي عدد سكان الأرض الحالي 7.6 مليار نسمة، على أن يصل إلى 11 مليار نسمة بحلول عام 2100 وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
- ليس هناك شك في أن العصر الرقمي يقدم الإمكانات الكاملة، كما يطرح مزايا رائعة للبشرية، حيث جلبت الأتمتة، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، ووسائل التواصل الاجتماعي وآليات السوق التي تدار بالخوارزميات فوائد لا توصف للنمو الاقتصادي والازدهار العالمي والترفيه الشخصي.
- على الرغم من بزوغ فجر عصر جديد يدفع الجنس البشري إلى المزيد من الابتكار والإنجاز، إلا أنه لا يخلو من المخاطر، حيث يمثل الصراع المتزايد بين الإنسان والآلة تحديًا جوهريًا بالنسبة للرأسمالية، فإذا فشل قادة العالم في حل الفجوة المتزايدة بين الإنتاجية والعمالة، فإن الجنس البشري سيكون معرضًا للخطر.
استبدال الإنسان بالآلة
- لا تكمن المشكلة في أن يسيطر الروبوتات على العالم ويتحكموا في البشر، ولكن في الاتجاه السائد نحو التشغيل الآلي والميكنة مما يؤدي إلى الاستغناء عن العمال، حيث تستثمر الشركات في المصانع والآلات الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتعزيز الإنتاجية، وتحسين القدرة التنافسية وجني أرباح أكبر.
- من الجيد أن تعزز تلك الإستراتيجية النمو وتزيد رخاء المجتمع ككل، ولكن استخدام الخوارزميات والروبوتات بدلًا من البشر سوف يؤدي إلى تركيز الأموال في أيدي عدد أقل من الأفراد، وبالتالي اتساع الفجوة بين الطبقات وتعميق الانقسامات الاجتماعية، الأمر الذي يضع مستقبل العالم في خطر مع تزايد أعداد العاطلين عن العمل الساخطين.
- يجب أن تتضمن الإستراتيجية الصناعية توظيف عناصر بشرية، من خلال بناء مهارات العمل وتحسين معايير التعليم وتدريب العمال بحيث يصبحون أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغييرات، ورغم أن الاستغناء عنهم قد يحقق أرباح للشركات على المدى القصير، إلا أنه لن يكون ناجحًا على المدى الطويل.
المستقبل
- لا يزال الاقتصاد العالمي يعاني من التوابع الخطيرة للتقشف وانكماش الديون وإعادة هيكلة الميزانيات العمومية، ورغم الانتعاش الحالي إلا أن الحفاظ على معدل نمو سنوي بمتوسط قدره 3.5% للناتج المحلي الإجمالي العالمي و 5% للتجارة العالمية ستتضاعف صعوبته الآن مع تشديد السياسات النقدية مرة أخرى بعد سنوات من التحفيز الاقتصادي.
- الرغبة في البقاء داخل المنافسة في أسواق التجارة العالمية وسط تلك الظروف أمرًا جيدًا، ولكن ليس على حساب تسريح العمالة من أجل التغيير التكنولوجي الغاشم، فبالنسبة للاقتصادات القديمة مثل بريطانيا، سوف تفشل محاولات التشغيل الآلي إذا لم يتم تحضير خطة وطنية لدعم نمو الإنتاجية والأجور التي من المرجح أن تظل راكدة لسنوات.
- أما بالنسبة للاقتصادات الصناعية الحديثة الغنية باليد العاملة، فإن تبني تقنيات العصر الرقمي سوف يدعم نموها، ولكن يجب على الحكومات أن تراقب عن كثب الموازنة بين الإنتاجية وخلق الوظائف في المستقبل.
- لا يعني هذا إيقاف مسيرة التكنولوجيا، ولكن يجب على الرأسمالية تخفيف أثر ذلك على المجتمع، كما فعلت فنلندا من خلال تطبيق سياسة الدخل الأساسي العالمي كحل للأتمتة وبديل للعمل مدى الحياة، فقد حان الوقت لوضع الإنسان قبل الآلة وإصلاح عالمنا قبل فوات الأوان.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}