عاد وزير المالية البريطاني "كواسي كوارتنج" إلى لندن الجمعة الماضية من اجتماعات وزراء المالية في صندوق النقد الدولي بواشنطن ليواجه قرار إقالته بعد 38 يومًا فقط من تولي منصبه، في محاولة للحد من فوضى اقتصادية وسياسية تنتشر في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وقد تساهم تضحية رئيسة الوزراء "ليز تراس" بمستشارها المالي وإلغاء جميع التخفيضات الضريبية تقريبًا في كسب القليل من الوقت بل وقد تعيد بعض الاستقرار إلى السوق، لكنها تثير سؤالاً آخر: إذا كان بإمكان "كوارتنج" الرحيل، فلماذا لا ترحل "تراس"؟
إقالة وتساؤلات
- قال "كوارتنج" في خطاب استقالته: "لقد عانى هذا البلد لفترة طويلة جدًا من معدلات النمو المنخفضة والضرائب المرتفعة، ويجب أن يتغير ذلك حتى تنجح هذه الدولة"، إذًا، هل التخلي عن الميزانية المصغرة قد يضر باقتصاد البلاد؟
- وقد صرح وزير الخارجية "جيمس كليفرلي" خلال مقابلة إذاعية بأن تغيير القيادة سيكون فكرة سيئة كارثية، ليس فقط على الصعيد السياسي ولكن على الصعيد الاقتصادي.
- وأعلنت "تراس" الأسبوع الماضي اختيار "جيريمي هانت" - وزير الخارجية السابق - خلفًا لـ"كوارتنج"، كما تم استبدال "كريس فيلب" السكرتير الأول لوزارة الخزانة بـ"إدوارد أرغار"، ولكن هل يكون ذلك كافيًا لاستعادة ثقة الأسواق وحزب المحافظين؟
وزير الخزانة الجديد
- بعد أربعة أيام فقط من تولي المنصب، قرر "جيريمي هانت" إلغاء جميع الإجراءات الضريبية التي أعلنها سلفه قبل ثلاثة أسابيع، موضحًا أن هذه الخطوة ستجمع 32 مليار جنيه إسترليني (36 مليار دولار).
- وبينما قالت الحكومة إنها ستواصل دعم أسعار الطاقة للأسر والشركات خلال هذا الشتاء، فإنها لن تلتزم بوضع حد أقصى للأسعار بعد الربيع المقبل.
- وتمثل هذه التحركات عقبة أمام سياسات رئيسة الوزراء "ليز تراس" التي دعت لها قبل تولي منصبها والتي تستهدف تعزيز النمو وخفض تكاليف المعيشة بشكل رئيسي، ومن ثم تتركها في وضع سياسي محفوف بالمخاطر.
- وقال حزب العمال المعارض إن بيان "هانت" سلط الضوء على الكيفية التي جعلت بها الحكومة الحياة أكثر صعوبة على المواطنين، حيث ارتفعت معدلات الرهن العقاري وتكاليف الاقتراض الأخرى.
زعامة "تراس" في خطر
- أظهر استطلاع رأي جديد أجرته "ريدفيلد آند ويلتون ستراتيجيز" أن معدل قبول "تراس" يصل إلى 48 تحت الصفر، وهو أدنى معدل سجله رئيس وزراء على الإطلاق.
- ومع ذلك، فإن سحب الثقة من رئيسة الوزراء بعد أسابيع فقط من تعيينها في المنصب يبدو غير واقعي، كما أن لا أحد يرغب في خوض انتخابات قيادة أخرى طويلة الأمد يشارك فيها أعضاء حزب المحافظين.
- ولتجنب انتخابات جديدة، فإن أحد الاقتراحات المطروحة في حزب المحافظين حاليًا هو استبدال "تراس" بآخر محايد تمامًا - كما استبدل الحزب "إيان دنكان سميث" بـ"مايكل هوارد" في عام 2003 -، وهنا يظهر كل من "ساجد جافيد" و"كيت مالتهاوس" كخيارات متاحة.
- والاقتراح الثاني هو استبدال "تراس" بـ"ريشي سوناك"، الذي تغلبت عليه في انتخابات الحزب، وأصبح من الواضح أنه كان محقًا في تحذير أعضاء الحزب من أن سياسة "تراس" الاقتصادية ستؤدي إلى كارثة.
- لكن قد تخلق تلك الاقتراحات تفككا وانفصالا بين الأعضاء في وقت يحتاج فيه الحزب إلى الوحدة، وفي ظل التوترات المتصاعدة حاليًا فإن التنبؤ بما سيحدث أمر مستحيل.
شعبية حزب المحافظين ومستقبله
- بعد الاضطرابات والصدمات التي حدثت الأسبوع الماضي، أصبحت شعبية حزب المحافظين الحاكم في خطر، وظهرت تكهنات بإمكانية فوز حزب العمال في الانتخابات المقبلة عقب سلسلة من التوترات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
- ورغم أن كثيرًا ما يقال إن الحكومات تخسر الانتخابات بدلًا من أن تفوز بها المعارضة، إلا أنه لا أحد في القيادة العليا لحزب العمال يتوقع أن يخسر حزب المحافظين الانتخابات المقبلة، التي يجب الإعلان عنها في غضون العامين المقبلين.
المصادر: بلومبرج - سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}