أصبحت شركة "بوينج" محط أنظار العديد من أطراف السوق هذا العام، بما في ذلك المستثمرون والمحللون والجهات التنظيمية وحتى المنافسين، نظرًا للضغوط التي تتعرض لها الشركة في أعقاب حادث انفجار باب طائرة من إنتاجها خلال رحلة لشركة "ألاسكا إيرلاينز".
الحادث المشار إليه كان بمثابة القشة التي – ربما - قصمت ظهر "بوينج"، حيث فتح عليها أبواب التدقيق والانتقادات اللاذعة من المنظمين، وتسبب في ضغوط حادة على السهم، ووضع المبلغين عن المخالفات الداخلية في دائرة الضوء.
ويرجع ذلك إلى حقيقة أن طائرات الشركة الأمريكية كانت الأكثر تسببًا في حوادث الطيران المسجلة، والتي فاقت بشكل كبير عدد الحوادث التي تسببت بها طائرات منافستها الأوروبية "إيرباص".
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
ومنذ بداية 2024 وحتى نهاية فبراير، سُجلت 20 حادثة لطائرات "بوينج" في الولايات المتحدة (تمثل 58% من إيرادات الشركة) وفوق المياه الدولية، مقابل 4 حوادث فقط لـ "إيرباص"، التي يشكل سوق أمريكا الشمالية كاملًا 21% من إيراداتها.
ولعل ذلك يفسر سبب تكهنات العديد من المحللين بأن تستفيد "إيرباص" على صعيد العمليات وأداء السهم من الأزمة الأخيرة التي تعصف بـ "بوينج"، حيث ستحفز تحول الطلب نحو منافستها الأوروبية.
في حين انخفض سهم "بوينج" بأكثر من 36% منذ بداية هذا العام، ارتفع سهم "إيرباص" بأكثر من 13% خلال نفس الفترة وبنحو 26% في آخر 12 شهرًا، في مفارقة واضحة حيث أصبحت الرياح المعاكسة لأعمال الشركة الأمريكية هي ذاتها الرياح المواتية لمنافستها الأوروبية.
وقالت شركة "إيرباص" الخميس إنها تعتزم تعزيز إنتاجها من طائرات "إيه 350" ذات الجسم العريض، وهو ما اعتبره محللون إشارة إلى أن صانعة الطائرات ترغب في تعميق استفادتها من الأزمة التي تمر بها "بوينج".
واجهت "بوينج" لسنوات عديدة، مخاوف تتعلق بالسلامة، مما دفع المنظمين إلى إيقاف طائراتها من طراز "737 ماكس 8" لمدة عامين بعد حادث مميت في عام 2019.
ومع ذلك، فإن قضايا الجودة لا تقتصر على شركة "بوينج"، وفي بعض عمليات التسليم الأخيرة لشركة "إيرباص"، أثار العملاء مخاوف بشأن الجودة إلى جانب شكاوى من التأخير.
تعتبر طائرة "بوينج 737" أكثر الطائرات التي شاركت في الحوادث، إذ تعرضت لـ 149 حادثًا، يليها طائرة "بوينج 747" والتي سجلت 49 حادثًا، ثم "إيرباص إيه 300" التي شهدت 33 حادثًا.
وصلت الحوادث لكل من "بوينج" و"إيرباص" إلى أعلى مستوياتها في عقد من الزمن خلال عام 2023، لكن الخبر السار هو أنه لم تسجل حوادث مميتة لطائرات الركاب النفاثة في ذلك العام.
المصدر: أرقام- فيجوال كابيتليست- بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}