يبدو أن شركات النفط الكبرى بدأت مرحلة تضميد الجراح، وأصبحت استجابة بعضها أسرع من الباقي، فعلى سبيل المثال تمكنت "إكسون موبيل" من تحقيق أرباح فصلية فاقت التوقعات، فيما فشلت "شيفرون" في بلوغ هامش الربح المأمول.
لكن الأهم من ذلك، أن كلا الشركتين تمكن من تغطية استثماراتيهما وتوزيعات الأرباح نقدًا عبر عملياتهما، وهذا هو المقياس الوحيد تقريبًا الذي يعتد به المستثمرون حاليًا، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
تقدم جماعي وتميز فردي
- حققت شركات النفط الأمريكية الثلاث الكبرى (إكسون، وشيفرون، وكونوكو فيليبس) تقدمًا كبيرًا في تغطية الاستثمارات وتوزيعات الأرباح، واستعادة التدفق النقدي الحر الداخل.
- استفادت الثلاث شركات من قوة السوق، فعلى سبيل المثال، كان متوسط سعر خام "برنت" أعلى بنحو 5 دولارات في الربع الثالث عما كان عليه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
- تقريبًا كان ارتفاع أرباح أعمال "إكسون" للتنقيب والإنتاج والتكرير بفضل تحسن الأسعار، مع ذلك كانت الشركة الأصغر بين الثلاثة "كونوكو" هي الأكثر إقناعًا بشكل عام.
- لم تتمكن "شيفرون" أو "إكسون" من الوصول بإنتاجهما إلى المستويات المتوقعة، بينما على النقيض ما زالت تحافظ "كونوكو" على اتجاهها نحو المستويات المستهدفة مع احتمال نمو إنتاجها 3% هذا العام.
- مع تأكيد "كونوكو" على توقعاتها للإنتاج، خفضت الشركة ميزانية الإنفاق الرأسمالي للمرة الثانية هذا العام، لتصل إلى 4.5 مليار من 5.1 مليار دولار، لتحافظ على أداء الأعمال بدلًا من التركيز على التوسع بشكل أكبر.
نجاح أصغر المنافسين
- خفض النفقات الرأسمالية يعكس جزئيًا تصفية "كونوكو" لبعض العمليات، حيث تتوقع الشركة تحقيق أكثر من 16 مليار دولار من هذه الخطوة بحلول نهاية العام الجاري.
- مع ذلك فإن خفض الإنفاق الرأسمالي في حد ذاته أمر مهم، فالهدف الرئيسي للاعبين في هذه الصناعة هو تقليص سعر التعادل لإنتاج النفط، والذي يعني القدرة على تمويل العمليات مع إمكانية تحقيق الأرباح.
- من الملاحظ أن "كونوكو" تشتري أسهمها بينما "شيفرون" و"إكسون" لا تستطيعان فعل ذلك حتى الآن، وهو ما يمكن اعتباره تعويضا من الشركة عن أضرار خفضها توزيعات الأرباح خلال الأوقات الصعبة من عام 2016.
- هناك أسباب كثيرة لسخاء "كونوكو" وتفوقها على منافسيها أبرزها خطط التصفية التي تتبعها، ومسيرتها المثالية بشكل عام والمدعومة من ارتفاع النمو وخفض الإنفاق وبرنامج إعادة شراء الأسهم.
اتساع دائرة التعافي
- لا ينبغي تجاهل التدفق النقدي لشركة "إكسون"، والذي كان كافيًا لتغطية الإنفاق والتوزيعات لمدة أربع فصول متتالية، لكن الإنفاق الرأسمالي بلغ 11 مليار دولار منذ بداية العام مع توقعات بمزيد من الارتفاع.
- في حين تحاول "إكسون" رفع توزيعات الأرباح على نحو موثوق به، فإن معدل النمو يؤكد وجود ضغوط على الشركة، اضطرها لتعليق برنامجها السخي لإعادة شراء الأسهم، وتباطأ معها نمو التوزيعات إلى ما دون 3%.
- بالنسبة لـ"شيفرون" فإن الإنفاق على المشاريع الضخمة آخذ في التلاشي، تزامنًا مع ارتفاع إنتاج الشركة إلى مستوى عال، رغم نتائج الأعمال المخيبة للآمال.
- للتو سجلت "شيفرون" تدفقات نقدية حرة موجبة خلال الربع الثالث، للمرة الأولى منذ الربع الرابع من عام 2012.
- مع تجاوز خام "برنت" 60 دولارًا للبرميل، فإن المزيد من شركات النفط الكبرى الجريحة والتي وصفت من قبل بـ"الموتى الأحياء" ستواصل المسير في طرق التعافي خلال الربع الجاري.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}