"فلنفعل ذلك، مرحبًا بكم في ثريدز"، بهذه الكلمات المقتضبة أعلن "مارك زوكربيرج" إطلاق منصة "ثريدز Threads" مساء الأربعاء، وقبل يوم واحد من الموعد المحدد سابقًا للإصدار.
وأثار إطلاق شركة "ميتا" تطبيقها الجديد اهتمامًا واسعًا حول العالم، وسط تكهنات سريعة بأن يمثل "ثريدز" تهديدًا مباشرًا لمنصة "تويتر".
ما هو؟ وكيف يعمل؟
يهدف التطبيق الجديد لإتاحة مساحة للمحادثات الإلكترونية المباشرة، من خلال السماح بالمنشورات النصية القصيرة، وهي نفس الميزة التي يوفرها "تويتر" لمستخدميه.
وذكرت "ميتا" في إعلان إطلاق تطبيق "ثريدز": "بصرف النظر عن اهتماماتك، يمكن المتابعة والتواصل المباشر مع صانع المحتوى المفضل لك والآخرين الذين يحبون نفس الأشياء، أو حشد متابعين مخلصين لك لنشر أفكارك وآرائك وإبداعك مع العالم".
وبعد تنزيل التطبيق، يُطلب من المستخدم ربط صفحة "إنستجرام" الخاصة به ومتابعة نفس الحسابات التي يتابعها على منصة نشر الصور، بالإضافة إلى ظهور منشورات مقترحة من مستخدمين آخرين.
ويحمل "ثريدز" واجهة تشبه تلك الموجودة في "تويتر"، مع إمكانية إعادة النشر والاقتباس من مشاركات أخرى، بالإضافة إلى القدرة على مشاركة المنشورات مباشرة في "إنستجرام" أو كرابط تتم مشاركته في منصات أخرى.
ويسمح التطبيق بمنشورات تصل إلى 500 حرف، ما يشمل الروابط والصور والفيديوهات التي تبلغ مدتها القصوى 5 دقائق.
يذكر أن الحد الأقصى المسموح به للمنشورات في "تويتر" يبلغ 280 حرفاً، وهو ما يرتفع إلى 2500 حال الاشتراك في خدمة "تويتر بلو" مقابل 8 دولارات شهرياً للأفراد.
وذكرت "ميتا" أنها ستسمح بتنزيل التطبيق الجديد في 100 دولة عبر نظامي "إي أو إس" الخاص بـ"آبل" و"أندرويد".
لكن لا يزال التطبيق غير متاح في الاتحاد الأوروبي، مع انتظار دخول قانون جديد حيز التنفيذ من شأنه تقييد كيفية قيام شركات التكنولوجيا الكبرى بمشاركة البيانات.
انتشار سريع
قال "زوكربيرج" إن منصة "ثريدز" شهدت 30 مليون عملية تسجيل بعد نحو 16 ساعة من إطلاق المنصة.
وأضاف: "يبدو وكأنه بداية لشيء مميز، لكن أمامنا الكثير من العمل لبناء التطبيق".
وكان عدد عمليات تسجيل الدخول في "ثريدز" قد ارتفع من مليوني عملية في أول ساعتين من التدشين إلى 5 ملايين بعد 4 ساعات ثم 10 ملايين بعد 7 ساعات، قبل أن يصل إلى 30 مليوناً، بحسب "زوكربيرج".
وفي المقابل، تشير التقديرات إلى أن عدد مستخدمي "تويتر" حول العالم بلغ نحو 360 مليون مستخدم نشط شهرياً بنهاية العام الماضي.
وبعد ساعات من تدشين "ثريدز"، انضم بعض الفنانين والسياسيين إلى المنصة الجديدة، مثل "كيم كاردشيان" و"جينفير لوبيز" والسياسية الديمقراطية الأمريكية "ألكسندرا أوكاسيو"، بالإضافة إلى العديد من العلامات التجارية العالمية.
تهديد محتمل لتويتر؟
لا يعتبر "ثريدز" أول تطبيق يتم إصداره بغرض منافسة "تويتر" في مساحة التطبيقات الرقمية للتواصل الاجتماعي والمعتمدة على المنشورة النصية القصير.
وكانت تطبيقات أخرى تم إصدارها مؤخرًا مثل "بلوسكاي" و"تروث سوشيال" التابع للرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" تستهدف تقديم بديل لـ"تويتر".
لكن "ثريدز" يمتلك ميزة تجعله منافسًا أقوى لـ"تويتر"، حيث إن لديه فرصة لتحويل قاعدة المستخدمين الحاليين على "إنستجرام" إلى حسابات جديدة في "ثريدز"، بالنظر إلى أن التطبيق الجديد يحتاج لوجود حساب عبر تطبق مشاركة الصور لتسجيل الدخول.
