أوقفت شركات التنقيب عن النفط منصات بحرية عن العمل بأسرع وتيرة فصلية خلال الربع الثالث من العام الجاري، ومن المقرر أن تتكبد شركة "ترانس أوشن" وحدها 1.4 مليار دولار لإغلاقها ست منصات عائمة.
ووفقًا للمحلل "ديفيد ويث" فإن الوضع غير مرشح ليصبح أسوأ مما هو عليه، حيث أصبحت الأعباء المترتبة على زيادة منصات الحفر البحرية خلال سنوات ازدهار القطاع النفطي الأمريكي كبيرة للغاية، بحسب تقرير لـ"أويل بريس".
ويرى "ويث" أنه لا يوجد أمل كبير في أن يصبح الوضع أكثر وضوحًا، حتى مع تعافي أعمال الحفر البحرية، الذي يعتقد "ويث" أنه أيضًا أمر مستبعد للغاية وإن حدث فلن يكون واسع النطاق.
بارقة أمل
- ما زالت أعمال التنقيب البحري أكثر تكلفة من نظيرتها البرية، لا سيما في المياه العميقة، وفي ظل انخفاض الأسعار لفترة طويلة، ستكون اختيارات شركات التنقيب والإنتاج أكثر ميلًا للموارد الأرخص.
- لكن ليست هذه هي الصورة الكاملة، لا يزال هناك مستقبل لأعمال النفط البحرية التي تملك آفاقًا ليست بالقاتمة، بل إنها مشرقة نوعًا ما في بعض المناطق.
- في نهاية الشهر الماضي، حصلت "إكسون موبيل" على تراخيص للتنقيب في عشرة مواقع بالمياه العميقة قبالة الساحل البرازيلي، وتعهدت الشركة بإنفاق أكثر من مليار دولار على هذه العمليات.
- أصبحت الشركة بذلك آخر من ينضم إلى أعمال ما قبل طبقة الملح في البرازيل، التي يعمل بها بالفعل "شتات أويل" في حقل كاركارا، و"شل" التي تملك حصصًا في حقلي "ليبرا" و"لولا"، بجانب "توتال" وغيرها.
- وتحتوي هذه الحقول على احتياطيات ضخمة من النفط، وتقدر الاكتشافات التي جرت بها بعشرات المليارات من البراميل.
عقبة منصات الحفر
- حتى بحر الشمال يشهد اهتماما متجددا من قبل الشركات، التي تسعى للاستفادة من التحسن الأخير في النظام الضريبي للمملكة المتحدة، بهدف تحفيز المزيد من عمليات التنقيب في واحد من أقدم أحواض الإنتاج حول العالم.
- لكن هل يعني هذا أن الطلب على منصات الحفر سوف يبدأ في الارتفاع؟ من المفترض أن يحدث ذلك، لكن لسوء الحظ من غير المتوقع أن يرتفع الطلب إلى المستويات المسجلة عام 2013.
- في 2013، كانت أسعار النفط مرتفعة للغاية تصل إلى 100 دولار للبرميل، وكان الجميع في عجلة من أمره لبدء عمليات التنقيب في أي مكان.
- صمم الجيل الجديد من منصات التنقيب البحري، لتصل إلى عمق 3 آلاف متر، لكنها لم تصمم لتواصل العمل على المدى الطويل، وخلال العامين الماضيين تم إيقاف العديد منها ما كلف أصحابها عشرات الآلاف يوميًا.
- مع ذلك لا تعد هذه علامة على الوهن المتوقع أن يضرب أعمال التنقيب، أو أن شركات الحفر لا فرصة أمامها في قطاع الأعمال البحرية كما يعتقد البعض.
الفرصة قائمة ولكن
- ما زال هناك مستقبل لأعمال النفط البحرية، لكن هناك أيضًا عامل يعقد الأمور على شركات التنقيب، فبما أن المنصات لم تصنع لتستمر طويلًا فإن العملاء المحتملين قد يرفضون هذه الآلات التي تعطلت طيلة أشهر.
- المشكلة أنه كلما طال أمد تعطل المنصة وعمرها بشكل عام كان من المرجح بشكل أكبر رفض العملاء الاستعانة بها، وهنا تكمن المفارقة، حيث تملك الشركات القدرة على الحفر لكن الطلب بطيء.
- الطلب آخذ في التحسن في بعض أنحاء العالم، لكن المنصات يتزايد عمرها وتصبح أقل موثوقية، ولا تملك معظم شركات التنقيب البحري الموارد المالية لإنتاج منصات جديدة لتلبية الاهتمام المتجدد.
- مع ذلك، يمكن للشركات على الأقل التخلص من الطاقة الفائضة، على أمل أن تؤدي الزيادة المرتقبة في معدلات التنقيب إلى معدل حفر يومي أعلى في القريب العاجل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}