ارتطمت سفينة شحن بإحدى دعائم جسر "فرانسيس سكوت كي" بمدينة بالتيمور الأمريكية خلال الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي، الأمر الذي تسبب في انهيار أحد أهم الجسور في ولاية ماريلاند.
وقال "ويس مور" حاكم الولاية إن مُشغلي السفينة التي تحمل علم سنغافورة أطلقوا نداء استغاثة قبل الحادث بلحظات نظراً لانقطاع الطاقة عنها، وإن السفينة استمرت في التوجه نحو إحدى دعائم الجسر بسرعة عالية للغاية.
ومع استمرار أعمال البحث والإنقاذ من قبل السلطات، أوضح "جيفري بريتزكير" نائب الرئيس التنفيذي لشركة "براونر بلدرز" في تصريحات صحفية، أنه تم اعتبار 6 من عمال البناء كانوا يعملون في إصلاح فجوات الطريق أعلى الجسر وقت الحادث في عداد المتوفين، وذلك بعد إنقاذ اثنين فقط.
وحسب نظام "إيكوازيس" لمعلومات الشحن، أظهرت نتائج فحص لسفينة "دالي" في أحد موانئ تشيلي في يونيو الماضي، أن السفينة تعاني مشكلات في آلات الدفع والمعدات المساعدة، فضلاً عن اكتشاف عيوب في أجهزة للقياس ومستشعرات الحرارة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
لكن أحدث الفحوصات التي تمت لسفينة من قبل خفر سواحل نيويورك في سبتمبر، أظهرت أن الفحص العادي لم يُسفر عن أية مشكلات في السفينة.
وأوضح "روبيرتو ليون" أستاذ الهندسة التقنية بجامعة فرجينيا أنه بالنظر للوزن الكبير للسفينة التي كانت تسير بسرعة 8 عقد (15 كيلومترا في الساعة)، فإن الصدمة التي تلقاها الجسر كانت كبيرة، وأن دعائم الجسر تستطيع مقاومة الإنحناءات فقط، وليس صدمة بهذا القدر.
كم تبلغ تكلفة إعادة البناء؟ وما أبرز التحديات التي تواجهها؟ |
|
النقطة |
التوضيح |
أبرز التحديات التي تواجه عملية إعادة البناء
|
قال وزير النقل الأمريكي "بيت بوتيجيج" في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن حالة الدعائم التي لا زالت قائمة بعد الحادث ليست معلومة حتى الآن، وكذلك البنية التحتية الموجودة تحت سطح الماء، لذا فإن عملية إعادة البناء لن تكون سهلة أو منخفضة التكلفة.
وفي حين رفض وزير النقل توضيح مسار زمني سواء لأعمال إزالة الحطام من الممر المائي، أو إعادة تشييد الجسر، لكنه أشار إلى أن هناك تباينا في الآراء حول ما إذا كان بالإمكان بناء الجسر ليتحمل صدمة من ناقلة بوزن 100 مليون طن.
ومن جانبه، قال "بيتر جاوتر" نائب رئيس خفر السواحل إن الأولوية في الوقت الرهن هي إعادة فتح الممر الملاحي أمام حركة السفن، وأن جزءا من العمل المطلوب هو استعادة توازن السفينة وإخراجها من المنطقة.
وتابع بأن المهندسين العسكريين يعملون جاهدين لإجراء مسح للموقع تجنباً لمخاطر حدوث تلوث بيئي لأن الناقلة كانت تحمل 1.5 مليون جالون من النفط، و4.7 ألف حاوية منها 56 تحتوى على مواد خطيرة.
وأضاف أن أحد التعقيدات الأخرى أمام عملية إعادة البناء هو غرق مقدمة السفينة في قاع النهر بسبب وزن حطام الجسر، لكنه أشار إلى عدم وجود مؤشرات تضرر الجزء المغمور من السفينة.
يرى "بنيامين دابليو شافر" أستاذ الهندسة المدنية والأنظمة بجامعة "جون هوبكنز"، أن عملية إزالة الحطام وإعاة فتح الممر المائي قد تستغرق أشهراً.
وذكر "آندي وينكلر" مدير مشروعات الإسكان والبنى التحتية في مركز السياسات الحزبي، أن إعلان إجراءات طارئة على صعيد الحكومة والولايات الفيدرالية بإمكانه المساعدة على تسريع عملية البناء من خلال التخلي عن القواعد واللوائح المرتبطة بالعطاءات التنافسية، وقواعد المنافسة التي تبطئ في بعض الأحيان من مشروعات البنية التحتية الكبرى.
|
التكلفة المتوقعة لعملية إعادة البناء |
يرى غالبية الخبراء والمسؤولين في الحكومة الأمريكية أنه لا زال من المبكر تقدير تكلفة إعادة بناء الجسر، لكن بعض المسؤولين في الحكومة الفيدرالية أبلغوا السلطات التشريعية في ولاية ماريلاند أن التكلفة قد تصل إلى ملياري دولار.
بلغت تكلفة بناء الجسر 60.3 مليون دولار في فترة ما بين عامي 1972 و1977 بحسب تقرير صدر عن الإدارة الفيدرالية للطرق السريعة في نوفمبر 2021، في حين تبلغ التكلفة المعدلة وفقاً للتضخم بأسعار اليوم قرابة 300 مليون دولار.
قال المهندس "ديفيد ماكينزي" في تصريح لشبكة "إن بي سي نيوز"، إن تكلفة إعادة بناء الجسر قد تصل إلى 10 أضعاف تكلفة البناء أول مرة، أي قرابة 600 مليون دولار.
يتوقع البروفيسور "شافر" من جامعة جون هوبكنز، أن تبلغ تكلفة إعادة البناء مئات الملايين من الدولارات بالنظر إلى تكلفة بناء الجسر في سبعينيات القرن الماضي.
|
المصدر: أسوشيتد برس – صحيفة إيه إس – بينزينجا – واشنطن بوست - الجارديان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}