أظهرت جائحة كورونا "كوفيد-19" كيف أن كثيرًا من الدول كانت تقلل من قيمة الوظائف التي يحتاجها المجتمع أكثر من غيرها، بمن في ذلك مقدمو الرعاية الصحية الذين لا غنى عنهم، والمعلمون الذين واصلوا تعليم الطلاب عبر الإنترنت، وجامعو النفايات وسائقي توصيل الطلبات الذين خاطروا بصحتهم، حتى يسير كل شيء كما هو معتاد.
ورغم ذلك يحصل العاملون في هذه الوظائف التي لا غنى عنها على أدنى الرواتب، وهي المشكلة التي تتحدث عنها الكاتبة سارة جافي في كتابها "العمل لن يبادلك الحب" الصادر هذا العام، والذي يقدم تحليلاً لكيفية وصول الحال بالمجتمعات إلى التفاوت الشديد في الرواتب بين الوظائف المختلفة.
وتتناول سارة اثنتين من أكثر الأفكار المدمرة في عصرنا، وتتمثل الفكرة الأولى في ضرورة أن يتعود الأشخاص على أن الأمان الوظيفي، وساعات العمل العادية، والرواتب، أصبحت أشياءً من الماضي.
بينما تتمثل الفكرة الثانية في أن العمل من المفترض أن يشعر الأشخاص بالسعادة والمعنى أكثر من أي وقت مضى، وأن الأشخاص يجب أن يكونوا ممتنين للعمل وسعداء في وظائفهم، وإذا لم يشعروا بذلك فهذا يعني أنهم لم يحاولوا بالقدر الكافي.
وتشير سارة إلى أن الأيام التي كان بها الأشخاص يضحون بقدر معقول من الوقت والجهد (ثماني ساعات عمل خلال خمسة أيام في الأسبوع) مقابل راتب يكفي عائلة، قد ولت منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن أصحاب العمل الآن يروجون لفكرة العمل طوال الوقت من أي مكان على حساب العطلات والراحة، وهو الأمر الذي ساعد ظهور الإنترنت في انتشاره.
- توضح سارة في كتابها أن عالم العمل الذي صار مألوفًا في الغرب، يروج لفكرة أن أي فشل في كسب ما يكفي للعيش، أو الفشل في الشعور بالرضا الوظيفي، يرجع إلى اتخاذ الفرد قرارات خاطئة، أو عدم استفادته من الفرص.
- تشير سارة إلى أن هناك تصورات خاطئة في المجتمعات حول القيمة والإنتاجية، لذلك يتم التقليل بشدة من قيمة مهن الرعاية الصحية، ومهن العاملين في المجالات المعرفية، كما تكشف المؤلفة كيف تم الترويج لفكرة خاطئة أطلقت عليها اسم أسطورة "العمل بدافع الحب"، والتي تعني أن عملاً معينًا لا يحقق ربحًا، لذلك يجب القيام به بدافع الحب، وليس من أجل الأموال.
- تعطي سارة أمثلة من حياة وخبرات العمال في مختلف الصناعات، بما ذلك المتدرب بدون أجر، والمعلم الذي تتجاوز ساعات العمل التي يعملها ما يحصل عليه من أجر، وأيضًا الرياضي المحترف.
- تؤكد سارة أن فهم الفخ الذي وقعت به الطبقة العاملة تحت اسم "العمل بدافع الحب"، سيمكنها من العمل أقل، والمطالبة بالراتب الذي يستحقه عملها. وبمجرد التحرر من هذا الفخ، سيعرف الأشخاص في النهاية ما يمنحهم السعادة والرضا.
المصدر: الجارديان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}