نبض أرقام
12:41 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

هل انفجرت فقاعة بيتكوين؟ ومتى تتوقف الموجة البيعية؟

2021/05/20 أرقام - خاص

لم يكد سوق العملات الرقمية، يستوعب صدمة تراجع شركة "تسلا" بقيادة الملياردير "إيلون ماسك" عن قرار بيع السيارات مقابل بيتكوين، حتى تعرض لصفعة أقوى ربما تؤثر بالفعل على مستقبله كوسيلة للتبادل وإجراء المعاملات المالية.

 

بدأت العملة الرقمية الأشهر والأكثر قيمة تعاملات يوم أمس الأربعاء حول مستوى 43 ألف دولار، لكنها سرعان ما هوت بأكثر من 22% حتى لامست 31 ألف دولار (قلصت خسائرها قليلًا بعد ذلك)، عقب إعلان صادر عن البنك المركزي الصيني.

 

 

قال بنك الشعب الصيني في إعلانه إنه لا يجب ولا يمكن استخدام العملات المشفرة كوسيلة للتبادل لأنها ليست عملات حقيقية، وأكد عدم السماح للمؤسسات المالية وشركات الدفع بتسعير منتجاتها أو خدماتها بهذه الأصول الافتراضية.

 

جاء ذلك بعد إعلان "ماسك" قبل أسبوع، أن شركة "تسلا" تراجعت عن قرارها بقبول بيتكوين كوسيلة دفع، مبررًا ذلك بالمخاوف البيئية المرتبطة بعملية تعدين العملة الرقمية، ودفع ذلك الإعلان العملة إلى مستوى 43 ألف دولار من 57 ألف دولار خلال 5 أيام.

 

يراهن المتحمسون للعملة الرقمية على اكتسابها أرضية واسعة بفضل ندرتها، لكن الجانب المعارض يرى أنه لا يمكن اعتبارها عملة حقيقية لأنها ليست مدعومة من جهة موثوقة كما أنها لا تستخدم كوسيلة للدفع مثل الأوراق النقدية الحقيقية.

 

مع قرار البنك المركزي الصيني، وفي ظل تراجع داعم كبير مثل "ماسك" وشركته "تسلا"، تبدو آفاق بيتكوين ملبدة بالغيوم، خاصة أن البنوك المركزية تبذل جهودًا مضنية في الوقت الراهن لإطلاق عملاتها الرقمية الرسمية الموثوقة.

 

هل انفجرت الفقاعة؟

 

- تغذت الفقاعة في المقام الأول على تدافع أولئك الذين "يخشون تفويت الفرصة"، لكن نفس المبدأ هو ما يقود الانهيار الأخير، حيث يخشى الأشخاص أن تفوتهم فرصة القفز المبكر عن السفينة وتقليل الخسائر المحتملة وهو اتجاه يؤجج خسائر السوق.

 

- لا أحد يحب مشاهدة الآخرين يصبحون أثرياء فيما لا يزال هو "محلك سر"، وعندما يحدث ذلك، وعندما يشهد السوق فورة ومكاسب متتالية، يكون لذلك انعكاس على نفسية المستثمرين، وهذا أحد أسباب تشكل فقاعات الاستثمار، حيث يندفع المال إلى القطاع الذي يشهد نشاطًا غير مسبوق.

 

 

- المشكلة في الهزة الأخيرة ليست فقط أن الصين (وهي أحد أكبر اللاعبين في سوق العملات الرقمية) قد حظرت استخدام العملات المشفرة على المؤسسات المالية، ولكن تفكر دول أخرى أيضًا في تشديد اللوائح التنظيمية، خاصة بعدما أصبحت بيتكوين الوسيلة المفضلة للقراصنة عبر الإنترنت.

 

- بيتكوين عند أدنى مستوياتها ليوم الأربعاء (31 ألف دولار) كانت تعادل أقل من نصف مستواها القياسي المسجل الشهر الماضي عند 65 ألف دولار، وتكاد تقترب من محو جميع مكاسبها المسجلة منذ بداية العام الجاري عندما كانت تتداول فوق 29 ألف دولار.

 

- تعافت بيتكوين نسبيًا في وقت لاحق من تعاملات الأربعاء وصباح اليوم الخميس، وعند مرحلة ما لامست مستوى 40 ألف دولار، لكن هذه الهزة في ذروتها سببت إزعاجًا كبيرًا للأسواق، وانخفضت القيمة السوقية للعملات الرقمية بأكثر من 600 مليار دولار بفعل قراري الصين و"تسلا".

 

عدوى الخوف

 

- عملات أخرى غير بيتكوين لم تكن بمنأى عن الاضطراب، وتراجعت عملة الريبل بنحو 30% وانخفضت الإيثريوم بنحو 40%، فيما تراجعت عملة دوج كوين أيضًا بنسبة تقارب 30% الأربعاء.

