تواصل الصين تقليص حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية حتى وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ 14 عامًا في نهاية أغسطس.
وذكرت "نيكي آسيا" أن بعض المحللين يرون أن السلطات النقدية الصينية تقود ذلك التحرك من أجل دعم اليوان، بينما يرى البعض أنها السبب في التراجع الأخير للسندات الأمريكية.
وحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، بلغ إجمالي رصيد الصين من سندات الخزانة 805.4 مليار دولار في أغسطس، بانخفاض 40% مقارنة مع نفس الفترة في عقد زمني.
بينما كانت الصين في السابق مشتريا نشطا للأوراق المالية مع كمية وفيرة من احتياطات النقد الأجنبي حتى أصبحت ثاني أكبر مستثمر أجنبي في الولايات المتحدة بعد اليابان.
وذكر "تورستن سلوك" الاقتصادي لدى "أبولو جلوبال مانجمنت" في مدونة أوائل أكتوبر عندما وصلت عوائد السندات الأمريكية طويلة المدى لأعلى مستوياتها في 16 عامًا: الصين قد تكون وراء الارتفاع في العوائد طويلة المدى الأجل.
يذكر أن الصين تواجه أزمة تدفقات رأسمالية خارجية كبيرة بسبب تزايد المخاوف المتعلقة بالنمو وعبء الدين، ووصلت التدفقات الرأسمالية الخارجة في سبتمبر إلى 75 مليار دولار، في أكبر وتيرة شهرية منذ عام 2016، حسب تقديرات "جولدمان ساكس"، وهو ما شكل ضغوطًا هبوطية قوية إضافية على اليوان.
ومنذ عام 2015، أنفقت الصين مئات المليارات من الدولارات من احتياطياتها من النقد الأجنبي على التدخلات في السوق، وذكر أحد المحللين أنه حرصًا للحفاظ على المستوى الحالي لأرصدة الاحتياطي الأجنبي، فإن الصين ربما دفعت المقرضين المملوكين للدولة لدعم اليوان نيابة عنها.
ومن غير المتوقع ارتفاع احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية - مصدر مشتريات سندات الخزانة - كما حدث في الماضي مع تباطؤ نمو الصادرات وتراجع الاستثمار الأجنبي إذ بدأت الجهود التي تبذلها الدول الغربية لإزالة المخاطر الاقتصادية المرتبطة مع الصين تؤتي ثمارها.
وفي النهاية إذا استمرت الصين في تقليص حيازاتها من سندات الخزانة، فقد ينظر المشاركون في السوق إلى ذلك كعامل يدفع عائدات السندات للارتفاع وبالتالي تعتبر مصدر قلق للاحتياطي الفيدرالي.
المصدر: نيكي آسيا
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}