أوضح تقرير جديد صدر عن "جوفيني – Govini" المتخصصة في تحليل البيانات اختراق الصين للقاعدة الصناعية للولايات المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية، وأن الأمر وصل لدرجة لا يمكن عندها ردع الصين.
وذكر التقرير أن قدرات الصناعات الدفاعية المحلية في الولايات المتحدة تراجعت كثيراً عن ذي قبل، ولم تعد المجالات الصناعية الحيوية بالنسبة للدفاع الوطني الأمريكي موجودة في أي من الولايات الخمسين، وبات بإمكان أية قوة معادية إصابة المعدات الأمريكية المتخصصة في إنتاج الأسلحة المتقدمة بالشلل، عن طريق شن 25 هجمة محكمة التنظيم عبر أي من الوسائل المختلفة.
الأسباب
- قالت "تارا ميرفي دوجيرتي" الرئيسة التنفيذية لدى "جوفيني" في اتصال هاتفي مع مجلة "فوربس" الأسبوع الماضي، إنه يمكن تلخيص الاعتماد المقلق للقوات الأمريكية ووزارة الدفاع على الصين للحصول على الإمدادات من خلال ثلاثة أرقام رئيسية.
- الأول هو حصول الولايات المتحدة على أكثر من 40% من أشباه الموصلات المستخدمة في تشغيل أنظمة الأسلحة، والبنية التحتية المرتبطة بها من الصين، والثاني هو تضاعف عدد الموردين الصينيين في سلسلة الإمداد الدفاعية أربع مرات في فترة ما بين عامي 2005 و2020.
- أما الثالث هو زيادة اعتماد واشنطن على المنتجات الإلكترونية الصينية بنسبة 600% بين عامي 2014 و2022.
- وأوضح التقرير أن حاملات الطائرات الأمريكية من طراز "فورد" تعتمد في تشغيلها على أكثر من 6.5 ألف قطعة من أشباه الموصلات التي تم الحصول عليها من مصادر صينية.
- كما تعتمد العديد من السفن الحربية والطائرات الأمريكية التابعة للقوات البحرية على الآلاف من أشباه الموصلات الصينية، وتقول "دوجيرتي" إن هذه المشكلة تعد أحد الجوانب لما يمكن وصفه بأنه انهيار عام للقاعدة الصناعية الأمريكية.
عوامل أخرى
- أشار التقرير إلى أن فشل القاعدة الصناعية للولايات المتحدة يعود بشكل جزئي إلى توجيه الحكومة للشركات الدفاعية على مدار 3 عقود، حيث واصلت الشركات المتخصصة في صناعة المعدات الدفاعية الأساسية الإنتاج عند مستويات منخفضة، والحفاظ على كفاءتها المالية بناء على طلب الحكومة، وتسليم أنظمة الأسلحة في الوقت المحدد للجيش الأمريكي الذي أبقى مخزوناته عند مستويات متدنية.
- وأوضح أنه يمكن لخصوم الولايات المتحدة رصد مظاهر ضعف قدراتها الصناعية بشكل جلي، لتنتهز الفرصة دول على غرار الصين، وتعزز قدراتها الإنتاجية، وتتوسع في الأسواق العالمية، حتى أصبح قرابة ثُلث شركات الدفاع على مستوي العالم يتركز داخل أراضي الصين.
النهج النموذجي جزء من المشكلة
- ذكرت "دوجيرتي" إن الإدارة الأمريكية الحالية أنجزت الكثير من الأمور بموجب قانون الإنتاج الدفاعي الذي وقعه الرئيس "جو بايدن" في عام 2022، وأشارت إلى أن وزارة الدفاع على وشك إصدار أول استراتيجية وطنية خاصة بها للصناعة على الإطلاق.
- لكنها أشارت أيضاً إلى ضرورة عدم التعامل مع الأمر كما لو لم يحدث شيء قط، قائلة إن النهج النموذجي الذي تتبعه الحكومة الأمريكية هو الدعوة لوضع استراتيجية، ثم تستغرق 18 شهراً كي تظهر للنور، وهذا جزء من المشكلة.
- تضمن تقرير "جوفيني" دراسات حول نشاط بناء السفن وجاهزية البحرية الأمريكية، وإنفاق الولايات المتحدة على إمدادات الأسلحة والذخائر، وتوضح النتائج الخاصة بالحالة الأولى أنه بالنظر إلى الخطط والميزانيات الحالية للقوات البحرية، فلن تجد شركات صناعة السفن الحربية مبررات اقتصادية لزيادة قدراتها الإنتاجية على نفقتها الخاصة.
- أما على صعيد الإنفاق على الأسلحة والذخائر، فإن الأسلحة طويلة المدى التي قد تحتاجها الولايات المتحدة بشدة لردع الصين في المحيط الهادئ، أو هزيمتها إن لزم الأمر؛ هي أيضاً معرضة لنفس التحديات التي تواجهها سلسلة إمداد الصناعات الدفاعية بشكل عام.
المصدر: فوربس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}