في ظل ارتفاع أسعار الفائدة ومخاوف التضخم، أعلنت أكبر البنوك الأمريكية عن أرباح قوية نسبيًا خلال الربع الثالث، ومع ذلك وجد المستثمرون في تلك التقارير أدلة تنذر بالسوء حول مستقبل سوق الإسكان، مما يؤكد مخاوف حدوث أزمة قادمة.
نتائج أعمال البنوك
- ذكر "جيه بي مورجان" أن إيرادات الإقراض العقاري تراجعت بنسبة 34% في الربع الثالث مقارنة مع العام الماضي، كما سجلت إيرادات "ويلز فارجو" انخفاضًا بنسبة 52% خلال نفس الفترة.
- ويرجع هذا الانخفاض في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار الفائدة مما أدى إلى تباطؤ الطلب على الرهون العقارية.
- على جانب آخر، أظهرت نتائج كل من "سيتي جروب" و"مورجان ستانلي" أن نمو قروض الرهن العقاري كان معتدلاً.
ارتفاع الفائدة الأمريكية
- استمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة منذ مارس 2022، عندما اضطر في النهاية إلى الاعتراف بأن تسارع التضخم لم يعد مؤقتًا، حتى أنه ألمح إلى أن الفائدة قد تصل إلى 4.6% في عام 2023.
- ونظرًا لأن البنك المركزي يكافح التضخم عن طريق زيادة الفائدة لإبطاء الاقتصاد، سيكون هناك العديد من القطاعات التي ستتأثر، وسوق الإسكان هو أحدها لأن معدلات الرهن العقاري ستجعل المستهلكين يترددون في دخول السوق.
- وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" في سبتمبر: "على المدى الطويل، ما نحتاجه هو أن يتماشى العرض والطلب بشكل أفضل بحيث ترتفع أسعار المساكن إلى مستوى معقول، ويمكن للناس شراء المنازل مرة أخرى .. ربما يتعين علينا إجراء تصحيح للعودة إلى ذلك المكان".
ماذا تعني زيادة الفائدة لسوق الإسكان؟
- أكبر مشكلة في رفع الفائدة هي أن كل شيء يصبح أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلك العادي، هذا أمر محبط لأن التضخم مسؤول بالفعل عن ارتفاع الأسعار، ويتعين على الناس التعامل مع الزيادات الإضافية فيما يتعلق بأسعار الفائدة.
- وتجعل الفائدة المرتفعة مدفوعات الرهن العقاري أكثر تكلفة، ففي سبتمبر 2022، كان متوسط معدل الرهن العقاري لأجل 30 عامًا حوالي 6.29% يعني إضافة 600 دولار إضافي إلى التكلفة الشهرية لأصحاب المنازل، بالإضافة إلى التكاليف المتزايدة لكل شيء آخر.
- وبسبب ارتفاع تكلفة اقتراض الأموال، قد يتردد مشترو المنازل المحتملون في الدخول إلى سوق العقارات، خاصة وأن المستهلكين يعانون بالفعل من ارتفاع التضخم قرب أعلى مستوياته في عقود.
بيانات سوق العقارات
- وفقًا لبيانات "بلاك نايت"، انخفض متوسط أسعار المنازل بنسبة 0.98% في أغسطس، وهذا أفضل قليلاً من انخفاض يوليو البالغ 1.05%، ما يعني أن شهري يوليو وأغسطس شهدا أكبر انخفاض شهري في أسعار العقارات منذ 13 عامًا.
- أما بحسب الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين، فانخفضت مبيعات المنازل القائمة بنسبة 19.9% في أغسطس على أساس سنوي، كما تراجعت بنسبة 0.4%عن يوليو.
- وتشير هذه الأرقام إلى أن مبيعات المنازل بدأت في التباطؤ جنبًا إلى جنب مع تباطؤ أسعار المنازل وارتفاع تكاليف الاقتراض.
هل يتجه سوق الإسكان إلى الانهيار؟
- وفقًا لمؤشرات "جوجل"، ارتفعت نتائج البحث عن "انهيار سوق العقارات" في الولايات المتحدة بنسبة 284% خلال سبتمبر، ويبدو أن هناك العديد من الأشخاص القلقين بشأن احتمال حدوث انهيار ويراقبون كيف يتفاعل الاقتصاد مع ارتفاع الفائدة.
- كان الهدف الأساسي من رفع الفائدة هو استعادة توازن العرض والطلب، ومع ذلك قد تحدث أزمة حقيقية إذا انخفض كل من العرض والطلب في وقت واحد، إذ يعتقد الاقتصاديون لدى "فاني ماي" أن سوق العقارات سيدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود في عام 2023.
- ومع ذلك، لا يزال نمو الأجور وكذلك سوق العمل صحيًا، مما يعني أن مالكي المنازل يمكنهم تحمل تكاليف قروضهم العقارية ولن يتم إجبارهم على بيع المنازل كما حدث في فترة الركود الاقتصادي الكبير في عام 2008.
المصادر: فوربس - بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}