ينصبّ تركيز المستثمرين حول العالم وبالتحديد وول ستريت هذا الأسبوع على ندوة "جاكسون هول" الاقتصادية التي تعقد بداية من اليوم الموافق الثاني والعشرين وحتى الرابع والعشرين من أغسطس بعنوان "إعادة تقييم فعالية وانتقال السياسة النقدية".
حيث يستضيف الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي العشرات من محافظي البنوك المركزية بما يشمل "جيروم باول" رئيس الاحتياطي الفيدرالي وصناع السياسات والأكاديميين والاقتصاديين من حول العالم في ندوته الاقتصادية السنوية في جاكسون هول بولاية وايومنغ.
ويتناول موضوع هذا العام الدروس المستفادة من استجابة السياسة النقدية للجائحة والارتفاع اللاحق للتضخم، وقد تشهد الندوة مناقشة محافظي البنوك المركزية في أمريكا والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو لآفاق المزيد من تخفيف السياسة النقدية أي خفض الفائدة.
ما ندوة "جاكسون هول" الاقتصادية؟
تعد من أقدم المؤتمرات المصرفية المركزية في العالم، إذ نظمت للمرة الأولى في مدينة كانساس الأمريكية عام 1978، ثم انتقل الحدث إلى جاكسون هول في 1982، وتواصل الندوة حتى اليوم استكشاف المواضيع ذات الصلة التي تؤثر على العالم، وتُحفظ نصوص الندوات كل عام، ما يوفر سجلاً متاحاً للمناقشات.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
يجمع الحدث بين خبراء الاقتصاد والمشاركين في السوق المالية والأكاديميين وممثلي الحكومة الأمريكية ووسائل الإعلام لمناقشة القضايا طويلة الأجل ذات الاهتمام المشترك، ويتم اختيار الحضور -الذين يبلغ عددهم حوالي 120 شخصًا- بناءً على الموضوع الرئيسي للندوة مع مراعاة التنوع من حيث المنطقة والخبرة والصناعة وذلك بهدف إثراء المناقشة.
ورغم تلقي البنك العديد من الطلبات من وسائل الإعلام حول العالم لحضور الحدث، إلا أن الأمر يقتصر على مجموعة مختارة لتوفير الشفافية المهمة بالنسبة للندوة، ويدفع كافة المشاركين بما في ذلك الصحافة رسومًا للحضور من أجل تغطية نفقات الحدث.
وكان هدف الندوة منذ بدايتها هو توفير وسيلة لتعزيز المناقشة العامة وتبادل الأفكار، وعلى مدار تاريخ الحدث اجتمع الحاضرون من 70 دولة لمشاركة وجهات نظرهم وخبراتهم المتنوعة.
بعض اللحظات البارزة في تاريخ جاكسون هول |
|
التاريخ |
التوضيح |
1978 |
|
1982 |
وشارك "فولكر" بالفعل في الحدث، ثم حضره خلفاؤه ومسؤولون آخرون في السنوات التالية. |
1985 |
|
1989 |
إذ قدم رئيس البنك المركزي حينها "آلان جرينسبان" وجهات نظر الفيدرالي إلى جانب ممثلين من المركزي الكندي والألماني تحت عنوان "قضايا السياسة النقدية في التسعينيات". |
2007 |
|
2020 |
شارك جميع المشاركين في تلك الندوة عبر الإنترنت بسبب جائحة "كوفيد-19".
لكن عاد الحدث منذ ذلك الحين للحضور الشخصي في جاكسون هول.
|
أهمية الندوة بالنسبة للفيدرالي
في السنوات الأخيرة، شهدت الندوة تصريحات مهمة لرؤساء الفيدرالي، وغالبًا ما يكون للحدث القدرة على تحريك الأسواق العالمية، على سبيل المثال في عام 2010 طرح "بن برنانكي" خيارات لتخفيف السياسة النقدية والتي اعتبرت بمثابة إشارة لمزيد من التيسير الكمي، وفي عام 2012، تحدث عن قلقه الشديد بشأن الأسواق والذي أعقبه جولة ثالثة من التيسير الكمي.
واستخدمت "جانيت يلين" رئيسة الفيدرالي السابقة ووزيرة الخزانة الأمريكية الحالية خطابها عام 2016 لإعداد السوق لمزيد من رفع الفائدة والذي بدأ في ديسمبر 2016.
وعلى الرغم من أن اجتماع العام الماضي لم يتضمن أي مفاجآت كبيرة، لكن سيتم مراقبة خطاب هذا الأسبوع عن كثب لأنه يأتي قبل أسابيع فقط من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لشهر سبتمبر والذي يتوقع معظم الخبراء أنه سيكون مناسبًا لأول خفض للفائدة منذ بداية الوباء.
ما المتوقع في ندوة هذا العام؟
من المتوقع أن يستخدم "باول" خطابه -وهو الحدث الرئيسي في الندوة- الذي سيدلي به غدًا الجمعة لتوضيح خطة التخفيف التدريجي للسياسة النقدية الذي قد يبدأ في سبتمبر، لأنه يتعين عليه توضيح وضع سياسته، وتذكير الأسواق والأسر بالحقائق الاقتصادية الأساسية.
يرى "ديريك هولت" نائب رئيس "سكوتيابنك إيكونومكس": من المرجح أن تتوقف رسالة اليوم على كلمة واحدة: تدريجي. بينما يعتقد بعض خبراء الاقتصاد أن "باول" سيرسل الضوء الأخضر للتيسير القادم بعبارات عامة فقط.
وأوضح "أديتيا بهافي" الخبير الاقتصادي لدى "بنك أوف أمريكا سكيورتيز" أن التدريجي يعني خفض الفائدة -من مستواها الحالي 5.25%-5.5%- بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين هذا العام، ثم خفضها 0.25% في كل ربع سنوي خلال 2025.
وفي وجهة نظر مختلفة، يتوقع "كارل تانينباوم" كبير الاقتصاديين لدى "نورثرن تراست" أن "باول" سيرسل رسالة للمستثمرين ليطلب منهم التوقف عن المبالغة في رد الفعل تجاه البيانات، لأن "تانينباوم" يرى أن استجابة السوق لتقرير الوظائف الأخير كانت أحد أسوأ ردود الفعل المبالغ فيها في السوق منذ فترة طويلة للغاية.
بينما يعتقد "مارك هامريك" كبير المحللين الاقتصاديين لدى "بنك رايت" أن "باول" سيتعامل بحذر خلال خطابه في جاكسون هول ولن يفعل أي شىء يثير غضب الأسواق.
وأشار خبراء لدى "دويتشه بنك" إلى أنه سيكون من الصعب على "باول" الالتزام مسبقًا بمسار معين في جاكسون هول، وذلك لأن البنك تعهد بالاعتماد على البيانات وهناك الكثير منها سيصدر قبل الاجتماع الذي سيعقد على مدار يومي السابع عشر والثامن عشر من سبتمبر.
وسواء قدم "باول" تصريحات واضحة أو اكتفى بعبارات عامة، فإن المستثمرين سيعتمدون على ما سيذكر في الندوة -التي أصبحت التجمع حدثاً بارزاً على مستوى العالم- من أجل التوصل لدلائل حول مستقبل السياسة النقدية، وبالتالي توقع تحركات الأسواق.
المصادر: أرقام - موقع الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي - ماركت ووتش – واشنطن إكزامينر – فاينانشال تايمز - رويترز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}