التقلبات الاقتصادية هي فترات سيئة بالنسبة للجميع، فخلالها يشعر الأشخاص بالخوف والقلق من فقدان وظائفهم، وعدم القدرة على تحمل تكاليف المعيشة أو دفع الفواتير الأساسية، كما يخشى المستثمرون أيضاً خلالها من خسارة أموالهم.
وهناك مصطلحان في الاقتصاد قد يخلط الأشخاص بينهما هما الكساد والركود الاقتصادي، ومن أجل مساعدة الأشخاص على فهم التقلبات الاقتصادية والاستعداد لها بشكل أفضل، نستعرض في هذا التقرير الفرق بين الكساد والركود الاقتصادي.
ما هو الركود؟
يتم تعريف الركود الاقتصادي عادة بأنه انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لربعين سنويين على التوالي، بينما يعرفه "المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية" الأمريكي على أنه تراجع كبير في النشاط الاقتصادي، يستمر لأكثر من بضعة أشهر.
ووفقاً للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية تشمل مؤشرات الركود الاقتصادي انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، وانخفاض الدخل الحقيقي، وارتفاع معدل البطالة، وتباطؤ الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، وقلة الإنفاق الاستهلاكي.
وقد شهد التاريخ نحو 50 حالة ركود اقتصادي، بداية من ذعر النحاس عام 1789 وحتى الأزمة المالية العالمية عام 2008، وكانت حالات الركود الاقتصادي شائعة جداً خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وشهدت الفترة بين عامي 1945 و2001 عشر حالات ركود فقط، وهو عدد أقل بكثير مما شهده العالم في فترات مماثلة فيما مضى، ويستشهد بعض الخبراء الاقتصاديين بذلك كدليل على أن الدورات الاقتصادية باتت أقل تقلباً.
ما هو الكساد؟
يُعرف الكساد الاقتصادي عادة بأنه تراجع حاد في النشاط الاقتصادي يستمر لعدة سنوات، فتعريف الكساد أقل وضوحاً من الركود.
ويختلف الخبراء الاقتصاديون في تحديد الفترة الزمنية التي يستغرقها الكساد الاقتصادي، فبعضهم يعتقد أن الكساد لا يمتد إلا خلال الفترة التي يتراجع فيها النشاط الاقتصادي، بينما يرى معظم الخبراء أن الكساد يمتد حتى الفترة التي يعود فيها النشاط الاقتصادي إلى مستويات قريبة من المستويات الطبيعية.
الفرق بين الركود والكساد
كل من فترات الركود والكساد لها مؤشرات وأسباب متشابهة، لكن الفرق بينهما يكمن في الشدة، والمدة، والتأثير الكلي على الاقتصاد.
ويمتد الكساد لعدة سنوات وليس شهوراً، ويشهد عادة ارتفاعاً في معدلات البطالة، وانخفاضاً كبيراً في الناتج المحلي الإجمالي، ويكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، على عكس الركود الذي يستمر لعدة أشهر، ويكون تأثيره مقتصراً على دولة واحدة في أحيان كثيرة.
ونظراً لأن الاقتصاديين ليس لديهم تعريف محدد للكساد، فإن معظم الناس يخلطون بينه وبين الركود، لكن في الولايات المتحدة الأمريكية كان هناك كساد واحد فقط، وهو الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي، والذي استمر لمدة 10 سنوات.
أسباب الكساد العظيم
كان الكساد العظيم واحداً من أصعب فترات الانكماش الاقتصادي في التاريخ، وقد استمر من عام 1929 وحتى 1939، وبدأ في أمريكا كركود قبل أن يزداد ويتوسع ويصبح كساداً في جميع أنحاء العالم، وبشكل خاص في أوروبا.
ومثلما هو الحال مع الأزمات الاقتصادية طويلة الأجل، لم يكن هناك سبب واحد للكساد العظيم، بل ساهمت عدة أسباب في حدوثه، بما في ذلك انهيار سوق الأسهم عام 1929، الذي تسبب في حالة من الذعر، أدت إلى انخفاض حاد في الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار، مما تسبب في انخفاض التصنيع، وزيادة معدل البطالة، وإفلاس العديد من البنوك.
ويبقى السؤال الذي يطرحه كثيرون حول ما إذا كان العالم مقبلاً على مرحلة كساد أخرى، خاصة بعد جائحة كورونا، والغزو الروسي لأوكرانيا، وما نتج عنه من زيادة كبيرة في الأسعار، وتعطيل سلاسل الإمداد في العالم كله.
المصدر: بيزنس إنسايدر
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}