نبض أرقام
08:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

ما السبب وراء الارتفاع القياسي لمؤشر الخوف في وول ستريت خلال فوضى السوق الأخيرة؟ وهل كان ارتفاعه مبررًا؟

2024/08/14 أرقام

اجتاحت أسواق الأسهم العالمية موجة بيعية عنيفة وحالة من الفوضى يوم الإثنين الموافق الخامس من أغسطس الحالي، وكان الشعور بالخوف ملموسًا بالفعل في مختلف الأسواق، مع مواجهة المتداولين مخاوف من حدوث ركود في الولايات المتحدة، إلى جانب تفكك تجارة الحمل أو الكاري تريد بالين.

 

وهو ما دفع مؤشر الخوف في وول ستريت “Cboe Volatility Index” المعروف اختصارًا بـ "فيكس" أعلى مستوى 65 نقطة -قبل أن يغلق تعاملات الإثنين عند حوالي 38 نقطة- في أكبر تقلبات يومية على الإطلاق، بعدما سجل 23 نقطة تقريبًا في نهاية الأسبوع السابق.

 

 وبذلك يسجل أعلى مستوياته منذ الأزمة المالية العالمية 2008، وفي أوقات انتشار وباء "كوفيد-19" عندما قفز إلى 85.47 نقطة في مارس 2020.

 

يتم حساب "فيكس" بناءً على تسعير السوق لعقود الخيارات المرتبطة بمؤشر "إس أند بي500"، وهو مصمم ليكون مقياسًا للتقلبات المتوقعة على مدار الثلاثين يومًا المقبلة، وغالبًا ما يشار إليه بمقياس الخوف في وول ستريت، والمؤشر لا يتم تداوله فعليًا بل هو حسبة رياضية، ولكن على النقيض من ذلك تعكس عقوده الآجلة تدفقات نقدية فعلية.

 

 

هل كان الارتفاع مبالغًا فيه؟

 

علق وزير الخزانة الأمريكي السابق "لاري سامرز" في مقابلة مع "تلفزيون بلومبرج" بأن مؤشر التقلبات شهد تحركًا مصطنعًا إلى حد ما بسبب إدراج بعض الأدوات المالية غير السائلة نسبيًا في حساباته، وهو ما آثار تساؤلات حول منهجية حساب المؤشر، لكن لم تعلق بورصة "شيكاغو" على ذلك.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

وذكرت "ماندي شو" رئيسة قسم استخبارات سوق المشتقات لدى "Cboe Global Markets" في مقابلة مع "بلومبرج" قائلة: نظرًا للتحرك الكبير لعقود مؤشر "إس أند بي" الآجلة قبل افتتاح تداولات السوق في ذلك اليوم، فإن الزيادة الكبيرة المقابلة في مؤشر التقلبات ليست مفاجئة حقًا.

 

وأضافت أن ارتفاع "فيكس" كان مبررًا بالقلق المتزايد بشأن خطر العدوى الناتج عن تراجع العملة والأسهم اليابانية وتصفية تجارة الحمل بالين أو الكاري تريد.

 

ومع ذلك يزعم متخصصون في المشتقات المالية أن الارتفاع ربما يكون قد بالغ في تقدير المعنويات الهابطة بسبب نقص السيولة وحقيقة أن بعض عقود الخيارات غير السائلة تدخل في حساب المؤشر.

 

 

 كما أشاروا إلى فجوة سعرية استثنائية بين مؤشر التقلبات والعقود الآجلة المرتبطة به كدليل على أن مقياس الخوف لم يكن مرتبطًا بواقع السوق، إذ ارتفع "فيكس" بمقدار 42 نقطة في أقل من خمس ساعات في الخامس من أغسطس، بينما العقود الآجلة تسليم أغسطس المرتبطة بالمؤشر زادت بمقدار 5 نقاط فقط في نفس الفترة الزمنية.

 

ووصلت الفجوة بين مستوى المؤشر والعقود إلى 32 نقطة، لكن لم يستمر ذلك الفارق كثيرًا، وبنهاية الجلسة انكمش إلى 8 نقاط فقط، ويرى بعض مراقبي السوق أن العودة السريعة للمؤشر دليلاً على أن القفزة الأولية ربما بالغت في تقدير مخاوف المستثمرين.

