مع استمرار الاتجاه الصعودي للأسهم الأمريكية، والمدفوع بطفرة أعمال الذكاء الاصطناعي، يزداد إلحاح المستثمرين للعثور على إجابة سؤالهم حول "ما إذا كان الإنفاق المتسارع على هذه التقنية سيؤدي إلى نمو قوي للإيرادات أم سينتهي الأمر بانفجار مؤلم للفقاعة".
هذا سؤال رئيسي للمستثمرين في السوق الأمريكي هذه الأيام، وفقًا لمحلل بنك "باركليز"، "روس ساندلر"، الذي أشار في مذكرة صدرت يوم الثلاثاء إلى أن العمليات الحسابية المرتبطة بالأمر تبدو "غير منطقية".
ويرجع ذلك إلى حقيقة أن وول ستريت تتوقع نحو 60 مليار دولار من الإنفاق الرأسمالي التدريجي على الذكاء الاصطناعي، لكنها في المقابل تتوقع 20 مليار دولار فقط من إيرادات الأعمال السحابية المرتبطة لعام 2026.
هل هناك فقاعة بالأساس؟
- قال "ناثان بوركس" و"أديتوكونبو فاداهونسي" و"آن ماري هيبرت"، إن كل هوس مالي مختلف عن غيره، لكن طفرة التكنولوجيا الحالية تظهر بعض أوجه التشابه مع الفترة التي سبقت كلا من فقاعة "دوت كوم" وفقاعة "الإسكان لعام 2008".
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- شارك ثلاثي المحللين في تأليف ورقة بحثية بعنوان "العدوى المالية: حكاية ثلاث فقاعات" عام 2021، وكان "بوركس" عضوًا في قسم التمويل بجامعة فرجينيا الغربية، و"فاداهونسي" أستاذ مساعد للإحصاء بجامعة جورج ماسون، وهيبرت" رئيسة قسم التمويل المؤقت بجامعة فرجينيا الغربية.
- أشار خبراء الفقاعات إلى أن السياسة النقدية "المتراخية نسبيًا" التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي تعد عاملًا مشتركًا بين السوق الحالي والفقاعتين الكبيرتين الأخيرتين، لكنهم أكدوا على وجود فرق كبير يتمثل في "التحفيز المالي غير المسبوق في أعقاب الجائحة".
- بعبارة أخرى، كانت أسعار الفائدة المنخفضة والمعروض النقدي الوفير من العوامل المساهمة آنذاك والآن، لكن أضافت الحكومة الأمريكية تريليونات الدولارات من الإنفاق الطارئ أثناء الوباء، وأطلقت برامج البنية التحتية والصناعية واسعة النطاق.
- قال المحللون إن هذا المزيج من التوسع المالي والنقدي، مع المعنويات الأوسع نطاقًا التي يقودها إلى حد كبير أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى ذات البيتا المرتفعة، خلق حالة من "التفاؤل المفرط" الذي يشبه أسس فقاعة "دوت كوم".
ما مبررات الخوف؟
- مع مكاسب سهم "إنفيديا" التي تشكل ما يقرب من ثلث مكاسب مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" منذ بداية العام، فإن المخاوف من أن عمليات البيع الواسعة لسهم صانعة الرقائق قد تؤدي إلى انهيار السوق، أصبحت أكثر انتشارًا.
- بالإضافة إلى ذلك، تتمتع أكبر 10 أسهم أمريكية من حيث القيمة السوقية حاليًا بتقييمات أعلى من تلك التي كانت عليها خلال فقاعة "دوت كوم" في التسعينيات، وفقًا لما ذكرته شركة الوساطة المالية البريطانية "آي جي" في تقرير لها.
- على وجه التحديد، تبلغ نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية لهذه الأسهم العشرة 27 ضعف الأرباح، وهذا هو ثاني أعلى تقييم في 30 عامًا على الأقل، ولم تتجاوزه إلا لفترة وجيزة قبل الانهيار المصاحب للجائحة في عام 2020.
- خلال طفرة "دوت كوم" في التسعينيات، كان لدى أكبر عشرة أسهم نسبة سعر إلى أرباح مستقبلية تبلغ 24 ضعفًا قبل انفجار الفقاعة، ونظرًا لهذه التقييمات المرتفعة، يشعر بعض مراقبي السوق بالقلق من فقاعة أخرى مدفوعة بالهوس تجاه الذكاء الاصطناعي.