 

- تزامنًا مع الموجة البيعية، تسببت ضغوط التعاملات التي يقودها المستثمرون القلقون، في تعطل منصة "كوين باس" لتداول العملات الرقمية، وقالت الشركة إن بعض الخصائص لم تعد تعمل بالشكل المعتاد وإنها على دراية بحدوث بعض المشكلات.

 

- انتقلت حالة الذعر إلى سوق الأسهم أيضًا، حيث تراجعت أسهم الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة في وول ستريت، وفي أثناء الاضطراب انخفض سهم "كوين باس" بنسبة 10%، وتراجع سهما "Riot Blockchain" و"Marathon Digital Holdings" للتعدين بنسبة 17% و18% على التوالي.

 

 

- شركة "Microstrategy" التي اشترت قبل أشهر بما يعادل 10 ملايين دولار من عملة بيتكوين مقابل سعر متوسط 43.6 ألف دولار، تراجع سهمها بنسبة 15%، وانخفض صندوق "Grayscale Bitcoin Trust" بأكثر من 6%، وحتى سهم "تسلا" تراجع بنسبة 3% عند مرحلة ما من التعاملات.

 

ماذا سيحدث لاحقا؟

 

- هدأت الأمور قليلًا في السوق، وبدأ المستثمرون يتوقفون لالتقاط الأنفاس وإعادة تقييم الأوضاع، وساعد في ذلك تغريدة الملياردير "إيلون ماسك" التي قال فيها إن "تسلا" لديها "يدين من ماس" وهو تعبير يعكس ثقة المتداول في الربح النهائي لحيازته رغم تراجع الأسعار.

 

- بعد إعلان التراجع عن قبول بيتكوين كوسيلة للدفع الأسبوع الماضي، أوضح "ماسك" أن شركته لم تبِع حيازتها من العملة الرقمية، لكن حتى هذه التطمينات من الملياردير الذي يحظى بشعبية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، لا يبدو أنها كافية لتحريك السوق كثيرًا في الوقت الراهن على الأقل.

 

- انخفض مؤشر "الخوف والجشع في العملات المشفرة" الذي تنشره شركة "Alternative.me" إلى 23 نقطة يوم الأربعاء، من مستوى 75 الأسبوع الماضي، مما يشير إلى تحول كبير في معنويات السوق إلى "الخوف الشديد" بدلًا من "الجشع الشديد".

 

- يشير هذا المستوى إلى أن المستثمرين يشعرون بالقلق لدرجة أنهم أكثر عرضة للانسحاب من سوق العملات الرقمية، وقد يؤدي ذلك إلى دفع الأسعار إلى الانخفاض بشكل أكبر، مما يخلق لاحقا فرصة شراء جيدة لمن يتطلعون إلى الدخول.

 

- على العكس من ذلك، يشير الشعور بالجشع الشديد إلى أنه قد تتم المبالغة في تقدير الأصول، وأن التصحيح الهبوطي قد حان. كانت آخر مرة يصل فيها المؤشر إلى مستوى بين 20 و23 نقطة في أبريل 2020، عندما ضربت التقلبات الناجمة عن الوباء الأسواق العالمية.

 

 

- الموجة البيعية التي اندلعت بفعل المخاوف يقودها المستثمرون الذين اشتروا "بيتكوين" مبكرًا في محاولة لضمان مكاسبهم، إلى جانب المستثمرين الجدد الذين يشعرون بالذعر فيبيعون خشية تكبدهم خسائر هائلة.

 

- عندما تنفجر فقاعات الأسهم، يتوقف البيع عادة عندما تنخفض الأسهم إلى ما دون القيمة الجوهرية لتصبح (آنذاك) جذابة لفئة جديدة من مستثمري القيمة الذين لم يشاركوا في فورة السوق، المشكلة بالنسبة للعملات المشفرة حديثة العهد بالأسواق أنها ليست لها قيمة جوهرية اختبرها المستهلكون على نطاق واسع مما يعني أنه قد لا يكون هناك حد معين تتوقف عنده الموجة البيعية.

 

- عندما أعلن "ماسك" قرار شركته بالتوقف عن قبول بيتكوين كوسيلة دفع، استغرق الأمر من الأسواق أيامًا من التراجع لاستيعاب الصدمة، ولو تكرر نفس النمط نتيجة قرار الصين فإن قيمة بيتكوين قد تشهد مستويات لم تعرفها منذ العام الماضي، ولن يكون من السهل ارتدادها سريعًا.

 

 

المصادر: أرقام- بزنس إنسايدر- بارونز- سي إن بي سي- ماركت كاب

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.