مع موافقة المنظمين الأمريكيين في بداية العام الجاري على إطلاق صناديق متداولة للبيتكوين، غمرت الأسواق حالة من التفاؤل بشأن آفاق سوق العملات المشفرة وعملته الأكبر من حيث القيمة.
لكن سرعان ما تلاشت هذه الآمال العريضة مع اضطراب السوق، والذي تزامن معه انخفاض ملحوظ في قيمة البيتكوين، وتراجع أسعار هذه الصناديق، وحتى تسجيلها تدفقات خارجة من الأصول في بعض الأوقات.
وشجعت هذه الضغوط بعض الآراء المتشائمة التي رآت أن الصناديق – على عكس المتوقع – لن تُحدث فارقًا في جذب مستثمرين جدد للسوق، حيث كان يرى المتفائلون في بادئ الأمر أن الصناديق ستوفر وسيلة سهلة الفهم للاستفادة من الأصول الافتراضية.
في أواخر يناير قال محللون إن اهتمام المستثمرين بالصناديق بدأ يتباطأ، مستشهدين بتسجيل صافي تدفقات خارجة كبيرة منها في ذلك الوقت، وسط شكوك بشأن قدرتها على إنعاش سوق العملات المشفرة.
لكن في شهر فبراير، بدا أن كل شيء تحول تمامًا، حيث انتعشت التدفقات النقدية بشكل كبير إلى هذه الصناديق، بالتزامن مع الارتفاع الصاروخي لعملة البيتكوين والتي تجاوزت للتو 69 ألف دولار، مسجلة مستوى قياسيا.
وأدى الطلب من صناديق الاستثمار المتداولة والتفاؤل المحيط بالانخفاض القادم في نمو المعروض من البيتكوين إلى زيادة المكاسب الأخيرة في سعر التراجع المحدود في سعرها إلى مستوى 67 ألف دولار اليوم (على الأرجح بفعل جني الأرباح).
وضخ المستثمرون مبلغًا قياسيًا إلى الصندوق التابع لشركة "بلاك روك"، بالتزامن مع ارتفاع العملة المشفرة إلى مستوى قياسي، واستقبل الصندوق "آي شيرز بيتكوين" 788.3 مليون دولار خلال تعاملات الثلاثاء، وهو اليوم الـ 37 على التوالي من التدفقات الوافدة.
وقالت "إميلي رولاند"، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة "جون هانكوك" لإدارة الاستثمارات معلقة على هذه المكاسب: "إنه (السبب) الخوف من ضياع الفرصة، إنها المعنويات، إنه الزخم".
ومعًا، سجلت الصناديق المتداولة العشرة التي تمت الموافقة عليها في الولايات المتحدة في 11 يناير حجمًا قياسيًا من التداولات الثلاثاء، والذي تجاوز 10.3 مليار دولار.
ومنذ إطلاقها قبل أقل من شهرين، بلغ حجم التدفقات الصافية 8.5 مليار دولار، حتى مع سحب المليارات من صندوق "جراي سكيل" بعد تحويله من صندوق استئماني إلى صندوق متداول للعملة المشفرة.
وفي حال استبعاد الأثر الناجم عن التدفقات الخارجة من صندوق "جراي سكيل"، ستتجاوز التدفقات الداخلة الصافية لباقي الصناديق 18 مليار دولار.
وفقًا لشركة الأبحاث "كايكو"، فإن الولايات المتحدة استأثرت بنصف السيولة في سوق البيتكوين منذ بداية هذا العام، بفضل إطلاق الصناديق المتداولة للعملة المشفرة، ويرجع الكثير من المحللين والمستثمرين الفضل لهذه الصناديق في تحفيز موجة الصعود الأخيرة.
من جانبه قال "مايك كرونان"، رئيس شركة "إي تي إف إنسيت" الاستشارية، إن البيتكوين والصناديق المتداولة عمومًا، متشابهين، حيث لم يمنحهما أحد الفرصة في البداية حتى لم يعد بإمكانهما تجاهل هذه الأصول بعد ذلك.
وحول العلاقة بينهما وتأثير كل منهما في الآخر، قال: "من المنطقي جدًا أن يكونا مرتبطين بنجاحهما، وبيتكوين هي أكثر بكثير من مجرد عملة لا مركزية، إنها شبكة".
المصادر: أرقام- بلومبرج- ياهو فايننس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}