على عكس الطبيعة المعتادة في الخطابات السنوية للملياردير "وارن بافت"، حيث يترقب المستثمرون والمحللون والصحفيون العبارات الملهمة والتوقعات المتفائلة، كان حكيم أوماها صادمًا بعض الشيء على الرغم من الأداء المذهل لشركته مؤخرًا.
وحذر "بافت" في خطابه السنوي للمساهمين في فبراير من أن "عصر المكاسب الذهبية ولى"، حيث أصبح عدد الفرص الواعدة لتحقيق عوائد قوية "قليلًا للغاية"، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.
وانعكس حذر "بافت" (أو ربما إحباطه) بشأن الفرص الاستثمارية المتاحة في احتفاظ "بيركشاير" بمستوى ضخم من السيولة النقدية، والتي زادت بمقدار 39 مليارا إلى 167.6 مليار دولار في عام 2023، وهو مستوى قياسي.
ومع ذلك، فإن الملياردير لا يبدو غير منفتح تمامًا على الاستثمار في الخارج، حيث كشفت "بيركشاير هاثاواي" في عام 2020 لأول مرة عن امتلاكها حصة في أكبر 5 شركات للتداول في اليابان (ميتسوبيشي وميتسوي وإيتوشو وماروبيني وسوميتومو).
في البداية، قالت "بيركشاير" إنها امتلكت 5% من هذه الشركات، أو ما قيمته المجتمعة نحو 6 مليارات دولار، قبل أن تعلن في يونيو 2023، ارتفاع متوسط حصصها إلى 8.5%، ثم 9% بنهاية العام الماضي.
ويبين الرسم البياني أعلاه ما حققته أسهم الشركات الخمس - وهي ضمن مجموعة يطلق عليها "سوجو شوشا" في اليابان - منذ يناير عام 2020، وحتى فبراير 2024، والذي يظهر ارتفاع بعضها بأكثر من 200%.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
في حين تعهد "بافت" بألا تزيد حصته في هذه الشركات على 9.9%، قال "ماسايوكي هيودو" الرئيس التنفيذي لشركة "سوميتومو" في يناير، إن اللحظة التي تتجاوز فيها حصص "بيركشاير" الحد المعلن "ربما تكون قريبة".
لكن في ظل النهج "شديد الحذر" الذي يتبناه "بافت"، هل كانت استثماراته في اليابان ناجحة وقادرة على إحداث "تأثير تحويلي" كما يقول؟ الإجابة المختصرة هي "نعم"، ولعل تحقيق الأسهم اليابانية مؤخرًا أول مستوى قياسي منذ 34 عامًا، أكبر دليل.
وآتت رهانات "بافت" أُكُلها وأكثر، حيث ارتفعت أسهمه اليابانية أكثر من 180% في المتوسط، لتكون بالفعل واحدة من الفرص الاستثنائية التي استطاع اقتناصها مبكرًا قبل "جفاف الفرص" الذي تحدث عنه.
وفقًا لـ "بافت"، استثمرت "بيركشاير" 1.6 تريليون ين (10.6 مليار دولار) إجمالًا في الشركات الخمس حتى الآن، لترتفع قيمة حصتها من هذه الأسهم إلى 2.9 تريليون ين، بزيادة 81%، لكن مع تعديل فروق العملة تبلغ الزيادة 61% أو 8 مليارات دولار بحلول نهاية 2023.
المصدر: التقارير المالية لشركة "بيركشاير هاثاواي"- أرقام- ماركت ووتش
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}