نبض أرقام
08:45 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

دور التكنولوجيا في إنشاء المباني الذكية والمستدامة

2024/08/30 أرقام

تُعد صناعة البناء والتشييد من أكبر الصناعات في العالم التي تؤثر على البيئة والمجتمعات، إلا أنها تأتي مع تحديات بيئية كبيرة، حيث ينتج قطاع البناء والتشييد ما يقرب من 39% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية وهو ما يُسلط الضوء على الضرورة المُلّحة للتفكير بجدية في كيفية تطوير هذا القطاع ليكون أكثر استدامة.
 

- ومع ارتفاع مستويات إشغال المكاتب مرة أخرى بعد الجائحة، صار لزامًا على أصحاب المصلحة العمل بشكل أكثر ذكاءً لتجنب التراجع عن مؤشرات الاستدامة، وإضافة إلى ذلك، فإن اللوائح التي تجعل الاستدامة قضية جوهرية تزيد من إلحاح هذه الجهود.


 

- لقد ولّى زمن المماطلة، ويدرك أصحاب المصلحة في مجال العقارات التجارية ذلك، حيث كشفت إحدى الدراسات التي أعدتها شركة فورستر كونسلتنج "Forrester Consulting"  أن 80٪ من القادة يعدون الاستدامة أولوية رئيسية لشركاتهم.
 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- إذن، هناك "إرادة"، ولكن كيف نجد "الوسيلة" لمواجهة هذه التحديات، يتعين على مالكي المباني ومديري المنشآت تدشين فئة جديدة من المباني الذكية والصحية والمستدامة.
 

نظرة على بعض التقنيات التي تسهل هذه التطورات والتأثير الذي يمكن أن تُحدثه:
 

استدامة وكفاءة الطاقة
 

- يدفع انتشار اللوائح المتعلقة بالاستدامة أصحاب المصلحة في مجال العقارات التجارية إلى إيجاد طرق جديدة للحد من بصمتهم الكربونية، وسيتطلب ذلك جمع البيانات وتحويلها إلى رؤى قابلة للتنفيذ، كما يمكن للتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتبع ومراقبة وقياس استخدامات الطاقة والانبعاثات.
 

- فضلًا عن ذلك، تساعد أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) مثل المستشعرات والمحركات والمقاييس الذكية مديري المنشآت في تحديد أداء الطاقة الأساسي، ومراقبة التقدم المُحرز نحو أهداف الانبعاثات الصفرية، وأتمتة عمليات تشغيل المرافق المركزية.
 

- تستخدم بعض المؤسسات المعدات التي تساعد على تقليل البصمة الكربونية للمبنى، مثل المستشعرات البيئية ومستشعرات الإشغال، والتي تُستخدم أيضًا في مراقبة وإدارة الإضاءة ودرجات الحرارة والرطوبة.
 

- لا تساهم هذه العناصر الخاصة بجودة الهواء الداخلي في تقليل الانبعاثات فحسب، بل يمكنها أيضًا دعم صحة الموظفين وزيادة إنتاجيتهم.
 

تجربة شاغلي المكتب

 

 

- يجب أن تحاكي المساحات المكتبية اليوم التجارب التي يحبها الأشخاص في العمل من المنزل مع إبراز فوائد القدوم إلى المكتب.
 

- يمكن للتكنولوجيا أن تساعد أصحاب المصلحة في قطاع العقارات على تحقيق التوازن بين الاستفادة من المساحات المكتبية وتحقيق رفاهية الموظفين.
 

- على سبيل المثال، يمكن للمدراء الفنيين استخدام تكنولوجيا استغلال المساحات التنبؤية لإعادة تنظيم المساحة بشكل استباقي لتلبية احتياجات شاغليها.
 

- وفي الوقت نفسه، تحسّن أنظمة إدارة الزوار وحجز الغرف واللافتات الرقمية تجربة المكتب وتجعلها تجربة خالية من المتاعب لكل من الموظفين والزائرين.
 

السلامة والأمن
 

- يمكن ربط أجهزة الاستشعار والكاميرات ونُظم التحكم في الدخول بمنصات إدارة أماكن العمل، ما يسمح لأصحاب المصلحة بمراقبة وإدارة بروتوكول السلامة والأمن في مكان واحد.
 

