تعرض سهم "آبل" لخسائر قوية في الأسبوع الأول من عام 2024، وسط نبرة متشائمة من قبل عدد من محللي وول ستريت حيال أعمال الشركة.
وأصبحت "آبل" مهددة بفقدان مكانتها كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية بعد الهبوط الحاد للسهم، مع معاناة الشركة من عدة مشكلات متزامنة.
خسائر حادة للسهم
- تراجع سهم "آبل" خلال أول 4 جلسات من العام الجديد، ليهبط بإجمالي 5.9% وفقدت الشركة 176 مليار دولار من قيمتها السوقية مقارنة بنهاية 2023.
- شكل الهبوط في أول 4 جلسات من 2024 أطول موجة هبوط يومي في بداية أي عام منذ 1982، بحسب بيانات "داو جونز ماركت"، لكن السهم نجح بنهاية ذلك العام في تحقيق مكاسب بنسبة 35%.
- رغم الخسائر الحادة لسهم صانعة جوالات "أيفون" في الأسبوع الأول من العام الجديد، فإن وتيرة الهبوط لا تزال أقل من تلك المسجلة في أول 4 أيام من عامي 2016 و2019 والتي بلغت 8.4% و6.2% على الترتيب، لكن في كلا العامين تمكن السهم من إنهاء العام على ارتفاع.
- فقد سهم "آبل" نحو 5% من قيمته في شهر يناير في خمس مناسبات على مدار آخر 20 عامًا، بحسب بيانات "فاكتست"، لكن السهم حقق مكاسب سنوية في أربعة من هذه الأعوام الخمسة.
- لم يكن سهم "آبل" السهم الوحيد الذي تعرض لضغوط هبوطية عنيفة منذ بداية هذا العام، حيث اتجه المستثمرون في وول ستريت لجني الأرباح في أسهم التكنولوجيا بعد مكاسب حادة في الأشهر الأخيرة من 2023.
- حقق مؤشر "ناسداك 100" الذي يركز على أسهم التكنولوجيا الأمريكية صعودًا بأكثر من 50% في العام الماضي، بدعم طفرة الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة.
- مع الخسائر القوية للسهم، أصبحت "آبل" مهددة بفقدان مكانتها كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، حيث أنهت شركة "مايكروسوفت" تعاملات الأسبوع الماضي بقيمة تبلغ 2.73 تريليون دولار، مقابل 2.818 تريليون دولار لصانعة "أيفون".
- يعد الفارق بين القيمة السوقية لشركتي "آبل" و"مايكروسوفت" حوالي 90 مليار دولار، وهي أقل فجوة بين الشركتين منذ نوفمبر 2021.
تحذيرات وتقييمات متشائمة
- جاءت الخسائر الحادة لسهم "آبل" في الأسبوع الأول من 2024 بعد موجة من تحذيرات المحللين بشأن آفاق عمل الشركة.
- خفض بنك "باركليز" تصنيفه للسهم إلى "خفض الوزن في المحفظة" من "وزن متساو"، بفعل ضعف مبيعات أجهزة "أيفون" و"ماك"، خاصة في الصين.
- شكلت هذه التوصية تطورًا نادرًا في وول ستريت، حيث تشير بيانات "فاكتست" إلى وجود 23 توصية بالشراء على سهم "آبل" مقابل 10 تقييمات محايدة و4 فقط للبيع.
- قلص البنك السعر المستهدف لسهم "آبل" إلى 160 دولارًا، مقابل 161 دولارًا سابقًا، ما يعد أقل من متوسط مستهدف "فاكتست" البالغ 190 دولارًا، كما يمثل هبوطاً 17% عن سعر السهم بنهاية العام الماضي.
- كما خفضت شركة "بايبر ساندلر" توصيتها لسهم "آبل" إلى الحياد من زيادة الوزن، بسبب مخاوف متعلقة بمبيعات الشركة.
- يرى "هارش كومار" المحلل في "بايبر" أن ضعف مبيعات "أيفون" قد يمثل عائقاً محتملاً لأداء سهم "آبل" هذا العام، مخفضًا السعر المستهدف بمقدار 15 دولارًا ليصل إلى 205 دولارات.
- قال "جين مونستر" الشريك الإداري في شركة "ديب ووتر أسيت مانجمنت" إن المستثمرين يدركون مدى ندرة أن يتزامن رأيان سلبيان بشأن سهم "آبل" في وقت واحد وقبل صدور نتائج الأعمال الفصلية هذا الشهر.
القلق بشأن مبيعات "أيفون"
- تثير مبيعات "أيفون" مخاوف المحللين في الوقت الحالي، بالنظر إلى ضعف بيئة الاقتصاد الكلي في الصين وتراجع الطلب بفعل معدلات التضخم والفائدة المرتفعة.
- تكمن أهمية "أيفون" بالنسبة لـ"آبل" في حقيقة أن مبيعات الجوال الذكي شكلت 49% من إجمالي إيرادات الشركة في الربع الرابع من العام المالي الماضي والبالغة 90 مليار دولار.
- باعت "آبل" حوالي 2.3 مليار جوال "أيفون" حول العالم منذ إطلاقه، منها نحو 100 مليون جوال في النصف الأول من 2023.