- الأمر الأكثر أهمية هو أن أكبر عشرة أسهم أمريكية تمثل ما يقرب من 40% من إجمالي القيمة السوقية لمؤشر "إس آند بي 500"، وإذا انخفضت هذه الشركات التي تقود السوق بشكل كبير، فقد تدفع المؤشر إلى الأسفل بشكل حاد.
هل يحين الانفجار في 2026؟
- قالت شركة الأبحاث "كابيتال إيكونوميكس" إن فقاعة سوق الأسهم، التي يدفعها حماس المستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي، ستدفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى مستوى 6500 نقطة (من قرابة 5500 حاليًا) بحلول عام 2025.
- لكن بدءًا من عام 2026، يجب أن تتبدد مكاسب سوق الأسهم هذه بشكل حاد، حيث ستبدأ الآثار السلبية لأسعار الفائدة المرتفعة ومعدل التضخم المرتفع على تقييمات الأسهم في الظهور، وفقًا لمحللي الشركة.
- ذكر المحللون في تقرير: "في النهاية، نتوقع أن تكون العائدات من الأسهم على مدى العقد المقبل أضعف من العقد السابق، ونعتقد أن الأداء المتفوق لسوق الأسهم الأمريكية على المدى الطويل قد ينتهي".
- كما ذكروا: "نعتقد أن الفقاعة قد تنفجر بعد نهاية العام المقبل، ما يتسبب في تصحيح التقييمات، ففي نهاية المطاف، لعبت هذه الديناميكية دورها في فقاعة الإنترنت وخلال الركود العظيم في عام 1929".
- في حين لا يزال رئيس أبحاث الأسهم العالمية في "جولدمان ساكس"، "جيم كوفيلو"، يحث على شراء أسهم "إنفيديا" وشركات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، فإنه حذر مؤخرًا من تحول معنويات المستثمرين بشأن أسهم الذكاء الاصطناعي إلى سلبية.
مشكلة التقديرات
- قال "ساندلر"، محلل بنك "باركليز" في مذكرة حديثة للعملاء، إن الإجابة عن سؤال ما إذا كانت فقاعة "دوت كوم" ستتكرر مع الذكاء الاصطناعي، تعتمد على السيناريو الذي يعتبره المستثمرون الأكثر ترجيحًا عند محاولة فهم التناقضات بين الإنفاق والإيرادات المتوقعة.
- يعتقد "ساندلر" أن الإنفاق القوي (167 مليار دولار منذ بدء طفرة الذكاء الاصطناعي) يعكس القليل من الخوف من تفويت الفرصة، وليس "سيناريو حقل الأحلام" الذي ستُظهر إيرادات الذكاء الاصطناعي حقيقته قريبًا.
- كتب المحلل: "بناءً على التوقعات الأولية هنا، فإن التقدير الإجمالي للإنفاق الرأسمالي الضخم على الذكاء الاصطناعي في عام 2026 يكفي لدعم صناعة الإنترنت الحالية بالإضافة إلى 12 ألف منتج ذكاء اصطناعي جديد مثل شات جي بي تي".
- لكن وول ستريت قلقة بشأن إمكانية تطوير هذا العدد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تولد إيرادات، حيث يقول "ساندلر" إن هناك إمكانية لوجود الكثير من الخدمات الجديدة لكن ربما ليس 12 ألفًا.
- حتى لو استبدلت المنتجات القائمة بواسطة أخرى مدعومة من الذكاء الاصطناعي، فلا توجد طريقة تبرر الإيرادات المتوقعة على الإنفاق الرأسمالي المقرر لعام 2026، وفقًا لـ"ساندلر".
- مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بمناقشة الاستثمارات الكبيرة، كتب المحلل أنه وفريقه يميلون إلى "الخوف من تفويت الفرصة" كسبب وراء الطفرة الحالية، وفي حين يتوقعون بعض التراجع في العام المقبل، لكن لا يزال الوقت مبكرًا جدًا للذكاء الاصطناعي.
المصادر: أرقام- ماركت ووتش- بزنس إنسايدر- إنفستورز- آي جي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}