نبض أرقام
07:54 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21
2024/11/20

كيف أثرت الاضطرابات في باب المندب على صناعة النفط وتكاليف الشحن العالمية؟

2024/01/15 أرقام - خاص

تتجنب صناعة الشحن العالمية في الوقت الحالي طريق التجارة الرئيسي الذي يربط آسيا بأوروبا، وذلك بعدما دفعت الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في باب المندب من قبل قوات الحوثي المتمركزة في اليمن –ردًا على قصف إسرائيل لغزة - التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى شن ضربات عسكرية ضد أهداف يسيطر عليها المسلحون.

 

وتعزز تلك التوترات المخاطر التي تهدد الشحن البحري في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب التي يمر عبرها حوالي 10% من تدفقات النفط العالمية المنقولة بحرًا.

 

ووفقًا لإشعار من الرابطة الدولية لأصحاب الناقلات المستقلة "إنترتانكو" – التي تمثل ما يقرب من 70% من كافة ناقلات النفط والكيماويات والغاز الدولية - فإن كافة السفن يجب أن تظل بعيدة للغاية عن باب المندب.

 

وذكرت شركة الشحن الكبرى "ميرسك" الأسبوع الماضي أن الوضع يتطور باستمرار ويظل متقلبًا للغاية، وأن كافة المعلومات الاستخبارية المتاحة تؤكد أن المخاطر الأمنية لا تزال مرتفعة بشكل ملحوظ.

 

ونصحت "BIMCO" وهي منظمة لأصحاب السفن والمستأجرين وسماسرة السفن والوكلاء – أعضاءها بتجنب البحر الأحمر، وذكر "نيلز راسموسن" كبير محللي الشحن لدى المنظمة: في حال تصاعد الوضع، يجب أن يُتوقع من كافة السفن تجنب البحر الأحمر حتى يتم استعادة الممر الآمن، وإغلاق قناة السويس أمام كافة السفن باستثناء تلك التي لا تمر عبر البحر الأحمر.

 

 

ما أهمية منطقة جنوب البحر الأحمر؟

 

- يعد البحر الأحمر إحدى أكثر قنوات الشحن كثافة في العالم، وفي جنوب البحر الأحمر يقع المضيق المائي باب المندب بين جيبوتي واليمن، وهي المنطقة التي استهدفها الحوثيون، ويجب أن تمر أي سفينة تعبر قناة السويس من أو إلى المحيط الهندي عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

 

- يمر حوالي 12% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، بما في ذلك 30% من حركة الحاويات العالمية.

 

- وسنويًا، تمر بضائع وإمدادات متداولة عبر البحر الأحمر بمليارات الدولارات، بما يعني أن الاضطرابات الحالية قد تؤثر على أسعار البنزين والإلكترونيات، وغيرها من جوانب التجارة العالمية.

 

صناعة النفط

 

- تعد قناة السويس وخط أنابيب "سوميد" ومضيق باب المندب طرقًا استراتيجية لشحنات النفط والغاز الطبيعي إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، وحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، شكلت إجمالي شحنات النفط عبر هذه المسارات حوالي 12% من إجمالي النفط المتداول بحرًا في النصف الأول من 2023.

 

- وتضررت أعمال 209 ناقلات للنفط – ما يعادل 4% من أسطول شحن النفط العامل – من التصعيد في أزمة البحر الأحمر، مع تحويل المسارات بعيدًا عن قناة السويس وإبطاء سرعة الإبحار.

 

- ذكرت شركة تداول السلع الأساسية "ترافيجورا" أنه حتى قبل شن تلك الهجمات، فإن حركة ناقلات النفط والغاز انخفضت بما يتراوح بين 15% إلى 20%.

 

- وأظهر التتبع الرقمي للسفن الجمعة الماضية أن العديد من الناقلات التي تحمل منتجات نفطية ومواد كيميائية والتي كانت متجهة نحو مضيق باب المندب إما أبطأت سرعتها أو غيرت اتجاهها في وقت قريب من توقيت حدوث الهجمات.

 

- وبشكل عام يتمتع الشحن التجاري بحق طويل الأمد في حرية المرور، مما يعني أن السفن لا يزال يُسمح لها قانونيًا بالمرور، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما هي حالة التأمين لمثل هذا العبور.

 

 

سلاسل التوريد العالمية والتأثير على المستهلكين

 

- لا تتعلق أزمة البحر الأحمر بالنفط فقط، لأن سفن الحاويات تحمل كافة أنواع السلع الاستهلاكية بما في ذلك أجهزة التلفاز والملابس والمعدات الرياضية.

 

- تواجه سلاسل التوريد العالمية اضطرابًا شديدًا نتيجة تحويل كبرى شركات الشحن رحلاتها بعيدًا عن البحر الأحمر نحو مسارات أطول كثيرًا حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا ثم إلى الجانب الغربي من البحر الأبيض المتوسط.

 

- وبالتالي من الممكن حدوث تأخير في وصول المنتجات للمتاجر، إذ حذرت كل من "إيكيا" و"نكست" في المملكة المتحدة على سبيل المثال من أن إمدادات المنتجات قد تتأخر إذا استمر انقطاع الشحن، كما أوقفت "تسلا" التصنيع في مصنعها الأوروبي الوحيد بسبب انقطاع الإمدادات.

 

- كما أن المسافة الإضافية في المسارات ستزيد التكلفة على الشركات، وبالتالي يمكن نقل تلك التكلفة الإضافية للمستهلكين.

 

تكاليف الشحن

 

- ارتفعت تكلفة شحن البضائع في البحر الأحمر منذ بدء هجمات الحوثيين في أواخر نوفمبر، مما يهدد بارتفاع التضخم على مستوى العالم، ومع تصاعد حدة الأزمة، تستمر أسعار شحن الحاويات العالمية وأسعار الشحن البحري على المسارات الرئيسية في الصعود.

 

- وحسب مؤشر "دروري ورلد كونتينر" – الذي يتتبع أسعار شحن الحاويات على ثمانية مسارات رئيسية من وإلى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا - ارتفعت رسوم نقل حاوية 40 قدمًا في الأسبوع الماضي بحوالي 15% إلى 3072 دولارًا، ويعد المؤشر المركب مرتفعًا 44% عند مقارنته بنفس الفترة من عام 2023.

 

- ويعد هذا أعلى سعر لشحن الحاويات منذ أكتوبر 2022، ويزيد بأكثر من الضعف عن مستويات ما قبل الوباء.

 

- وتوقعت شركة الاستشارات "أوكسفورد إيكونومكس" في الأسبوع الماضي – قبل الهجمات التي قادتها أمريكا – أنه في حال ظل البحر الأحمر مغلقًا أمام حركة المرور التجارية لعدة أشهر، فإن أسعار الشحن الأعلى قد تضيف 0.7% إلى معدلات التضخم في أسعار المستهلكين السنوية بنهاية 2024.

 

المصدر: أرقام – بلومبرج – الجارديان – بي بي سي – فاينانشيال تايمز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.