وتشير التقديرات إلى أن عدد مستخدمي "إنستجرام" يتجاوز 1.2 مليار مستخدم نشط، ما يعني أن جذب جزء من هؤلاء إلى "ثريدز" من شأنه دعم التطبيق الجديد.
ويشكل التطبيق الجديد تهديدًا محتملًا لـ"تويتر"، بالنظر إلى الموارد الكبيرة التي تمتلكها شركة "ميتا"، بالإضافة إلى شعبية تطبيقاتها الأخرى بقيادة "فيسبوك" و"واتساب".
ورغم أن "ثريدز" يمتلك واجهة تشبه "تويتر" بخصائص متقاربة، فإنه لا يسمح بإمكانية إرسال المستخدمين رسائل مباشرة إلى آخرين مثل "تويتر"، لكن "زوكربيرج" تعهد بتقديم هذه الخدمة في التحديثات القادمة.
كما أن حقيقة عدم إتاحة التطبيق الجديد في دول الاتحاد الأوروبي لفترة من الوقت قد تؤثر على انتشاره المحتمل حول العالم، بالنظر إلى أن الكتلة تمثل أحد أكبر أسواق شركة "ميتا".
توقيت مقصود للإطلاق؟
سعت "ميتا" للتنافس مع "تويتر" عبر عدة طرق على مر الأعوام، ما يشمل اقتباس ميزات مثل "الوسم أو الهاشتاج" و"الموضوعات الشائعة".
وقال "زوكربيرج" في منشور عبر التطبيق الجديد: "سنحتاج لبعض الوقت، لكني أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تطبيق للمحدثات العامة بعدد مستخدمين يتجاوز مليار شخص، تويتر حصلت على هذه الفرصة لكنها لم تنجح في تحقيق ذلك، نأمل أن نفعلها".
وتستغل "ميتا" بإطلاقها "ثريدز" الاضطرابات المتصاعدة في "تويتر" في الأشهر الأخيرة مع استحواذ "إيلون ماسك" على المنصة في أكتوبر 2022 مقابل 44 مليار دولار.
وأجرى "ماسك" العديد من التغيرات الكبيرة على طريقة عمل "تويتر" منذ شراء الشركة قبل نحو 9 أشهر، ما أثار استياء معلنين ومستخدمين بارزين.
وأعلن "ماسك" في الأسبوع الماضي خطة لفرض قيود مؤقتة على عدد التغريدات التي يستطيع مستخدمو "تويتر" قراءتها يومياً.
كما ذكر الملياردير الأمريكي أن خدمة "تويتر دك" التي تتيح للمستخدمين تنظيم الحسابات التي يتابعونها قد تحتاج قريبًا إلى اشتراك مدفوع عبر "تويتر بلو".
واستحدث "ماسك" نظام اشتراك مدفوع مقابل 8 دولارات شهرياً للأفراد من أجل منح المستخدمين شارة التحقق الزرقاء.
وفي إطار محاولات خفض التكاليف والتحول للتدفقات النقدية الموجبة، استغنى "ماسك" عن 80% من موظفي "تويتر" منذ الاستحواذ على المنصة، لينخفص عدد الموظفين من حوالي 8 آلاف موظف إلى 1500 حالياً.
هل ترد "تويتر"؟
غرد "إيلون ماسك" بعد ساعات من إطلاق "ثريدز" بأنه لم يشعر بالانبهار بعد رؤية تطبيق "ثريدز"، مشيرًا إلى أنه ألغى حسابه على "إنستجرام".
وذكر "ماسك": "من الأفضل أن تتم مهاجمتك من قبل الغرباء على تويتر من أن تنغمس في السعادة الزائفة لإخفاء الألم على إنستجرام".
وفي شهر مايو الماضي، قدمت شركة "تويتر" بالفعل نظام الرسائل المشفرة عبر خدماتها، مشيرة إلى أنها ستسمح لاحقًا بإجراء مكالمات صوتية عبر المنصة.
ومن شأن هاتين الخاصيتين أن يسمحا لـ"تويتر" بمنافسة تطبيقي "ماسنجر" و"واتساب" المملوكين لشركة "ميتا".
وسبق أن أشار "ماسك" إلى أنه يرغب في تحويل "تويتر" إلى "تطبيق كل شيء"، ما يشمل تقديم الكثير من الخدمات في آن واحد مثل المدفوعات والمكالمات الصوتية والنقل التشاركي وغيرها.
وأبدى "ماسك" إعجابه بتطبيق "وي شات" الصيني الذي يقدم الكثير من الخدمات إلى المستخدمين، مشيرًا إلى أنه يرغب في تقديم هذا النموذج.
المصادر: أرقام – ثريدز – مدونة ميتا – سي إن إن – بيزنس إنسايدر – ستاتيستا – نيويورك تايمز – رويترز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}