- يرى "تيم لونج" المحلل في "باركليز" أن البنك لا يزال يلاحظ ضعفاً في أحجام مبيعات "أيفون"، بالإضافة إلى ضعف نمو أجهزة "ماك" و"آيباد" والأجهزة القابلة للارتداء.
- أشار إلى أن أهم ما يمكن استنتاجه من عمليات الرصد الأخيرة هو أن بيانات مبيعات "أيفون 15" أسوأ في الصين، مع استمرار الضعف في الأسواق المتقدمة.
- في العام الماضي، ذكرت تقارير أن الحكومة الصينية أصدرت تعليمات للموظفين الحكوميين باستبدال أجهزة "أيفون" بواسطة تلك المصنعة محلياً مثل "شاومي" و"هونر"، لكن السلطات الصينية نفت ذلك لاحقًا.
- توقع "باركليز" استمرار ضعف مبيعات "أيفون" حتى بعد الإصدار المرتقب لجوال "أيفون 16" في وقت لاحق من هذا العام.
- في العام المالي 2023 والمنتهي في سبتمبر الماضي، انخفضت إيرادات "آبل" من بيع جوالات "أيفون" بنحو 5 مليارات دولار مقارنة بعام 2022، مع ثبات نسبي لمبيعات أجهزة "ماك" و"آيباد" والأجهزة القابلة للارتداء الخاصة بالشركة.
- يأتي ضعف مبيعات أجهزة "آبل" مع تأثر المستهلكين سلبًا بارتفاع معدلات التضخم والفائدة، بالإضافة إلى تراجع شراء أجهزة الحاسب الآلي بعد أن قام المستهلكون بشراء ملايين الأجهزة في بداية الوباء.
ضغوط قانونية ومخاوف احتكارية
- لكن مشاكل "آبل" لا تتعلق فقط بالأجهزة، وإنما تصل إلى قطاع الخدمات، حيث وصف "لونج" أعمال خدمات الشركة بأنها "حلقة ضعيفة محتملة".
- يعتقد محلل "باركليز" أن قطاع الخدمات في "آبل" يواجه العديد من المعارك المقبلة، ما يشمل مشكلات متعلقة بممارسات متجر التطبيقات "آب ستور".
- تواجه "آبل" ضغوطاً للسماح لمطوري التطبيقات بتزويد المستخدمين بوسيلة للدفع عبر الخيارات التابعة لجهات خارجية، ما قد يخفض رسوم متجر التطبيقات الخاص بـ"آبل" والبالغة 30% حالياً.
- تعرض سهم "آبل" لضغوط هبوطية إضافية يوم الجمعة، بعد أن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وزارة العدل في المراحل النهائية من التحقيق بشأن الشركة، مع إمكانية رفع قضية شاملة لمكافحة الاحتكار في النصف الأول من هذا العام.
- أوضحت الصحيفة الأمريكية أن الدعوى القضائية يمكن أن تستهدف كيفية عمل ساعات "آبل ووتش" حصريًا مع أجهزة "أيفون"، بالإضافة إلى خدمة "آي ماسج" والتي تتوفر أيضًا على أجهزة "آبل" فقط.
- يتوقع "لونج" أن قطاع الخدمات في "آبل" سيشهد تباطؤاً في النمو خلال السنوات المقبلة، بعد أن حقق إيرادات 85.2 مليار دولار في العام المالي الماضي و78.1 مليار دولار في 2022.
- تشير تقديرات "باركليز" إلى نمو إيرادات قطاع الخدمات في "آبل" بنسبة 10% و8% في العامين الماليين 2024 و2025 على الترتيب، ما يقل كثيرًا عن التقديرات السابقة البالغة 20%.
- على جانب مواز، تواجه صفقة "آبل" لاستخدام "جوجل" كمحرك البحث التلقائي في متصفح "سافري" الخاص بها تهديدات، مع استمرار وزارة العدل الأمريكية في تحقيقات مكافحة الاحتكار ضد الشركة.
- في الوقت نفسه، تستمر معركة "آبل" بشأن براءات الاختراع مع شركة "ماسيمو" لصناعة الأجهزة الطبية، حول ما إذا كانت خاصية قياس الأكسجين في الدم في ساعات "آبل ووتش" ينتهك براءات اختراع الشركة.
- سحبت "آبل" ساعتها الذكية "آبل ووتش سيريس 9" و"آبل ووتش ألترا 2" من المتاجر قبل الكريسماس، بعد قرار من لجنة التجارة الدولية بمنع مبيعات الساعات.
- لكن محكمة الاستئناف الفيدرالية قضت بإمكانية استمرار "آبل" في بيع الساعات، مع استمرار النزاع بين الشركتين أمام القضاء.
- قال "نيك روديلي" المحلل في "سي إف آر إيه" إنه في حين ارتفع سهم "آبل" بنسبة 48% في العام الماضي، فإن المخاوف تتصاعد بشأن المخاطر القانونية التي تواجه الشركة في الأشهر الأخيرة.
المصادر: أرقام – بارونز – ماركت وتش – بلومبرج – ياهو فاينانس – سي إن بي سي – وول ستريت جورنال – ذا ستريت
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}