نبض أرقام
01:49 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

عندما تأكل السمكة حوتًا .. كيف أشعلت أقلية 0.02% ثورة بين مساهمي "إكسون موبيل"؟

2021/06/01 أرقام - خاص

في اجتماع غير عادي لمساهمي شركة "إكسون موبيل" الأسبوع الماضي، فاجأت منتجة النفط الأمريكية الأسواق بانتخاب عضوين لمجلس الإدارة من اختيار صندوق التحوط "إينجين نامبر وان" الذي يدعم قضايا مناخية وجهود التحول الأخضر بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

 

في الحقيقة لم يكن الأمر مفاجئاً أو صادمًا، حيث كان الاجتماع والتصويت مخططًا له من قبل والجميع يعلم المرشحين، لكن هذه الخطوة تعكس تحولًا فارقًا في أفكار ورؤية واحدة من أكبر شركات النفط في العالم بشأن مستقبل الطاقة، والآن يُعتقد أنها ستتحرك بشكل أسرع نحو تغيير جوهر أعمالها.

 

 

بدأ الأمر بمعركة أعلنها صندوق التحوط "Engine No.1" المستثمر في الشركة، في ديسمبر الماضي، عندما رشح 4 مديرين لمجلس إدارة "إكسون"، ودعا إلى إعادة تنظيم أعمالها ليتناسب مع عالم خالٍ من الكربون.

 

أفرزت المراجعة الأولية للأصوات نجاح اثنين من المرشحين وربما يلحق بهما ثالث بعد انتهاء الفرز رسميًا هذا الأسبوع.

 

تعهد المستثمرون النشطاء في الشركة بعد التصويت، بالعمل على خفض إنتاج النفط، والضغط على الإدارة لتغيير استراتيجيتها، وأوضح صندوق "إينجين نمبر 1" أن تحقيق النجاح بالنسبة له، يعني تراجع إنتاج النفط والغاز في المستقبل.

 

ما أهمية الأمر؟

 

- رغم الدعوة السابقة لعملية التصويت، فإن التحول بدا كبيرًا لأن "إينجين" هو مجرد صندوق تحوط ناشئ، يمتلك فقط 0.02% من أسهم الشركة التي تتجاوز قيمتها السوقية 247 مليار دولار بقليل، ورغم ذلك نجحت جهوده لإقالة عضوين على الأقل من مجلس الإدارة حتى الآن واستبدالهم بآخرين داعمين له.

 

- المؤسسات الاستثمارية الكبيرة مثل "بلاك روك" و"ستيت ستريت" و"فانجارد" التي تمتلك معًا أكثر من 20% من أسهم الشركة، هي الداعم المفضل بالنسبة للمستثمرين النشطاء الصغار أمثال "إينجين"، وقد حدثت قواعدها للتصويت بالوكالة للتركيز بشكل أكبر على التنوع بين أعضاء مجلس الإدارة، وإدارة رأس المال البشري، وتغير المناخ.

 

- نادرًا ما حصلت مقترحات المساهمين التي تدفع الشركات إلى أن تكون أكثر صداقة مع البيئة أو للتركيز على توظيف النساء والأقليات وترقيتهم، على أصوات كافية لإجراء مزيد من المناقشة، ناهيك عن الفوز، وهذا سبب الضجة وراء قرار مساهمي "إكسون".

 

- مع تركيز مستثمري التجزئة على القضايا البيئية والاجتماعية وقضايا حوكمة الشركات، أدركت الصناديق الضخمة أن عليها أن تحذو حذوههم، حتى "Institutional Shareholder Services" و "Glass Lewis"، اللتين تقدمان المشورة للمستثمرين الكبار بشأن التصويت، جعلت التنوع الجنسي والعرقي في مجالس الإدارة أولوية.

 

 

- الضغوط لا تقتصر على المستثمرين من الداخل أو نشطاء البيئة من الخارج فقط، ولكنها تثقل أيضًا كاهل الشركاء في بعض المناطق الواعدة، مثل دولة غيانا الصغيرة في أمريكا الجنوبية، حيث يقاضي المواطنون حكومتهم لإنهاء عمليات "إكسون" البحرية وشركات أخرى.

 

- يدعي المواطنون أن موافقة الحكومة على مثل هذه المشاريع يفاقم أزمة المناخ وينتهك واجب الحكومة القانوني في حماية حقهم وحق الأجيال القادمة في بيئة صحية، وهي أول قضية مناخية دستورية في منطقة البحر الكاريبي تطعن على مشاريع إنتاج الوقود الأحفوري لأسباب تتعلق بالمناخ وحقوق الإنسان.

 

ثورة وصدام

 

- عارضت إدارة "إكسون" صندوق "إينجين" منذ البداية، ووصفت شركة النفط المرشحين الأربعة للصندوق بأنهم غير مؤهلين وقالت إن مقترحاتهم ستعرض الأرباح للخطر، وعملت بكل جد لمواجهة تأثيره.

