نبض أرقام
01:01 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

التداول على مدار الساعة .. لماذا يشكل فرصة ومعضلة في نفس الوقت للسوق الأمريكي؟

2024/07/12 أرقام

أثار المستثمرون الأفراد الكثير من الذعر بين محترفي التداول في سوق الأسهم الأمريكي خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب الحركات الحادة التي شهدتها بعض الأسهم بقيادة مجموعات منصات التواصل الاجتماعي.

 

والآن، وفي حين هدأت هذه المخاوف كثيرًا حتى مع موجة التقلبات القصيرة لأسهم الميم مؤخرًا، تجددت القلق بين كبار المستثمرين، لكن هذه المرة لا يتعلق الأمر بالصفقات التي ينفذها الأفراد، بل بالوقت الذي يقومون فيه بها.

 

 

تساعد طفرة استثمار صغار المستثمرين والمتداولين الهواة التي اجتاحت الأسواق الأمريكية منذ الجائحة، في تغذية عمليات تداول الأسهم على مدار الساعة.

 

 

ويغذي هذه الطفرة لاعبون مثل "روبن هود ماركتس" و"إنتراكتيف بروكرز"، واللذين تبنيا طرقًا لتقديم أداوات شراء وبيع الأسهم الأمريكية على مدار 24 ساعة في اليوم وخلال خمسة أيام في الأسبوع.

 

تغير جوهري يثير القلق

 

- أدت هذه الطفرة فعليًا إلى القضاء على فترة الراحة التقليدية التي تمتد لنحو ثماني ساعات يوميًا (مع احتساب ساعات التداول قبل وبعد الجلسة الرئيسية)، وأثبتت هذه الخطوة شعبيتها لدرجة أن البعض لا يلاحظون هذا التغير.

 

-  حتى ما يعرف بسوق "الورقة/ الجدول الوردي" (موطن الشركات التي لا تستطيع أو لا ترغب في الانضمام إلى بورصة رئيسية)، والذي يعرف أيضًا بسوق "ما خارج البورصة"، من المقرر أن يطبق نظام 24 ساعة تداول.

 

- مع اكتساب الطفرة زخمًا، يثير بعض اللاعبين في الصناعة مخاوف كبيرة بشأن التوجه نحو "سوق أسهم بلا نوم أبدًا"، إذ يقول "جوزيف سالوزي" الرئيس المشارك لتداول الأسهم في "ثيميس تريدينج": "لن نواجه مشكلة إلا في منتصف الليل عندما تكون السيولة ضعيفة".

 

 

- أعرب "سالوزي" عن انزعاجه من مجموعة من التحركات الضخمة في أوقات غير متوقعة مؤخرًا، مثل ارتفاع سهم "جيم ستوب" بنسبة 20% مساء يوم أحد في يونيو.

 

- يرجع خوف المحلل الذي يمتلك خبرة أكثر من 30 عامًا في السوق، إلى احتمال أن يستغل شخص ما التداول البطيء على مدار الساعة لخلق زخم حول أسهم محددة، ودفعها إلى الارتفاع وتحقيق ربح سريع.

 

- هناك قائمة طويلة من المخاوف الأخرى، مثل التأثير على الصحة العقلية نتيجة يوم تداول لا نهاية له، وإمكانية سحب الأسهم الأمريكية المزيد من رأس المال من الأسواق الخارجية التي تكافح بالفعل للمنافسة.

 

راحة للكثير رغم الغموض

 

- أكد المنظمون (الذين ينظرون طلبًا لأول بورصة تعمل على مدار 24 ساعة) على الحاجة إلى الحماية ضد الاحتيال، ولم تنشر بورصة نيويورك التي أجرت استطلاعًا حول التداول على مدار الساعة، النتائج بعد، لكنها شددت على ضرورة ضمان جاهزية السوق.

 

- يعمل سوق الأسهم الأمريكي من الساعة 9:30 صباحًا إلى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك، خمسة أيام في الأسبوع، ويضاف لذلك تداولات ما قبل انطلاق الجلسة والتي تبدأ من 4 صباحًا وتداولات ما بعد الإغلاق والتي تستمر إلى 8 مساءً.

