يبدو العالم اليوم مختلفًا بشكل كبير عما كان عليه قبل 20 عامًا، فمواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "فيسبوك"، الذي أطلقه مارك زوكربيرج عام 2004، حين كان طالبًا في جامعة "هارفارد"، ساهمت بشكل كبير في تغيير الطريقة التي يتواصل بها الأشخاص.
ورغم أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت بالفعل في جعل العالم قرية صغيرة، إلا أنها كان لها تأثيراتها السلبية على العديد من مناحي الحياة، وهو الأمر الذي جعل المستثمر روجر ماكنامي، والذي كان من المستثمرين الأوائل في شركة "فيسبوك"، ينقلب على الشركة، ويصدر كتابه "زوكيد.. الاستيقاظ على كارثة فيسبوك" عام 2019.
- يحكي ماكنامي عن الشركة من وجهة نظر شخص يعرفها جيدًا من الداخل، حتى أنه تحدث بصراحه في كتابه عن تهديد الشركة للمبادئ الأساسية للديمقراطية، ويقظته وإدراكه لهذه المخاطر، ويتناول ماكنامي بالتدريج قصته مع "فيسبوك"، حيث يتحدث في البداية عن المناسبات الأولى التي جمعته مع زوكربيرج، حين كان عمر الأخير 22 عامًا، ووصفه له بأنه كان ناضجًا بشكل كبير بالنسبة لعمره.
- يعلق ماكنامي على هذه اللقاءات قائلاً: "أحببت زوكربيرج، وأحببت الفريق، وأحببت فيسبوك"، لكن بحلول موعد الانتخابات الرئاسية عام 2016 تغير كل شيء، وذلك بعد نشر المنصة أخبارًا كاذبة خلال الانتخابات.
- كتب ماكنامي في مذكرة إلى زوكربيرج وشيريل ساندبرج كبيرة مسؤولي التشغيل في الشركة: "أشعر بخيبة أمل، أنا محرج، وأشعر بالعار"، ولخص الخطأ الذي حدث وشعوره تجاهه بعبارة: "تمكنت منصة فيسبوك من ربط 2.2 مليار شخص ببعضهم البعض، وتفريقهم في الوقت نفسه".
- يتناول ماكنامي في كتابه فضيحة "كامبريدج أناليتيكا"، والخاصة بتسريب بيانات الملايين من مستخدمي "فيسبوك" دون موافقتهم، لأغراض الدعاية السياسية، وأشار ماكنامي إلى ثقافة الشركة التي تسببت في كل هذه الفوضى، والعمل الذي قام به، محاولاً تنبيه الأشخاص المؤثرين لاتخاذ إجراء لإصلاح الأمور.
- يؤكد ماكنامي أن زوكربيرج بمجرد أن أدرك أن منصته تتمتع بالتأثير والقوة، حتى أصبح يتبع هو وفريقه استراتيجية تسريع النمو، فبات كل ما يهمه هو تسريع النمو، والوقت الذي يستغرقه المستخدمون على الموقع والإيرادات.
- مع الوقت أصبحت الشركة تتعامل مع المستخدمين كأرقام، وليس كأشخاص، ومع نمو الشركة، كان من المستبعد أن تتحمل الشركة المسؤولية المدنية، ويشرح ماكنامي كيف أن نموذج العمل الذي تعمل شركة "فيسبوك" وفقه، يجعل هناك مركزية في اتخاذ القرارات، إذ يتحكم زوكربيرج في نحو 60% من أسهم التصويت في الشركة، مما يمنحه سلطة كبيرة.
- رغم أن هناك فريقًا مكونًا من عشرة أشخاص يديرون الشركة، إلا أن زوكربيرج وساندبرج هما من يتحكمان في كل شيء، وفي أغلب الأحيان يمكن اختزال هيكل القيادة في شخص واحد بكل نقاط قوته وضعفه.
- يؤكد ماكنامي في النهاية أهمية منح الأشخاص سيطرة على بياناتهم، وإقناع السلطات الأمريكية بإعادة صياغة قوانين منع الاحتكار، واتخاذ بعض الإجراءات.
المصدر: الجارديان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}