قد يكون من الصعب على شركة "آبل" أن تحشد عملاءها الأوفياء أمام المتاجر لشراء نظارتها الجديدة للواقع المختلط كما يفعلون مع أجهزة "أيفون"، نظرًا لسعرها المرتفع البالغ 3499 دولارًا وقلة المعرفة بشأن التقنية نفسها.
ومع ذلك فإن الحماس تجاه "فيجن برو" التي كشفت عنها الشركة في الخامس من يونيو، سيكون كافيًا لحشد العملاء من أجل تجربتها فقط، وسيكون هذا بالتحديد إضافة قوية "للضجة الجارية" لما تأمل "آبل" أن يكون منصة حوسبة جديدة.
لحسن حظ الشركة، أنها تمتلك المقومات المناسبة لتسويق وبيع مثل هذا المنتج، إذا يقول "مايك روكويل" المسؤول التنفيذي في "آبل" عبر الفيديو الترويجي للنظارة، إن أكثر من 520 موقعًا لدى الشركة من ساو باولو إلى شنغهاي، "تم بناؤها للحظات مثل هذه".
الاتصال المباشر بالجمهور
- بعد الركود المصاحب لظهور فيروس كورونا، ازداد عدد الزيارات إلى متاجر "آبل" بنسبة 13% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لبيانات "جرافي آناليتكس" للتحليلات.
- مع تخطيط الشركة لإطلاق 53 متجرًا جديدًا أو تطوير متاجر قائمة بالفعل خلال السنوات القليلة المقبلة، فإن عملية البيع بالتجزئة من خلال "آبل" تكتسب قوة ستكون داعمة لها بشكل كبير في الفوز بسباق الواقع المختلط.
- أدرك صانعو نظارات الواقع الافتراضي/المعزز أن المواد التسويقية الرائعة فقط لا يمكنها تحريك المستهلكين، وبذلوا جهودًا يائسة لإقناع الجمهور بالتقنية الجديدة.
- في عام 2015، أجرت شركة "إتش تي سي" التايوانية جولة لنظارة "فيف" الخاصة بها حول العالم في الجامعات ومراكز التسوق والمناسبات الكبرى، وكثيرًا ما تم تجاهلها.
- جربت "مايكروسوفت" التي كانت لديها آمال كبيرة في جهاز الواقع المعزز "هولولنس"، وعرضته في مراكز التسوق، لكن الأمر كان محبطًا أيضًا.
- جربت "ميتا بلاتفورمس" أسلوبًا مشابهًا، حيث أقامت منافذ مؤقتة في المطارات والعديد من المدن الكبرى، وفي عام 2017 أغلقت 200 محطة تجريبية في متاجر "بيست باي"، بعدما أمضى ممثلو الشركة أيامًا دون تقديم أي تجربة لعميل محتمل.
آبل سبقت الكل
- كانت تنظر شركة "ميتا" إلى "آبل" ببعض الحسد قبل إعادة تسمية نفسها ضمن جهود تسويقية لجذب انتباه الجمهور إلى التكنولوجيا الجديدة، ويرجع ذلك إلى أنها فكرت في تقليد صانعة "أيفون" بتدشين شبكة بيع بالتجزئة خاصة بها.
- أورد تقرير لـ"نيويورك تايمز" في عام 2021 بالتفصيل كيف تصور التنفيذيون في الشركة سلسلة "ستمتد في نهاية المطاف إلى العالم"، وتعمل كبوابة يمكن للشركة من خلالها تعريف الجمهور بالابتكارات من "ريالتي لابس"، الوحدة المسؤولة عن نظارة الواقع الافتراضي الخاصة بها.
- اليوم، تمتلك "ميتا" متجرًا واحدًا دائمًا تم افتتاحه العام الماضي في كاليفورنيا، والذي قالت عند افتتاحه: "في النهاية هدفنا هو أن نظهر للناس ما هو ممكن مع منتجاتنا اليوم، وإعطاء لمحة عن المستقبل بعد ظهور الميتافيرس، ونأمل أن نزيل الغموض عن هذا المفهوم قليلًا".
- في المقابل، فإن كل الأماكن المناسبة في العالم لإقامة متجر لمنتجات التكنولوجيا تقريبًا يوجد به بالفعل أحد متاجر "آبل".
كيف سبقتهم آبل؟
- عندما عينت "آبل" في عام 2014 "أنجيلا أهرندتس" الرئيسة التنفيذية السابقة لمجموعة "بوربيري جروب" لإدارة ذراع البيع بالتجزئة، كان هدفها خلق بيئة تشعر الناس بالفخامة والراحة معًا، لدرجة تجعلهم يدفعون آلاف الدولارات برضا وفي هدوء.
- لكن "ميتا" لم تخلق مثل هذا الارتباط مع المستهلكين، إذ لم تشتر الغالبية العظمى أي منتج من الشركة على العكس تمامًا، ولم تتدفق الجماهير إلى المتاجر لتجربة منتجها والتعرف إلى التقنية الوليدة.
- في المقابل، لا تحتاج "آبل" إلى جعل حقيقة منتجات الواقع المختلط تبدو مثيرة لجذب العملاء إلى أبوابها، فهم يحضرون بأعداد كبيرة على أي حال، لشراء أجهزة "أيفون" وللحصول على الدعم التقني.
- متاجر "آبل" راسخة بالفعل كأماكن للتعلم، مع مساحات مريحة مخصصة للدروس والمحادثات، وقد يكون إضافة جهاز الواقع المختلط في هذه البيئة بمثابة مراوغة، وربما كافيًا لهذا الجيل الأول من المنتج.
- مع ذلك، فإن أفضل طريقة لقياس نجاح "فيجن برو" لا تقاس بعدد الأشخاص الذين يشترونها، ولكن بعدد الأشخاص الذين يجربونها فقط.
المصدر: بلومبيرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}