لم تعد السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي التقليدية صديقة للبيئة، وظهرت السيارات الكهربائية كبديل أفضل لها لكن نظرًا لتكلفتها العالية والقلق بشأن توافر مواقع الشحن، ظهرت المركبات الهجينة لتسد الفجوة بينهما.
رغم توافر تلك التكنولوجيا في السوق منذ أكثر من عقد زمني، إلا أنها لم تنتشر إلا في وقت قريب، بسبب ابتعاد شركات السيارات عنها نظرًا لتكلفتها وتعقيدها الهندسي الذي يتطلب توفير طريقتين لتشغيل السيارة تحت غطاء محرك واحد.
روجت اليابانية "تويوتا موتور" في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للسيارات الهجينة التقليدية من خلال سيارتها "بريوس" التي تجمع بين بطارية صغيرة ومحرك لمساعدة محرك البنزين وتحسين كفاءة الوقود.
ثم نقلت السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي مثل "بريوس برايم" المفهوم إلى أبعد من ذلك من خلال بطاريات كبيرة بما يكفي لتشغيل السيارات بالكهرباء فقط في الرحلات القصيرة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
والآن تتجه المزيد من شركات صناعة السيارات نحو المركبات الهجينة القابلة للشحن والتي تعمل بالبطارية لمدى يتراوح بين 20 إلى 40 ميلاً (32.18 إلى 64.37 كيلومترًا) قبل التحول لمحرك البنزين، وهو ما يرجع جزئيًا إلى أن الطلب على السيارات الكهربائية كان أقل من المتوقع.
لكن في النرويج التي تستهدف بيع مركبات خالية من الانبعاثات فقط بحلول 2025، تجاوز الآن عدد السيارات الكهربائية بها نظيره من المركبات العاملة بالنزين للمرة الأولى على الإطلاق.
نسبة مساهمة السيارات الكهربائية في إجمالي مبيعات المركبات في بعض الدول (في الربع الرابع من 2023) |
|
الدولة |
نسبة السيارات الكهربائية من إجمالي المبيعات |
الولايات المتحدة |
%8.1 |
النرويج |
%80 |
هولندا |
%35 |
الصين |
%24 |
ألمانيا |
%20 |
المملكة المتحدة |
%18 |
تزايد الاتجاه نحو السيارات الهجينة
يتجه المشترون نحو السيارات الهجينة لأنها أقل تكلفة، وذلك لأن البطاريات الكبرى التي تحتاجها المركبات الكهربائية تجعلها أغلى من العاملة بالبنزين، وعلى الرغم من أن السيارات الهجينة أعلى تكلفة من سيارات محركات الاحتراق الداخلي إلا أن تكلفة تشغيلها أقل.
زادت مبيعات الموديلات الهجينة القابلة للشحن الخارجي في الولايات المتحدة بأكثر من الضعف منذ عام 2019، وفقًا لتقديرات موقع أبحاث المركبات "إيموندز".
يوضح الجدول التالي السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي الأفضل مبيعًا في الولايات المتحدة بما يشمل موديلات شهيرة منها "تويوتا آر إيه في 4".
وشكلت "جيب رانجلر" و"جراند شيروكي" وحدهما حوالي ثلث مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن في أمريكا خلال النصف الأول من هذا العام.
السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي الأفضل مبيعًا في أمريكا (خلال الفترة من يناير حتى يونيو) |
|
الموديل |
مدى قيادتها بالشحنة الواحدة اعتمادًا على المحرك الكهربائي (كيلومتر) |
جيب رانجلر 4 إكس إي |
35.4 |
جيب جراند شيروكس 4 إكس إي |
41.84 |
تويوتا آر إيه في 4 برايم |
67.59 |
كرايسلر باسيفيكا هايبرد |
51.49 |
دودج هورنت آر/تي |
53.11 |
كيف غيرت كبرى الشركات مسارها؟
ألغت الأمريكية "فورد موتور" مؤخرًا خططها لإنتاج سيارة رياضية متعددة الأغراض كبيرة تعمل بالكهرباء بالكامل، وستطرح بدلاً منها إصدارات هجينة.
إلى جانب "جنرال موتورز" التي كانت واحدة من أوائل الشركات التي قدمت سيارة هجينة قابلة للشحن بإطلاقها "شيفروليه فولت" في 2010، لكنها أوقفت إنتاجها بعد ذلك في 2019 معلنة عن مستقبلها في السيارات الكهربائية، لكنها تخطط حاليًا لإعادة السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي بدءًا من 2027.
تراجعت السويدية "فولفو" هذا الشهر عن خططها للتحول نحو السيارات الكهربائية بالكامل بحلول 2030، وذكرت أن السيارات العاملة بالبطاريات والهجينة ستشكل معًا 90% من مبيعاتها بحلول نهاية هذا العقد.
أما الألمانية "فولكس فاجن"، فتعهدت بمضاعفة استثمارها في السيارات الهجينة مع إعادة التفكير في خططها للمركبات الكهربائية.
هل يتفوق زخم السيارات الهجينة في النهاية؟
يتزايد معدل نمو تكنولوجيا تلك السيارات حول العالم بقيادة الصين، ومن المتوقع أن تشكل المركبات الهجينة القابلة للشحن الخارجي 15% من السوق هذا العام، حسب تقديرات "أليكس بارتنرز".
بعدما كانت مبيعات السيارات العاملة بالبطاريات فقط حول العالم في العام الماضي أكثر من ضعف نظيرتها الهجينة القابلة للشحن الخارجي.
لكن أصبحت تلك الفجوة تنكمش سريعًا، فحسب تقديرات شركة الوساطة "بيرنشتاين"، ارتفعت مبيعات السيارات الهجينة العالمية بحوالي 50% على أساس سنوي في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، مقارنة مع نسبة ارتفاع 8% فقط لنظيرتها العاملة بالبطاريات فقط.
وفي الولايات المتحدة ارتفعت مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن - بدعم من اللوائح التنظيمية - بحوالي 59% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي على أساس سنوي، وتضاعفت حصتها من السوق الإجمالية تقريبًا منذ 2022 إلى 2.4%، حسب بيانات "كوكس أوتوموتيف".
لكن تتوقع "بيرنشتاين" أن تحظى السيارات الهجينة بحصة متزايدة من سوق السيارات العالمية حتى عام 2030 تقريبًا، ثم تستقر المبيعات بعد ذلك، لكنها ستتراجع في النهاية مع تسارع مبيعات نظيرتها العاملة بالبطاريات.
وقد يعود ذلك إلى عدة عوامل منها أن شركات منها "رينو" لديها خطط لطرح سيارات كهربائية أقل تكلفة من المتاحة حاليًا، إلى جانب تزايد المنافسة من الشركات الصينية على رأسها "بي واي دي" -التي تعد المنافس الرئيسي لـ "تسلا"- واستمرار شبكات الشحن في التوسع والانتشار.
وهو ما أكده "باتريك هيومل" رئيس قسم السيارات الأوروبي لدى بنك "يو بي إس" إذ قال: السيارات الهجينة تفوز الآن، لكن السيارات الكهربائية ستفوز في النهاية.
لكن بالطبع الأمر سيعود في النهاية لاختيارات وتفضيلات المستهلكين، بناءً على الأسعار التي ستتوافر بيها تلك السيارات والتقدم التكنولوجي السريع، وتكلفة الصيانة والتشغيل.
المصادر: الإيكونومست - وول ستريت جورنال - بيرنشتاين
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}