- صدر مؤخرًا كتاب جديد لـ"والتر إيزاكسون" Walter Isaacson عن حياة الملياردير الأميركي "إيلون ماسك"، يكشف فيه عن الجانب الخفي لرئيس شركة "تسلا" وشبكة "إكس" أو "تويتر" سابقًا.
- ويُظهر الكتاب ماسك على أنه شخص قاسٍ مجرّد من أي شعور بالتعاطف ولديه هوس بغزو الفضاء وفكرة العالم "متعدد الكواكب".
- وقد حظي الكتاب باهتمام بالغ ودعاية واسعة قبل صدوره، كونّه يسرد تفاصيل جديدة من حياة أحد المتحكمين بمفاصل حاضر البشرية ومستقبلها.
- يقدم المقربون من ماسك وزملائه في العمل وزوجاته السابقات وصديقاته؛ نظريات نفسية وتصورات عن "المزاجية" التي أحالت حياة مرؤوسيه إلى جحيم.
- وذلك لأن ماسك ربما يعاني من عدة أمراض واختلالات من بينها الاضطراب الثنائي القطب، والوسواس القهري، واضطراب التوحد المعروف سابقًا بمتلازمة "أسبرغر".
- تعد فكرة أن أيًا من هذه الاختلالات هي التي تجعل ماسك "أحمق" (وهو وصف آخر يستخدمه الكتاب بشكل متكرر)، بينما تجعله عبقريًا وناجحًا أيضًا في مساعيه العديدة.
- ويعبر عنوان الكتاب "التطور المقيد" عن رغبة ماسك الجامحة في التطور، والتي تقيدها اضطراباته النفسية التي تطرق لها الكتاب.
- يُحسب لماسك (حسب الكاتب) محاولته تقليل تكلفة الأشياء المختلفة حتى يتمكن من كسب المزيد من المال وتحقيق حلمه بنقل نفسه (وربما الكثير منا) إلى المريخ.
- يطرح الكاتب تساؤلا حول من هو المسؤول عن هذا الخلل في شخصية إيلون ماسك؟
- تسلط مقدمة الكتاب الضوء على ما يسمى في هوليوود "الحادثة التحريضية". ويصف "إيزاكسون" أغنى رجل في العالم بأنه "طفل كبير" تأثر بطفولته القاسية.
- نشأ ماسك وسط العنف بجنوب إفريقيا في عصر التمييز العنصري وكانت علاقته بوالده "صعبة"، هذه العلاقة جعلته يشعر وكأنه غريب وتطارده الحاجة إلى إثبات نفسه باستمرار.
- في ملعب في الثمانينيات في جنوب إفريقيا، تعرض ماسك للضرب المبرح من بعض المتنمرين لدرجة احتياج أنفه لجراحة تصحيحية حتى بعد عقود.
- ولكن عندما تم الطلاق بين والديه، اختار ماسك الشاب العيش مع والد يصفه بأنه أخضعه "للتعذيب العقلي"، على والدته المحبة.
- هذه أعمال عنف وخيانة لها عواقب مدى الحياة، كما قال ماسك نفسه. ولكن ما هو رائع ومحبط على حد سواء هو ردة فعل ماسك لأعمال التنمر هذه.
- كان تويتر المعروف الآن باسم إكس (X) عبارة عن هوة لا قاع لها من مشاعر الوحشية العنصرية وكراهية النساء حتى قبل أن يشتريها ماسك، لكنه أعطى المتنمرين تفويضًا مطلقًا.
- وهو يخطط الآن لإزالة ميزة الحظر، حتى لا يتمكن المستخدمون الذين يتعرضون للتنمر من الدفاع عن أنفسهم.
- ولعل أكبر كشف في هذا الكتاب هو الكشف عن تفاصيل غير مسبوقة عن قدرة الملياردير الأمريكي على التحكم في حرب أوكرانيا.
- أمر ماسك مهندسيه "بإيقاف" تشغيل شبكة الاتصالات الفضائية "ستارلينك" Starlink التابعة لشركته في شبه جزيرة القرم لإحباط هجوم أوكراني على الأسطول البحري الروسي.
- ورداً على هذا الكشف، لجأ ماسك إلى "إكس" ليؤكد أنه كان هناك طلب طارئ من السلطات الحكومية لتفعيل "ستارلينك" على طول الطريق إلى سيفاستوبول.
- ولكنه كان مدفوعاً بالخشية من أن ترد روسيا على الهجوم الأوكراني بأسلحة نووية وتتطور الحرب بين البلدين.
- من جانبه، انبرى "إيزاكسون" في الدِّفاع عن موقف ماسك وادعى أن تغطية "ستارلينك" لم تمتد أبدًا إلى شبه جزيرة القرم في المقام الأول.
- ولكن بسبب ترديده لتصريحات ماسك، أصبح "إيزاكسون" ناشرًا ومروجًا للمزاعم الروسية حول تصرفات أوكرانيا التي أدت إلى حرب أوسع.
- ولم يكتف ماسك بذلك بل قام بالتنمر على الأوكرانيين في رسالة نصها: "ابحث عن السلام وأنت تملك اليد العليا".
- ولعل الهوس الأكبر لدى ماسك هو الذهاب إلى المريخ. وكأنه مستمر في الهروب من والده.
- يحاول ماسك (حسب الكاتب) تحويل البشرية إلى "حضارة متعددة الكواكب".
- إجمالًا، يعود الفضل إلى "إيزاكسون" في تأليف هذا الكتاب، الذي حاول خلاله بناء توتر دراماتيكي بين ماسك صاحب الرؤية المنقذ للبشرية والصبي "المضطرب نفسيًا" في الوقت نفسه.
المصدر: الجارديان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}