 

- من خلال منصات متخصصة، تقدم شركات التداول صفقات طوال الليل في شكل مبيعات خاصة للأسهم، وفي هذه العملية، أصبح أسبوع التداول يبدأ فعليًا من الساعة 8 مساء يوم الأحد، قبل ثماني ساعات من بدء التعاملات الرسمية قبل الجلسة الرئيسية.

 

 

- يقول "بريان هيندمان"، الرئيس التنفيذي لشركة "بلو أوشن تكنولوجيز"، وهي أكبر منصة تداول مخصصة للتداولات على مدار الليل في الولايات المتحدة: "في غضون عامين، سيصبح هذا الأمر سائدًا".

 

- يضيف "هيندمان": "لا يريد الناس الانتظار حتى يقرع أحدهم الجرس صباح يوم الإثنين لبدء التداول، إنهم يريدون التداول عندما يكون ذلك مناسبًا لهم وعندما يحين الوقت المناسب".

 

طلب متزايد

 

- يتيح التداول خلال الليل للمستثمرين الرد على الأحداث التي تحرك السوق في أقرب وقت لحدوثها، كما أنه يفيد المتداولين الأفراد الذين غالبًا لا تتاح لهم نفس الفرصة مثل اللاعبين الآخرين لإجراء المعاملات خلال ساعات التداول الرئيسية.

 

- كما أنه يخدم المستثمرين الدوليين الذين يطالبون بفرصة للتداول على الأسهم الأمريكية من مناطق زمنية بعيدة.

 

- قدمت شركة "إنتراكتيف بروكرز" خدمة التداول خلال الليل على الأسهم الأمريكية في عام 2022 بسبب الطلب من المستثمرين في أوروبا وآسيا، ومع قدوم 85% من طلبات العملاء الجدد من الخارج، كثفت عروضها لأكثر من 10 آلاف سهم وصندوق استثمار متداولة.

 

- نما عدد الصفقات خلال الليل في هذه الأوراق المالية بنسبة 308% منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية يونيو، ويمثل الآن نحو 2.2% من إجمالي حجم تداولات "إنتراكتيف بروكرز" في الأسهم الأمريكية.

 

- في "بلو أوشن"، التي تأسست عام 2021، ارتفع عدد معاملات الأسهم التي تجري خلال الليل في المتوسط إلى 40 مليون سهم في مايو (وتتوقع الشركة أن يبلغ في النهاية مليار سهم)، وكان هذا كافيًا بالفعل لشركة الناشئة من أجل بلوغ نقطة التعادل.

 

 

عقبة المقاصة

 

- تمثل عمليات التداول بعد ساعات العمل ما يصل إلى 25% من إجمالي أحجام التداول لدى "روبن هود"، وقفزت المعاملات في جلسة المساء بنسبة 10% إضافية خلال موجة ارتفاع أسعار الأسهم في مايو.

 

- هذا النوع من الطلب هو السبب في أن "إكستشينج 24" وهي شركة مدعومة من الملياردير "ستيف كوهين" تقدم خدمة تداول العملات والمشتقات المشفرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، تسعى للحصول على موافقة لإطلاق بورصة مماثلة للأسهم.

 

- تتوقع الشركة قرارًا من لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بحلول نوفمبر، لكن احتمالات الموافقة غير واضحة، وفي رسالة إلى للتعليق على الطلب، قالت جمعية صناعة الأوراق والأسواق المالية إن الموافقة سيكون لها تأثيرات كبيرة على هيكل السوق الإجمالي.

 

-  بينما رفضت الهيئة التنظيمية التعليق، أكد رئيسها "جاري جينسلر" في يونيو أنها تراجع طلبات التداول وتريد ضمان الحماية الكافية ضد الاحتيال والتلاعب، وأن الطلبات سترسل إلى غرف المقاصة المركزية.

 

- إن الحاجة إلى المقاصة المركزية للصفقات هي السبب في أن تداول الأسهم على مدار 24 ساعة لا يمكن أن يستمر حاليًا إلا خمسة أيام في الأسبوع، حيث لا تعمل غرف المقاصة يومي السبت أو الأحد، ما يعني أن معالجة بعض المعاملات قد يتأخر لأيام.

 

المصدر: بلومبرج

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.