- ويشمل ذلك القدرة على برمجة وتفعيل الاستجابات الآلية للاختراقات، كما تساعد هذه الأنظمة في تحسين الإنتاجية والكفاءة التشغيلية.
 

- في نهاية المطاف، تدور حلول المباني الذكية حول الاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة، سواء أكان ذلك مساحة أو موهبة أو موارد مثل الطاقة والمياه.


 

- ويمكن أن ينطبق ذلك أيضًا على المُعدات التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من تشغيل المرافق، والأشخاص المكلفين بتشغيلها لتعمل بسلاسة.
 

- يمكن أن تدعم إدارة المنشآت الذكية الاتساق التشغيلي، وتقلل المخاطر، وتخفض التكاليف الإجمالية عبر محفظة المباني.
 

- على سبيل المثال، يمكن لتكنولوجيا النسخ الرقمية تسهيل الصيانة الاستباقية والتنبؤية، بما في ذلك إصدار وتعيين أوامر العمل الآلية.
 

- بالإضافة إلى ذلك، تدعم المستشعرات والعدادات الذكية مراقبة أداء المعدات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وإدارة الإنذارات للمساعدة في ضمان اطلاع مديري المنشآت على أي عطل أو مشكلة محتملة فور حدوثها.
 

لتحقيق مكاسب على المدى الطويل
 

- بينما قد تبدو هذه الحلول مستقبلية، إلا أن العديد منها متوفر منذ سنوات. إذن، ما السبب في أن المباني ليست جميعها ذكية؟
 

- لعل العقبات الرئيسية أمام اعتماد هذه التكنولوجيا هو التكلفة اللازمة لنشر وتحسين هذه الحلول.
 

- أجابت نسبة تزيد قليلًا على ثلثي المشاركين في استطلاع حديث أجرته جمعية المنازل والمباني الذكية بأن التكلفة الأولية المرتفعة هي العقبة الرئيسية أمام اعتماد التكنولوجيا الذكية.
 

- لذلك، ستحتاج الشركات إلى اعتماد استراتيجية مالية مستقبلية. وفي ندوة عبر الإنترنت عُقدت مؤخرًا، قدّر الدكتور ماثيو مارسون، الخبير في هذا المجال، أن الاستثمار بمبلغ دولار واحد في تكنولوجيا المباني الذكية اليوم سيحقق عائدًا قدره ثلاثة دولارات على مدى خمس سنوات.
 

- ومن المرجح أيضًا أن تستمر نسبة التكلفة إلى العائد هذه في التحرك لصالح هذه الحلول حيث تجعل العقوبات التنظيمية عدم اعتمادها أمراً لا يطاق.
 

- بمجرد أن يقرر أي تنظيم الاستثمار في تقنية المباني الذكية، لا يزال يواجه تحدي بناء أساس قوي من البيانات لبناء النظام عليه.
 

 

- البيانات هي الوقود الذي يجعل هذه الحلول تعمل، ولا يمكن لأي قدر من الذكاء الاصطناعي معالجة المعلومات غير الدقيقة أو غير المكتملة.
 

- قبل نشر تقنية المباني الذكية، يجب على المؤسسات وضع استراتيجية بيانات قوية وبروتوكولات إدارة البيانات لضمان تدفق ثابت للمعلومات التي يحتاجها النظام للعمل بشكل صحيح.
 

- هذه ليست أبدًا بالمهمة السهلة، ولكن كلما تحسن تدفق البيانات لدى المؤسسة، زادت الفرص التي من المحتمل أن تكشف عنها لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة، مما يجعل تعويض المصروفات الأولية أسرع وأسهل.
 

- لسنوات عديدة، كانت مبادرات الاستدامة تُعتبر أمرًا مستحسنًا ولكن غير ضروري. ولكن مع زيادة إشغال المكاتب، وارتفاع اللوائح، وتفاقم تغير المناخ، تحتاج الشركات إلى تعزيز مبادرات الاستدامة الخاصة بها وقدرات إعداد التقارير لدعمها.
 

- يُسهّل الذكاء الاصطناعي والتوأم الرقمي اتباع نهج شامل لتلك الجهود التي لا تدعم فقط الاستدامة ولكن أيضًا الإنتاجية ورفاهية الموظفين وتحسين المحفظة العقارية.

 

المصدر: فوربس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.