ركزت شركات النفط مؤخرًا على عمليات التنقيب في بحر بارنتس، متجاهلة الموضع الذي تكمن فيه قوة القطاع النفطي النرويجي، وهو بحر الشمال، الذي تراجع التنقيب به لأدنى مستوياته منذ 11 عامًا، بحسب تقرير لـ"أويل بريس".
من جانبها أعربت رئيسة مديرية البترول النرويجية "بينت نيلاند"، عن قلقها إزاء تراجع الاكتشافات الجديدة، خاصة في المناطق الناضجة ذات البنية التحتية القوية، مشيرة إلى أن ذلك قد يعني تراجعا أكبر من المتوقع بإنتاج البلاد.
ملامح الأزمة
- بعد انخفاض الإنتاج النرويجي من النفط خلال الفترة من عام 2001 إلى 2013، عاود الارتفاع مجددًا على مدار الثلاث سنوات الماضية، لكن مديرية البترول النرويجية، تتوقع وصول إمدادات العام الجاري إلى نصف مستوى الذروة.
- من المتوقع بدء تشغيل حقلين جديدين في بحر الشمال وبحر بارنتس خلال عامي 2019 و2022 على التوالي، وهو ما سيسهم في رفع الإنتاج النرويجي مقارنة بانخفاض متوقع خلال عامي 2018 و2019.
- لكن بعد عام 2025، من المتوقع انخفاض الإنتاج والنشاط بشكل كبير ما لم تكن هناك اكتشافات جديدة، وفقًا لما ذكرته شركة النفط النرويجية "شتات أويل".
- تقول وزارة النفط والطاقة النرويجية: الإنتاج من الحقول الجديدة سوف يعوض انخفاض إنتاج الحقول القديمة، لكن على المدى الطويل سيتوقف حجم الإمدادات على الاكتشافات الجديدة ومعدل التطوير ووتيرة تنفيذ المشاريع.
- بفضل فتح مناطق جديدة أمامها للتنقيب، تشجعت الشركات على بدء حملة استكشافية نفذت خلالها عددا قياسيا من عمليات التنقيب في بحر بارنتس النرويجي هذا العام، لكنها فشلت في الوصول إلى إنجاز ملموس.
حيرة وخيبة أمل
- تعهدت الشركات بالعودة العام المقبل لإجراء المزيد من عمليات التنقيب في المناطق الحدودية من بحر بارنتس، متجاهلة بحر الشمال الذي يعد البقعة الأكثر نضجًا في أعمال النفط النرويجية منذ زمن بعيد.
- لا يزال بحر الشمال هو القوة الدافعة لقطاع النفط النرويجي، إذ يعمل به حاليًا 62 حقلًا، مقارنة بـ16 حقلًا فقط في البحر الجنوبي، ويوجد حقلان في بحر بارنتس هما "سنوفيت" و"جولات".
- حفرت شركات النفط هذا العام عددًا قياسيًا من الآبار في بحر بارنتس الذي يعتقد أنه يحتوي على 49% من موارد النرويج النفطية غير المكتشفة، فيما يحتوي بحر الشمال على 24% من هذه الموارد.
- ضخت حقول بحر الشمال النفط والغاز على مدار عقود وهي الآن تنضب، لذا هناك حاجة للعمل على المزيد من الموارد في هذه المنطقة قبل التخلص من البنية التحتية القائمة بها.
- بالنسبة لأعمال النفط في الجرف القاري النرويجي، تقول "نيلاند" إن قدرا كبيرا من عدم اليقين يحيط بمستقبل عمليات التنقيب في هذه المنطقة.
العودة إلى البطاقة الرابحة
- كان بحر بارنتس مركزًا لعمليات التنقيب هذا العام، لكن النتائج جاءت مخيبة للآمال بشدة، وقالت شركة "شتات أويل" إن الاستكشافات خلال العامين الجاري والقادم، ستسهم في إيضاح الفرص المستقبلية في بحر بارنتس والجرف القاري.
- لكن الرئيس التنفيذي للشركة "إلدار سيتر" يؤكد ضرورة الالتفات إلى تحذيرات "نيلاند" بشأن إهمال الشركات لبحر الشمال.
- قال "سيتر" في مقابلة مع "بلومبرج": إذا تواصل الاتجاه الحالي، ولم نحقق اكتشافات كبيرة في بحر بارنتس، سيتعين علينا البحث في أكثر المناطق نضجًا.
- يحتوي بحر بارنتس على نصف موارد النرويج النفطية غير المكتشفة تقريبًا، لكن بحر الشمال يتميز ببنية تحتية متطورة تصلح لربط الاكتشافات الجديدة الصغيرة بالحقول القائمة، ما يجعلها مجدية أكثر.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}