 

وأوضحت "شو" أن المؤشر وعقوده الآجلة ارتفعا معًا أثناء الوباء، لأنه كان بمثابة ضربة للسيولة وصدمة كلية، لكن ما حدث في الخامس من هذا الشهر كان متعلقًا بالسيولة ولم يكن هناك سبب أساسي أو متعلق بالاقتصاد الكلي وراء تلك الخطوة، وبالتالي لا يوجد سبب لتوقع استمرار التقلبات المرتفعة.

 

تفسيرات أخرى

 

ذكر "بيتر تشير" كبير استراتيجي الاقتصاد الكلي لدى "أكاديمي سيكيوريتيز" أن أي إشارات لتوقيتات السوق استخلصها المستثمرون من تلك الخطوة من المرجح أن تكون عديمة الفائدة، وأشار إلى أن مشكلات السيولة في سوق عقود الخيارات ربما شوهت قراءات المؤشر.

 

ويرى فريق "بنك أوف أمريكا" أن بعض الصفقات المتعلقة بخيارات "إس أند بي 500" غير السائلة التي تنفذ بأسعار مختلفة عن التداولات الراهنة في السوق ربما كان لها تأثير كبير على الفارق بين العرض والطلب عبر سلسلة الخيارات، لأنه يتم تحديد مستوى مؤشر التقلبات عبر صيغة رياضية تعتمد على فروق العرض والطلب لخيارات "إس أند بي" التي تنتهي صلاحيتها بين 23 يومًا و37 يومًا.

 

 

وتعرف خيارات الشراء بأنها بمثابة اتفاق لشراء سهم بسعر متفق عليه قبل انتهاء تاريخ محدد، وتمثل توقعات صعودية من جانب من يحمل الخيار، وبالمثل فإن خيارات البيع هي اتفاق لبيع سهم ما قبل انتهاء صلاحية الخيارات المحددة مسبقًا، ويمكن استخدامها للتحوط ضد الخسائر في المحافظ الاستثمارية، وقد تمثل أيضًا رهانات هبوطية.

 

أما عقود الخيارات التي تتم خارج نطاق أسعار السوق “out of the money” فهي التي يكون سعر تنفيذها في حالة الشراء أقل من المستوى الذي يتداول في السوق حاليًا، و/أو أعلى من السعر الحالي في حالة البيع.

 

ما المتوقع الآن؟

 

عوضت سوق الأسهم الأمريكية واليابانية خسائرها مؤخرًا بعد التراجع الكبير، وبالفعل تشير حاليًا أغلب مؤشرات السوق إلى عودة الهدوء للأسهم الأمريكية بعد الفوضى الأخيرة، ويتداول مؤشر "فيكس" في الوقت الراهن قرب 18 نقطة.

 

ووفقًا لما ذكره "توم لي" رئيس الأبحاث لدى "فاندستارت" في مذكرة فإن الزيادة التاريخية والانحدار اللاحق لمقياس الخوف في وول ستريت يشير إلى أن أسوأ ما في مخاوف سوق الأوراق المالية بشأن النمو قد انتهى.

 

 

وذكر " لي" في مقابلة مع "سي إن بي سي" حينها: عليك مراقبة "فيكس" فعندما يصل إلى ذروته ويبدأ في الانقلاب والهبوط، يمكن أن يكون التعافي سريعًا بنفس القدر.

 

وأشار محللو "بنك أوف أمريكا" إلى أن حقيقة عدم رؤية المستثمرين لانخفاض فعلي تعني أن الأسهم ربما تكون عرضة لمزيد من التقلبات في الأسابيع المقبلة.

 

أما عن شهري سبتمبر وأكتوبر القادمين اللذين يشهدان تقلبات في المعتاد، فقد يثبتان مرة أخرى هذا العام أنهما يمثلان فترة صعبة بالنسبة للأسواق.

 

المصادر: ماركت ووتش – بلومبرج -  سي إن بي سي  - فاينانشال تايمز -  بيزنس إنسايدر

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.