 

- مع ذلك، قدمت الشركة تنازلًا في مارس إلى مستثمر آخر هو "D.E. Shaw & Co" عندما سمحت بتعيين مديرين جديدين، بينهما المستثمر الناشط "جيف أوبين"، لكن "إكسون" ظلت ترفض مرشحي "إينجين"، وهو أحد أسباب الجلبة التي حدثت عقب إعلان فوز اثنين منهم.

 

- ركزت المناقشات مع العديد من كبار المستثمرين في الفترة التي سبقت التصويت في المقام الأول على استراتيجية "إكسون" للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وليس الأداء المالي للشركة، وفقًا لتقارير.

 

- بحسب هذه التقارير، فإن الرئيس التنفيذي "دارين وودز" تراجع وتعهد بإبقاء الحوار مستمرًا بعد الاجتماع، لكن المؤسسات الاستثمارية الثلاث الكبار، دعمت في النهاية قائمة تضم مرشحين من صندوق "إينجين".

 

- ظهر مؤشر على أن الصدام يميل لصالح صندوق التحوط الناشئ، في منتصف مايو بدعم جزئي من شركتين استشاريتين (تقدمان المشورة لكبار المستثمرين في الشركة)، وقبل يومين من التصويت، قالت "إكسون" إنها ستعين مديرين جديدين، أحدهما يتمتع "بتجربة المناخ" والآخر لديه خبرة في الصناعة.

 

 

- في صباح يوم الاجتماع، أصدر "إينجين" بيانًا ينبه المساهمين إلى أن "إكسون" قد تحاول "بطريقة منسقة" إقناعهم بتغيير تصويتهم، وبالفعل اتصل مسؤولو الشركة بالمستثمرين مع بدء الاجتماع وحاولوا ذلك، واستهدفوا على أقل تقدير خفض الدعم إلى واحد أو اثنين من المرشحين الأربعة.

 

- تم إيقاف الاجتماع لمدة 60 دقيقة من قبل رئيس علاقات المستثمرين الذي قال إن هناك أصواتًا ما زالت ترد، لكن أحد المساهمين قال إنه تم الاتصال بهم خلال هذا التوقف لحثهم على تغيير توصيتهم، ما يعكس المقاومة والرغبة الملحة للشركة في رفض هذا الاتجاه.

 

- في هذه الأثناء أصدر صندوق التحوط بيانًا آخر يقول إن المساهمين "يجب ألا ينخدعوا بمحاولة الشركة الأخيرة لدرء تغيير مجلس الإدارة الذي تمس الحاجة إليه". انتقد مستثمرون هذا السلوك وقالوا إنه يثير تساؤلات حول قدسية صناديق الاقتراع وإشراف الشركات عليه.

 

- بعد 3 ساعات، اختتم الاجتماع وأعلن ملخص فرز الأصوات الأولي، وقال "وودز" في ملاحظاته الختامية: "نرحب بالمديرين الجديدين جريجوري جوف وكيسا هيتالا في مجلس الإدارة، ونتطلع إلى العمل معهم بشكل بناء وجماعي نيابة عن جميع المساهمين".

 

ماذا يحمل المستقبل؟

 

- كما ذكر سابقا، فإن نتائج التصويت النهائية لم تحسم بعد، وبالتالي من غير المعروف حجم التغيير الكامل الذي سيطرأ على مجلس الإدارة بخلاف الاثنين المعلن فوزهما بالفعل.

 

- لكن بغض النظر عن النتيجة الأخيرة، فمن غير المتوقع حدوث تحول سريع نحو مصادر الطاقة المتجددة في استراتيجية الشركة، لأن المستثمرين النشطاء لن يشكلوا أغلبية داخل المجلس على أي حال.

 

 

- من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الأحاديث والاستثمارات المتعلقة بمصادر الطاقة المتجددة، لكن من غير المحتمل أن يكون هناك احتضان شامل لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، مع توقع المزيد من جهود ومبادرات الوقود الحيوي في المستقبل وتسويق أكثر شمولاً للمنتجات الخالية من الكربون من جميع الأنواع.

 

- يركز المساهمون الأفراد في "إكسون موبيل" على توزيعات الأرباح، لذا يراقب المحللون عن كثب مدى التزام مجلس الإدارة بتوزيعات الأرباح، ويعتقد مصرف "ويلز فارجو" أن البيان الصريح الداعم لتوزيعات الأرباح في الأيام والأسابيع القادمة سيكون خطوة مطلوبة بقوة، حيث كان رد فعل السوق غير مرحب بشركات النفط والغاز التي خفضت مدفوعات أرباحها.

 

المصادر: أرقام- بارونز- بلومبيرغ- الجارديان

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.